خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
في حرب الـ (12) يومًا استهدفت “إسرائيل”، “سجن أيفين”، ورغم الإعلان عن أن الهدف كان بوابة السجن كرمز للقمع، إلا أن الإحصاءات الرسمية لـ”الجمهورية الإسلامية” تُشيّر إلى مقتل أكثر من: (70) شخصًا في الانفجار الذي استهدف الأقسام الإدارية للسجن.
والسؤال: ماذا حدث لعائلات السجناء بعد تفجير “سجن إيفين”؟.. بحسّب تقرير “سوسن أرجمندي”؛ المنشور على موقع (إيران واير).
منذ الساعات الأولى للتفجير؛ توجهت الكثير من العوائل إلى مقر (أيفين) إما للسؤال عن أقارب يقضون فترة العقوبة، أو آخرين كانوا يقومون بإنهاء بعض الأمور في النيابة أو سجن (إيفين).
لكن وفقًا لرواية هذه العوائل؛ وكما حدث في حادثة حريق (سجن إيفين) عام 2021م، فقد أغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى السجن، إلا أن بعض العوائل تمكن من الوصول إلى السجن بصعوبة.
يقولون: “كانت عناصر الأمن في الزي المدني تمنع الناس من الوقوف، وكانوا يكتفون بأخذ أرقام هواتف هذه العوائل، ثم يُطالبونهم بالعودة إلى المنازل، وينتظرون اتصال من السلطات”.
دخول القوات بالزي المدني..
بحسّب روايات الأسر؛ بعد وصول العوائل امتليء محيط (أيفين) بعناصر الأمن في الزي المدني مع خفوت وجود القوات النظامية.
وكانت الأجواء أمنية أكثر من المعتاد. وقررت أغلب العوائل العودة إلى المنازل، بعد تبادل أرقام الهواتف مع العوائل الأخرى؛ بحيث يتواصلون في حال الوصول إلى أي معلومات.
تقول أحد العوائل: “عدَّنا إلى المنزل، وبدأنا في الاتصال هاتفيًا ربما أمكننا الوصول إلى نتيجة، لكن لم يكن أحد يجيب. اتصلنا بطواريء طهران والهلال الأحمر لكن دون فائدة. وكلما سألنا: أين ينقلون المصابين والقتلى؟ يقولون: ليس لدنيا معلومات. وجلسنا مع كم هائل من الأسئلة والقلق الذي لم يجب عليه أحد”.
حظر إعلامي..
تحولت حادثة (أيفين) إلى قضية “أمنية-استخباراتية”؛ حيث تم تحديد إطار للتحديث الإعلامي ليس فقط للأسر بل حتى لوسائل الإعلام.
حتى أن صحيفة (هم وطن) اضطرت إلى حذف خبر بعد نشره عن اختفاء امرأة أثناء مراجعة النيابة العامة بالتوازي مع الاستهداف الإسرائيلي.
وتُشيّر الأنباء إلى أنه تم توجيه تنبّيه إلى مديري الصحيفة بأن أي تحديث أو نشر لأخبار حول (سجن أيفين) يجب أن يتم بالتنسيق وفي الإطار المحدَّد.
تسليم الجثث بتعهد..
عانت العوائل التي فقدت أحبائها في تفجير (أيفين) من مشكلات كثيرة، بداية من الاستجواب وحتى التعهد الإجباري بدفن الفتى في مقبرة الشهداء.
تقول إحدى هذه العوائل والتي كانت تعتزم دفن جثمان شقيقها الشاب بالقطعة رقم (304) في مقبرة جنة الزهراء: “للأسف لم يسمحوا لنا بدفن أخانا إلا في القطعة رقم (42) التي حددوها لنا، واطلقوا عليها اسم مقبرة الشهداء. قالوا يجب دفن جميع الشهداء في هذه القطعة”.
كما تحدثت هذه العائلة عن استجواب سريع في يوم استلام الجثمان: “قالوا لنا: ليس لكم الحق في التحدث عن هذا الأمر في أي مكان، وإلا لن نعتبركم من عوائل الشهداء. ثم أدرجوا اسمنا في مؤسسة الشهيد، وشرحوا لنا كيف يمكن لعضوية المؤسسة أن تُفيد ابن شقيقنا البالغ من العمر عامين في المستقبل. لهذا السبب اخترنا الصمت والتزمنا عدم الكلام”.
وبنبرة يغلب عليها البغض: “لكن لا شيء يعوضنا عن فقدان شقيقي البالغ من العمر (25 عامًا)”.
في السيّاق ذاته؛ كان “أصغر جهانگير”؛ المتحدث باسم السلطة القضائية، قد أعلن أن عدد قتلى (أيفين) بلغ: (71) وفق الإحصائيات الرسمية، وقال: “الضحايا من الموظفين الإداريين، والحرس، والسجناء، وأقارب السجناء، وكذلك بعض أفراد كانوا يعيشون بالقرب من (أيفين)”.
في المقابل تعتقد عوائل السجناء أن عدد القتلى أكبر من الإحصائيات المعلنة.
وتتحدث الأنباء عن مقتل بعض العناصر بالزي المدني داخل (سجن إيفين)، والذين كانوا يحملون هويات مزورة، بالإضافة إلى بعض المحققين، ولذلك تتكتم “الجمهورية الإيرانية” على الأعداد الدقيقة للقتلى، كما أنها سلمت جثث الضحايا بشرط عدم الإفصاح عن المعلومات.
وثمة تحليل آخر يُشيّر إلى أن “الجمهورية الإيرانية” تُريد التقليل من حجم الخسائر التي لحقت بها، واعتبار هذه الأعداد المنخفضة دليلًا على صمودها الكبير وقوتها ومتانتها.