العجالة في هدنة غزة … علامَ وإلامَ .!؟

العجالة في هدنة غزة … علامَ وإلامَ .!؟

طرح فكرة او مشروع هدنة مؤقتة او وقف اطلاق النار لمدة 60 يوما بين اسرائيل وحماس , وتتضمن اعداد محددة من المحتجزين والجثث من الأسرائيليين لدى حركة حماس , مقابل عدد غير معروف .! من الأسرى الفلسطينيين في السجون الأسرائيلية , هي مبادرة طرحها وتحمّس لها الرئيس ترامب فجأةً منذ نحو اسبوع ( وله في ذلك حساباتٌ ما .! ) , كما استجاب لها نتنياهو المعروف بتعنّته بذات السرعة تقريباً , حيث سيصل رئيس الوزراء الأسرائيلي يوم الأثنين القادم الى واشنطن لبحث تفاصيلٍ اخرى حولها , انما لِما خلف وبين السطور .! رغم أنّ بنود وارقام وكسور هذه الهدنة قد جرى الإعلان عنها في وسائل الإعلام .. وقد وافقت حركة حماس عليها بعد نحو 24 ساعةٍ على اعلانها , وكانت حماس مضطرّة لذلك ولأسيابٍ جمّة ومتباينة .!

ينبغي الإشارة هنا أنّ كلّ دفعة او عدد  من الرهائن الأسرائيليين ممّن تطلق حماس سراحهم في كل مرّة , فإنّ موقفها التفاوضي يكون اضعف ممّا قبلها , أمّا اذا ما جرى الإفراج عن آخر رهينة وجثّة اسرائيلية في هذه الهدنة – الصفقة او حتى بأفتراض سواها , فآنئذٍ فكأنها قد وقعت الواقعة .! على حماس وعلى كل قطاع غزة وساكنيه , كما لا ضماناتٍ لتوقف اسرائيل الحرب بعد ذلك , فقد تشتد ضراوةً وشراسة بما يفوق ما حصل خلال هذه السنتين الماضيتين وبما خارج ايّ حساباتٍ محسوبة وغيرمحسوبة .!

   هذا الإضطرار لسرد بعض هذه التفاصيل والجزئيات في الأسطر اعلاه وبما يتجاوز متطلبات الأيجاز المختصر , فليس ذلك محور حديثنا عن العجالة في الأتفاق على الأحرف الأولى من هذه الهدنة غير الهادئة , فالمسألة اعظم واضخم ومن زواياً عدة , فقُبيلَ مبادرة ترامب هذه او بتزامنٍ متقاربٍ نسبياً منها , فكان قد وردَ خبرٌ ” لم يكن مجسّماً ! في وسائل الإعلام العالمية , ومفاده أنّ بضعة نوّاب من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأمريكي ” معاً ! ” قدّموا مشروع مقترحٍ ” قد يغدو غريباً في أمره الى حدٍ ما ” الى الرئيس ترامب بتسليم طائرات – قاذفات B – 2 العملاقة التي قصفت مفاعلات فودرو ونتنز واصفهان الأيرانية , بتسليمها الى اسرائيل .! , وذلك يوحي بشدّة الى قيام اسرائيل بضربة جديدة وأشد الى المنشأت النووية الأيرانية , وربما الى اهدافٍ اخرى ايضاً , وبذلك تتخلّص ادارة ترامب من تحمّل مسؤولية هذه الضربة القادمة والمفترضة .!

  في استقراءٍ لا يتطلّب الى تركيز .! فما قدّموه نوابٌ من كلا الحزبين الأمريكيين المتضادين , فلا يعدو كونه سيناريو من اجهزة مخابرات ترامب بغية التمهيد لما قد يحصل اثناء الهدنة المقبلة , ولتتفرّغ اسرائيل لهذه الجولة الجديدة المفترضة ايضاً .! ولا يحول ذلك دون مضاعفاتٍ مستجدّةٍ ايضاً ربما .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات