بصمات إنسانية في جنوب الموصل: الدكتورة نور وليد والدكتور يعرب ممتاز..

بصمات إنسانية في جنوب الموصل: الدكتورة نور وليد والدكتور يعرب ممتاز..

في منطقة جنوب مدينة الموصل، وتحديداً في مستشفى القيارة العام، حيث التحديات وظروف التلوث البيئي، كون المنطقة تقع فوق بحار من النفط وعمليات الاستخراج مهما كانت محصنة بوسائل الوقاية، فلا بد أن يرافقها مشاكل بيئية تؤثر على صحة البشر. ومن هذا المنطلق، يجب أن تكون هناك رعاية صحية خاصة لأهالي المنطقة، وخاصة فئة النساء وما تمر به من مراحل صعبة أثناء فترة الحمل وحاجتها إلى التوعية والبيئة النظيفة. وهنا لا بد لنا أن نشيد بكل الكوادر الصحية هناك، ولكنني سوف أكتب في هذه المقالة عن شخصيتين أكاديميتين طبيتين، برزت أسماؤهما في خدمة الناس بضمير حيّ وقلوب صادقة. نعم، إنها الدكتورة نور وليد، أخصائية أمراض النساء والتوليد، كأحد أبرز الوجوه النسائية في مجال الرعاية الصحية، والتي برز اسمها وبصمتها الواضحة من خلال معالجتها للكثير من حالات العقم النسائي بسبب الظروف البيئية وربما مشاكل صحية أخرى. وقد نشاهد يومياً عائلة من عوائل أهلنا هناك وقد منّ الله عليهم بالرزق بمولود جديد، ونجد فرحتهم كبيرة وهم يشكرون الدكتورة نور باعتبارها الطبيبة المعالجة لحالتهم المرضية.
‏نعم، إنها نورٌ للنساء وأملٌ في مناطق جنوب الموصل.
للمعلومات العامة، أخي القارئ الكريم، الدكتورة نور وليد، خريجة كلية الطب في جامعة الموصل، تحمل شهادة اختصاص في أمراض النساء والتوليد، وتمتلك خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في تقديم الخدمات الصحية للنساء، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية. وهي تعمل حاليًا بكل جد ومثابرة في مستشفى القيارة العام، بالإضافة إلى إدارتها لعيادتها الخاصة في ناحية القيارة، والتي أصبحت مقصدًا للنساء من مختلف مناطق جنوب نينوى، بل وحتى من مناطق أبعد مثل الحضر والشرقاط.
وقد تميزت بخبرتها الواسعة في متابعة حالات الحمل، والولادة الطبيعية والقيصرية، وتشخيص الأمراض النسائية.
وقد نقلنا من وسائل الإعلام بعض شهادات المراجعات إلى عيادة الدكتورة نور من الأخوات الفاضلات، فأحداهن من ناحية الشورة تقول:
“كنت أعاني من حملٍ صعب، وكنت أتنقل بين الأطباء دون جدوى، حتى دلني الناس على الدكتورة نور. تعاملت معي كأنني أختها، شرحت لي كل شيء، ورافقتني طوال فترة الحمل حتى أنجبت بسلام. لا أنساها ما حييت.”
وفي حالة أخرى من قرية اللزاكة التابعة لناحية القيارة، تقول مراجعة أخرى:
“الدكتورة نور ليست فقط طبيبة، بل هي إنسانة حنونة بكل معنى الكلمة. حتى في الليل، إذا احتجناها، كانت ترد وتساعدنا بجوابها الشافي…”
‏وليس بعيدًا عنها وفي نفس صالة العمليات في مستشفى القيارة يقف زوجها وشريك رسالتها الإنسانية، الدكتور يعرب ممتاز، اختصاصي الجراحة العامة، الذي يُعدّ من أبرز الجراحين في المنطقة. عمل في مستشفيات عدة داخل الموصل وخارجها، منها المستشفى الجمهوري وغيرها، ويشغل حاليًا منصب طبيب اختصاصي جراحة في مستشفى القيارة العام، حيث أجرى المئات من العمليات الجراحية الناجحة، من الجراحات الطارئة إلى بعض الحالات المعقدة.

يحمل الدكتور يعرب شهادة البورد العراقي في الجراحة العامة، وكما هو معروف في الوسط الطبي، فإن رغبة الطبيب في اختصاصه تعكس نجاحه في عمله، والدكتور الجراح يعرب من أولئك المميزين في عملهم. والدليل تواجده المستمر في المستشفى حتى في أيام العطل في بعض الأحيان. وقد شهد له أحد كوادره الطبية قائلاً: “دكتور يعرب من الأطباء القلائل الذين يحترمون الوقت والمرضى، حتى وهو متعب، تجده واقفًا في غرفة العمليات أو يشرف على الحالة بنفسه.”
إن هذه العائلة الطيبة نموذج حقيقي للعطاء والإخلاص في مهنة الطب، فرغم أنهما زوجان ناجحان يعيشان في أسرة تسودها المحبة والاحترام، إلا أن عملهما كأطباء ذوي اختصاص مهم يجعلهما شركاء حقيقيين في صالة العمليات. ويُعدّان من الأطباء القلة الذين فضّلوا البقاء في مناطقهم رغم الظروف الصعبة، إلا أنهم ما زالوا متمسكين برسالة الطب النبيلة.
ورغم أننا نعيش في زمن التحديات، يبقى أمثال الدكتورة نور وليد والدكتور يعرب ممتاز شموعًا تنير دروب المرضى، وكفاءات علمية يحتاجها مجتمعنا بشكل مباشر، وهم الأمل الذي يُزرع في قلوب الناس….

أحدث المقالات

أحدث المقالات