غوتنبيرغ السويدية لندن الصغرى

غوتنبيرغ السويدية لندن الصغرى

تحتضن مدينة ( غوتنبيرغ ) السويدية الألاف من المهاجرين من جنسيات مختلفة ومنهم الجالية العراقية التي تعتبر من الجاليات الأكثر تواجدا في هذه المدينة ، وتوصف ( غوتنبيرغ ) بأنها ( لندن الصغرى ) لجمالها ، كونها تحتوي على المساحات الخضراء والغابات والقوارب والممرات المائية الخلابة ، فيما تعتبر هذه المدينة من المدن المهمة التي تجذب السواح اليها ضمن الدول الأسكندنافية من خلال تواجد الغابات الكثيفة والألاف من البحيرات ، ولهذا نجد الجاليات العراقية والعربية ( تتكالب ) للعيش في هذه المدينة الجميلة والساحرة التي تقع في الساحل الغربي من المملكة ، وهي ثاني أكبر المدن السويدية بعد العاصمة ستوكهولم .

تأسست مدينة غوتنبيرغ عام 1621 ميلادية وتقع على بحر الشمال ، ومساحتها الكلية ( 447 ) كيلو مترا ، اما سكان المدينة هو ( 600 ) الف نسمة تقريبا ، وتعتبر غوتنبيرغ من اهم موانىء الدول الاسكندنافية ، ويعتمد اقتصادها على تصدير الاخشاب والورق والاثاث اضافة الى الضرائب ، واشهر صناعاتها هي سيارات الفالفو وايضا سيارات الساب ، وتشتهر في الصناعات الحربية العسكرية والبحرية والجوية والطائرات المقاتلة ، ومن صناعاتها ايضا الألات الزراعية والطائرات المبيدة للحشرات والسفن ، كما توجد في مدينة غوتنبيرغ عددا من المتاحف ومنها متحف التأريخ الطبيعي ومتحفا للفنون ، وتتمتع بعدد من الجزر وكذلك الحدائق الكبرى المنتشرة في عموم المدينة ، ويوجد في وسط المدينة مسجد غوتنبيرغ الكبير الذي يرتاده اعداد كبيرة من المسلمين لأداء فريضة الصلاة ، فضلا عن وجود أحياء شعبية وتأريخية قديمة تكون جميلة وساحرة تغطيها البيوت الخشبية والمحلات التجارية والمقاهي ، كما توجد في مدينة غوتنبيرغ اكبر مدن الالعاب في جميع مناطق أسكندنافيا وتكون مزدحمة جدا في فصل الصيف بالعوائل والأطفال القادمة من جميع الدول المجاورة وتعتبر متنفسهم الوحيد .

مدينة غوتنبيرغ من المدن التعليمية ، ويوجد في جامعاتها عددا كبيرا من الطلبة ، فيما تعتبر السويد واحدة من افضل بلدان العالم في مجال رعاية الأطفال ، حيث تعطي اهتماما كبيرا بجعل التعليم في السويد في مرحلة الطفولة المبكرة ولديها برنامج العناية والاهتمام بالطفل بشكل لا يوصف وقد يكون الفريد من نوعه في العالم ، وان الحكومة السويدية تتكفل بكافة مصاريف الاطفال ، وان دور الحضانة ورياض الاطفال تقدم لجميع هؤلاء الاطفال الخدمات المجانية ومنها الرعاية الصحية الكاملة ووجبات الطعام اليومية ، اضافة الى توفير خطة دراسية لتطوير قابلية الاطفال واكتشاف مواهبهم ، فضلا عن تأقلم الطفل داخل الحضانة وأحساسه بالأمان لغرض أنتقاله الى المرحلة الأبتدائية ، وهنا فقد اشاد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ( في حديث متلفز له قبل فترة ) بجودة التعليم في الدول الاسكندنافية ومنها السويد والنرويج والدنمارك وفلندا معتبرا ان هذه الدول تقدم نموذجا ناجحا يمكن للولايات المتحدة أن تحاكيه ، وتمنى ( ترامب ) أن تحقق الولايات المتحدة نفس المستوى التعلمي في هذه الدول المتطورة في هذا الجانب .

من جانب أخر فأن السويد تمتلك العديد من مقومات النجاح في المجالات الطبية والرعاية الصحية ، وذلك من خلال توفيرالابنية الحديثة والاجهزة الطبية المتطورة في جميع المستشفيات والعيادات الطبية ومنها في مدينة غوتنبيرغ ، وان هذه المستشفيات تضم العديد من الصيدليات التي تحتوي على انوع مختلفة من أرقى وافضل الادوية في العالم ، والتي تصرف الى المرضى بأسعار زهيدة كونها مدعومة من الحكومة السويدية ، فيما تمنح هذه الادوية الى المهاجرين واللاجئين العراقيين والعرب ( مجانا ) ، ونجد ان المستشفيات والمستوصفات تتمتع بالانظمة والقوانين الصحية المتميزة ، ومنها على سبيل المثال دقة المواعيد ، وسرعة أستجابة الاطباء والممرضات وكافة العاملين الى طلبات المرضى الراقدين داخل هذه المستشفيات واسعاف ومعالجة المرضى المراجعين لها صباحا ومساءا ، وان من اهم الانظمة السائدة في السويد هو الاهتمام بالانسان بشكل لا يصدق ، حيث تتم الاستجابة الفورية للحالات الطارئة من اجل انقاذ المرضى من الموت ، ومنها سرعة أرسال سيارة الاسعاف الى موقع الحادث او الى مقر سكن المريض واحيانا ترسل ( طائرة هليكوبتر ) الى الموقع لنقلة الى اقرب مستشفى بدون مقابل .

أحدث المقالات

أحدث المقالات