معظمنا يرى أحياناً نفسه مشدوداً إلى الماضي ، وبالذات الى الرموز المضيئة في تلك السنوات المنصرمة ، فمثلاً .. الطبيب نراه متحمساً الى تقليد أطباء سبقوه من أجل ان يدرس تجربتهم ويحاول أن يصبح واحدأً مثلهم . وهذاالمثل يندرج على السياسي والكاتب والفنان والرياضي والصحفي .. الخ .. وطبعاً هذا يقال أيضاً عن المرأة الخلاقة .
وفي لحظات تأمل ، يجد كل منا أياً كان موقعه فيتذكر الماضي وأحياناً يتحسر على البساطة التي تميزت بها تلك السنين البارحة ، وعلى الإلفة التي اتسمت بها العلاقة بين الناس . كذلك اننا في لحظات أخرى نتذكر أساليب التربية والتعليم ، والتعامل بين الناس وأخلاقهم ونقارنها مع الحاضر ونرى هنا الفارق بينهما .
نلاحظ ان الأجيال العراقية في وقتنا الحاضروكأنها تـشعر باهتزاز في الشخصية والسبب يعود لإن البعض حاول أو يحاول إلغاء الماضي أو تشويه السنوات البائدة على الرغم من ان الأحكام في مثل هذه الحالات يجب أن لا تكون متقاطعة مع الماضي أولاً ، وثانياً ان التقدم السريع في عالم التكنلوجيا وخاصة بعد دخول الأنترنيت ودخول الموبايل وانتشار عالم التواصل الاجتماعي ، ودخول الذكاء الإصطناعي ، كل هذا جعل الإنسان يبدو مهتماً بأحوال وابتكارات الغد ، فنسي ماضيه تماماً .
كلنا نعرف ان العادات والتقاليد والسلوك العام ، والإهتمام بالتراث هو تعبير عن الإحساس بالهوية ، متمثلاً بالقيم والمعتقدات والوضع الإجتماعي .والإنتماء الى البلد الذي نعيش فيه .
المشكلة ان هناك من يتمرد أو يخالف التراث ويبتعد عنه بحجة مواكبة التطورالعصري ، وهذا ( التطور ) في اغلب الأحيان يستخدم خارج الأصول الإجتماعية ، فهنا يكون مدعاة للتخلف والإنحطاط والإنهيارالخلقي في المجتمع . ويجعل الإنسان تعيساً في معظم الأحيان .