بدأ لا بد من أن أشكر صحيفة البينة الجديدة الغراء على نشرها خبر ( فوز العراق بجائزة الجمهور في مهرجان كان السينمائيالدولي )!، بعددها 4590 الصادر يوم الأثنين الموافق 26/5/2025 ،وجائزة الجمهور تعد من أهم الجوائز في المهرجانات. وفي الحقيقةتفاجأت عند قراءتي للخبر الذي مضى عليه أكثر من شهر! ، ولا أدري كم صحيفة ساهمت وأهتمت بنشر هكذا خبر كبير، وكم فضائية إعلامية أشارت أليه بشيء من الأعجاب والاهتمام والتميز!، واستضافت من شاركوا بالفيلم وساهموا بنجاحه من المخرج والممثلين والمنتجين ، وكل من كان وراء هذا النجاح الكبير !؟ .سأراهن وأتمنى أن يكون رهاني فاشلا!! ، باني لست انا الوحيد الذي لا يعلم بذلك الخبر الرائع والكبير! بل غالبية العراقيين لا يعلمون ولم يسمعوا بهذا الخبر؟! ، لربما قلة قليلة من العراقيين وعن طريق الصدفة سمع بالخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا!؟ . نقول : ألم يكن من المفروض ، لفيلم فاز بجائزة الجمهور وفي مهرجان عالمي كبير كمهرجان كان الدولي! أن يأخذ مساحته في الأعلام العراقي ، ويتم عرضه في صالات السينما وأقصد هنا (سينما المولات!) ، لعدم وجود صالة سينما بالعراق!!؟ .وحقيقة الخبر بقدر ما أفرحني آلمني كثيرا ، لأني ومعي لربما الكثير من العراقيين يسألون لماذا الأعلام العراقي نشعر به وكأنهيتعمد! ، عدم نشر أية خبر فيه خير للعراق وبروز لأسمه بين دول العالم في أية مجال كان؟! ، ولماذا يركز أعلامنا وفضائياتنا ،على بث كل ما هو مخيف ومرعب! ، ويضع العراقيين في حالة دائمة من الخوف والهلع والترقب من قادم الأيام من خلال ما يذيعونه من أخبار؟؟. نعود الى صحيفة البينة الجديدة التي نشرت الخبر فيالصفحة الخامسة (صفحة عالم الفن ) حيث لم يتجاوز نشره الربع من مساحة الصفحة!، وكنت أتمنى من صحيفتنا الغراء أن تبرزه بصورة أكبر وأكثر تألقا وبما يليق به من حدث فني كبير، ويكون في صدر الصفحة الأولى من الجريدة وبالبنط العريض كما يقال! . ولا أدري ان كان توقعي صحيحا! ، بان عدم التركيز على الفيلم اعلاميا من قبل الحكومة وأعلامها رغم فوزه بجائزة الجمهور في مهرجان كان! ، أقول لربما لأنه يحمل عنوان (كعكة الرئيس!؟) ، رغم انه لا أحد يعرف أية تفاصيل عن مضمون الفيلم وقصته! سوى ما ذكرته صحيفة البينة الجديدة الغراء (( الفيلم يروي قصة لميعة ،التي تعيش مع جدتها في أهوار الجنوب ، والتي تكلف بصنع كعكة لعيد ميلاد الرئيس الأسبق خلال فترة الحصار في تسعينات القرن الماضي ، مما يسلط الضوء على الضغوط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي واجهها المواطنون آنذاك والحياة المعزولة والمظلمة في واحدة من أصعب حقب العراق)) الى هنا انتهى ما نقلته الصحيفة عن الفيلم ، وواضح ان الفلم ينتقد هذه المناسبة الاجبارية على الشعب!؟ . حقيقة هناك أسئلة كثيرة تستحق أن تسأل عن هذه المشاركة ، كيف تمت ؟ ولماذا الانتاج مشترك ( عراقي ، قطري ، أمريكي؟) )؟ ، ولماذا لم يكن انتاج الفيلم عراقيا فقط؟ هل لقلة الموارد المالية في العراق ؟ أم لعدم وجود مبلغ مرصود للفيلم أساسا من قبل دائرة السينما والمسرح؟ أم لعدم وجود أية دعم لفكرة الفيلم أو لفكرة المشاركة في المهرجان أصلا؟؟ ، أم لكونه يحمل أسم ( كعكة الرئيس؟؟) . في الحقيقة لا أستبعد كل تلك الأسباب مجتمعة ، لا سيما ان السينما والمسرح والحركة الفنية عمومابالعراق تعاني من الاهمال وعدم الاهتمام بشكل واضح من بعد الاحتلال!؟ بسبب توجهات الدولة والأحزاب السياسية الدينية الحاكمة التي قادت البلاد من بعد الاحتلال ، والتي تتقاطع أفكارها ومبادئها مع موضوع الفن والفنانين والحركة الفنية بشكل عام!؟ ، حتى أن الكثير من العراقيين يقولون أذا ظلت الأحزاب السياسية الدينية تقود البلاد ، فلا نستبعد أن العراق في المستقبل القريبيكون أفغانستان أخرى وبغداد تكون ( قندهار ثانية!) من ناحية الالتزام الديني والأخلاقي !! . وبعيدا عن كل التكهنات والتوقعات والأسباب ، لنذهب لزبدة الخبر وجماله وما يحمله من فخر واعتزاز، فهذه هي المرة الأولى التي يفوز بها العراق بمثل هذه الجائزةالمتميزة وفي مهرجان سينمائي كبير كمهرجان كان الدولي؟ . ونعيد المعلومة وللتذكير، أن الفيلم هو انتاج (عراقي قطري أمريكي مشترك!!؟) ، ومن (( تأليف وإخراج حسن هادي ، وبطولة بنين احمد نايف ، وسجاد احمد قاسم ، ووحيد ثابت ، ورحيم الحاج)) . أخيرا نقول : هناك خصومة قوية وكبيرة بين الأعلام وبين الشعب! ، فقد تيقن الشعب بان الأعلام لا يقف بصفه أبدا!! ، فطالما أظهر هذا الأعلام أنصاف الحقيقة للشعب!؟ ، ودائما ما عرض ويعرضالجانب المظلم والسيء من حياة العراقيين ويركز عليها ويعيد تكرارها! ، ويتعمد وبشكل واضح عدم اظهار الجانب الحسن والجميل والمضيء من حياة العراقيين ، ويمر عليه مرورا عابرا!؟ ، وبالتالي أن هذا الأعلام أساء كثيرا لسمعة العراق أمام العالم! . فرغم قتامة المشهد العراقي ، ألا ان هناك الكثير من الأشياء والأعمال والمنجزات الرائعة ، وهناك الكثير من المبدعين العراقيينالذين يحصدون الجوائز العالمية ويتصدرون صفحات الصحف العالمية بإنجازاتهم وإبداعاتهم في كل المجالات ، رغم ظروفهم التي لا يحسدون عليها ، ولكن ماذا نقول ؟ لله الأمر من قبل ومن بعد.