ماحدث في ساحة التحرير ليس تعبيراً عن رأي، بل صفعة في وجه العراق وشهدائه، مجاميع تابعة للجارة التي جارت علينا، لا تمت للوطنية بصلة، تنصب أعلام دولة أجنبية في قلب بغداد، في الساحة التي سالت فيها دماء شباب آمنوا بالحرية، وقتلوا برصاص الغدر من ذات الأذرع التي ترفع اليوم راياتها فوق جراحنا، هؤلاء لم يعرفوا إلا بالولاء الخارجي، وبالانبطاح لكل ما يمليه عليهم، أما العراق فكان دوماً عندهم صفقة هامشية، ووطن ينهب لا يبنى، لم نرهم في ساحات القتال دفاعا عن الجارة التي دعمتهم، ولا سمعنا رصاصهم إلا حين صُوب إلى صدور أبناء الوطن حين طالبوا بدولة خالية من الميليشيات واللصوص، باعوا إيران ولية نعمتهم حين اختنق مشروعهم، وتخلوا عن سلاح الممانعة حين باتت مصالحهم العقارية، والكومشنات، والعقود الوهمية، والأراضي المنهوبة، أهم من كل شعارات المقاومة التي رفعوها كذباً وزوراً لعقود، خانوا الجميع، الوطن، والدم، والجهة التي ادعوا تمثيلها،
وساحة التحرير؟ لن تدنس براية هؤلاء الغرباء مهما تنكروا بهيئة عراقيين، ساحة التحرير ستبقى ساحة العراق الحر، عراق الدولة لا الدويلة، عراق السيادة لا العمالة، عراق الشعب لا وكلاء الخارج.
هنا بغداد، لا طهران،ولاخريائيل، ولا أمريكا، ولا الأفغان،
هنا العراق، لا مزرعة المرتزقة.