وكالات- كتابات:
أكد تيار (الحكمة الوطني)، اليوم الثلاثاء، “تفاعله وانسجامه” مع ما صرحت به المرجعية الدينية في بيانها الأخير بشأن الأوضاع الداخلية والخارجية لـ”العراق”، لافتًا إلى أن “العراق” والمنطقة يمَّران بوضع حساس.
وقال القيادي في التيار؛ “فهد الجبوري”، في تصريح صحافي، إن: “الحديث عن أن التفاعل مع خطاب المرجعية ضعيف، غير صحيح، لأن القوى السياسية متفاعلة؛ وجزء منها كان يتحدث بهذا الخطاب قبل هذه الأحداث الأخيرة”.
وأضاف “الجبوري”؛ أن: “العراق في الآونة الأخيرة بالوضع السياسي وحتى الأمني والعسكري؛ استطاع أن يكون بعيدًا عن هذا الصراع، وإن كانت الأجواء مخترقة”، مبينًا أن: “الكيان الصهيوني حاول جر العراق إلى مرحلة الصراع، لكن القوى السياسية وائتلاف (إدارة الدولة)؛ وخصوصًا (الإطار التنسيّقي) استطاع أن يحتوي هذا الموضوع”.
ووصف “الجبوري”؛ بيان المرجعية الأخير: بـ”المهمة والواقعية وتُعبّر عن ما يُريده الشارع”، مبينًا: “جميعنا نتحدث عن مواضيع الفساد، وإن كان إلى حد هذه اللحظة مستّشرٍ على مستوى بعض المؤسسات وبعض الشخوص”.
وتابع “الجبوري”: “بالنسبة لنا في تيار (الحكمة) متفاعلين ومنسَّجمين جدًا مع ما تحدثت به المرجعية؛ ودائمًا ما نُصّرح في هذا الأمور وننوه عليه وندعمه حتى إعلاميًا أن يصل إلى المواطن في رؤية بيان المرجع الأعلى”.
ولفت القيادي في تيار (الحكمة)؛ أن: “الوضع حساس حاليًا وهناك تداعيات خطيرة على مستوى المنطقة؛ وقد تكون حتى على مستوى العراق خلال الأيام القليلة القادمة”.
يُشار إلى أن ممثل المرجعية الدينية في كربلاء؛ الشيخ “عبدالمهدي الكربلائي”، أوضح يوم الجمعة الماضي 26 حزيران/يونيو 2025، إذا كانت المعركة الحالية بين الحق والباطل، والتي لا تزال قائمة قد استنزفت دماء كثيرة وعزيزة، وأدت لكثير من الضّرر بإخواننا وأخواتنا تهجيرًا وأذى، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يؤدي للشعور بالضعف والانكسار؛ فلا بُدّ من المُضّي قُدمًاً في تدّارك الاخفاقات والتغلب على نقاط الضعف بأساليب صحيحة بعيدًا عن الأمنيات والأوهام”.
وأضاف أن: “المعركة بين الحق والباطل تحتدم أحيانًا وتخّفت أحيانًا، ولا بُدّ لأهل الحق من أن يتبصّروا ولا ينخدعوا ببعض المظاهر المزيفة والشعارات الرنانة وليأخذ أولياء الأمور العبر والدروس؛ مما وقع من ماس تجل عن الوصف وخسائر لم يحدث مثلها منذ زمن بعيد”.
وشدّد بالقول: “فلا بُدّ من أن يتنبه العراقيون لذلك ويتسلحوا بالوعي والبصيرة في التعامل معها ويصلحوا أمورهم بعيدًا عن بعض المظاهر الخداعة وليعلموا أنهم ما لم يسعوا بجد في بناء بلدهم على أسس صحيحة فإن مستقبلهم لا يكون أفضل من حاضرهم”.
وتابع الشيخ “الكربلائي”: “كما أن على من بيدهم الأمور أن يتقوا الله ويحكموا ضمائرهم ويراعوا في قراراتهم وتصرفاتهم مصلحة شعبهم وبلدهم والمنطقة كلها؛ لأن مصالح شعوبها مترابطة”.
وأشار إلى أن: “الشعب العراقي الذي ضحى في سبيل التخلص من الاستبداد، سيبقى عازمًا على الحفاظ على هذه المكتسبّات بكل قوة وعدم الرجوع إلى الوراء على أي حال، وإن كان يشعر بمرارة الأخطاء الكبيرة والاخفاقات المتوالية للكثيرين ممن تسلموا مواقع المسؤولية خلال العقدين الماضيين”.
وأوضح أن: “الأمل يبقى قائمًا في تصحيح المسّار وتدارك ما فات؛ ولا يكون ذلك إلا وفق ما أشارت إليه المرجعية العليا في بيان سابق، حيث صرحت أنه ينبغي للعراقيين؛ ولا سيّما النخب الواعية أخذ العبر من التجارب التي مروا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم، وذلك لا يتسّنى من دون خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتمادًا على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسلم مواقع المسؤولية ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات”.