1- على الرابط التالي وجدتُ أنضج وأوضح تحليل سياسي علمي موضوعي قرأته منذ مدة، وهو للكاتب السيد وليد شاكر العبيدي بعنوان ” المالكي أمام الإختيار الوحيد: الإنتصار”
: http://www.qanon302.net/opinion/2014/06/24/22869
أقدِّر الصعوبة التي يواجهها الكاتب العراقي في أيام الإنهاك الذي أصاب الفرد العراقي، تعمداً كجزء من خطة تخريبية، منذ سقوط النظام البعثي الطغموي* . فإما الإسهاب والتفصيل كما أفعل أنا في مقالاتي وهناك مخاطر الملل الذي يصيب القارئ المتعب والذي يريد الإيجاز. وإذا أوجز الكاتب، كما فعل السيد وليد وضغط المقال، فهناك مخاطر ألا يفهم بعض القراء ما يعنيه وما يختبئ بين السطور وورائها، أو أن يكون المقال من قبيل طرح العموميات دون التحديد أو طرح الظواهر دون تشخيص السبب أو الأسباب، أو من قبيل سوق الكلام الكاسح دون دليل.
عليه آليت أن أتولى تفسير ما يقف وراء ما طرحه بكفاءة السيد وليد، إذ صممتُ ألا يمر هذا الجهد الفكري القيم مرور الكرام رغم أن موقع “عراق القانون” قد أولاه أهمية خاصة ووضعه في باب “حديث الساعة” لتمييزه وجذب الإنتباه إليه.
2- أوجزُ الموضوع بالكلمات التالية: الولاية الثالثة أصبحت رمزاً للإنتصار أو الإنكسار.
الإنتصار هو لديمقراطية الشعب العراقي ووحدته ووحدة البلاد.
أما الإنكسار الذي أعنيه فليس هو للمالكي أو حزب الدعوة أو إئتلاف دولة القانون أو التحالف الوطني أو شيعة العراق وحسب بل لشيعة العالم أجمع وللشعب العراقي بجميع طوائفه ومكوناته ولكل حريص على مصير العراق والأمة العربية والأمم الأخرى داخل الفسيفساء العراقي. والإنكسار في هذا الوقت يعني الخضوع للمشروع الصهيوني لا الأمريكي وحسب، وذلك عبر الطغمويين* “حلفاء” أمريكا والسعودية وتركيا وقطر وصنائعهم من الإرهابيين.
الإنكسار سيعني دمغ الشيعة بدمغة جديدة، حقيقية هذه المرة، بكونهم مكّنوا الإمبريالية والصهيونية من التحكم بالعراق والمنطقة في أسوأ فترة من فترات تأريخها العربي والإسلامي. أقول “دمغة جديدة” لأن ما يرنّ في ذهني التهمة المفتعلة التي أُلصقت ظلماً وبهتاناً بإبن العلقمي الوزير الشيعي، والتي لاحقت الشيعة منذ إحتلال هولاكو لبغداد حتى يومنا هذا.
لا يتمثل الإنكسار بكون السيد المالكي لا يوجد بديل جيد أيضاً له. لكن الإنكسار يكمن في تلبية مطلب تنحية شخص يمثل تراكم الخبرة والإنتصار على ذوي العزم العنيد على دعم مصالح غير مشروعة منافية للمصلحة الوطنية وعلى رأسها محاولة إسترداد سلطتهم البعثية الطغموية التي أرادوا تحقيقها بكل الوسائل غير الدستورية وغير الشريفة كالتستر والتعاون مع الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية أو محاولة التطبيع مع إسرائيل.
ولا يبدل شيئاً أن يتفاهم الطغمويون مع من يريدون تأسيس حكم العوائل فيرمي أولئك بالكرة في ملعب هؤلاء لتبدو أن القضية بينية في صفوف التحالف الوطني ما قد تؤدي إلى تمزيق شارع التحالف الوطني وهي الخديعة الكبرى والهدف الأسمى.
أنا لا افهم كيف يشترط السيدان عمار ومقتدى على رئيس الوزراء المقبل أن يكون مقبولاً من الجميع: هل يُقبل من محتضني الإرهاب الذي قتل عشرات الالاف من المواطنين الأبرياء؟ أم يقبل ممن أخذ بصيغة “المشاركة في الإنتاج النفطي” خلاف السياسة المركزية “عقود خدمة” وعقد إتفاقيات نفطية سرية دون علم الحكومة وتصدير النفط حتى بإعتراض أمريكا والأنكى تصديره لإسرائيل وما يتبعه من تطبيع مع العدو الصهيوني؟ أم يقبل ممن مهد بألف وسيلة ووسيلة لسقوط الموصل بيد داعش وبيد من يقف وراء داعش ومن يريد التفاهم مع داعش؟ أم يُقبل من الذين لا يريدون شراء السلاح الروسي المضمون وصوله لصالح السلاح الأمريكي الذي لا يصل
وذلك لأن السلاح بيد الجندي العراقي ينفع المالكي كما كان سينفعه قانون البنى التحتية وخدمة الفقراء فرفضوه؟
أين نظرة السيد عمار الواضحة؟ هل صدّق هو ومقتدى، بكلمة من ملك السعودية أو أمير قطر أو رئيس وزراء تركيا، بأن كل شيء سيكون على ما يرام إذا أزيح الرئيس المالكي من رئاسة الوزارة؟ ما الذي فعله المالكي غير التنبّه لحيل المحتالين المجرمين وسد الأبواب أمامهم؟ نعم قال السيد علاوي إن السعوديين ساعدوا حكومته ضد الإرهاب (مما يدل على علاقتهم بالإرهاب!!!) لكن الدكتور علاوي ينسى أنه لم يكن منتخباً بل كان معيناً من الأمريكيين والنظام العربي الرسمي والأمم المتحدة ممثلة بالأخضر الإبراهيمي فكان مخترقاً سهل الإنزلاق في الجيوب الخلفية ولا مانع من مساعدته.
لذا أرجو من قائد المسيرة الوطنية والديمقراطية السيد علي السيستاني والمراجع العظام في النجف والمراجع السنية الكريمة وبالأخص في بغداد والبصرة ومراجع الطوائف الأخرى الموقرة أن يواصلوا ما بدأوه يوم قادوا العراقيين للتخلص من نظام البعث الطغموي الذي أقدم على إنتهاج سياسة التطهير العرقي والطائفي بوعي وتخطيط وتصميم مرفوقة بممارسة الإبادة الجماعية وإقتراف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية؛ ومن ثم أقمتم الديمقراطية الحقيقية بعيداً عن التشويه الذي أراده الأمريكيون لخدمة مصالحهم الإمبريالية؛ ومن بعد ذلك دعمتم حكومة المالكي التي أخرجت الأمريكيين رغم إرادتهم وإرادة عملائهم بالبقاء. وقد دعمتم حكومة المالكي التي أغاضت أمريكا وإسرائيل وشركات النفط بإنتهاج سياسة الحفاظ على ثرواتنا النفطية الوطنية والإمتناع عن إفتعال حرب مع الجارة إيران من أجل التسلل تحت جناحها لضرب منشآتها النووية التي يستحيل ضربها من الجو أو بالصواريخ؛ كما غضبوا على حكومة العراق لأنها لم تساهم في تدمير الدولة والجيش العربي السوري لصالح الأمن الإسرائيلي ولتصفية القضية الفلسطينية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المضطهد على مدار الساعة ولإبتلاع القدس الشريف.
سادتي: لقد فشلت أمريكا وأسرائيل في سوريا وتريدان اليوم النجاح في العراق بعد أن أنهكوه وأتباعهم وظنوا أنه أصبح لقمة سائغة.
لقد حاكوا مؤامرة كبرى ضد العراق ولم تكن الموصل العزيزة هدفهم الأسمى بل حوصروا هناك بعد إمتصاص القوات والمجتمع العراقي زخم الصدمة الناجمة عن العمل التآمري الخياني. وهكذا فشل التآمر بعد وقوف الشعب العراقي بجميع طوائفه سداً منيعاً وصفاً واحداً لشعور الجميع بأن المستهدف هو العراق ووحدة العراق ونفط العراق وديمقراطية العراق والأمتان العربية والإسلامية. العشائر وأبناؤها البسطاء باتوا يرفدون القوات الأمنية بالمعلومات الدقيقة عن مواقع الإرهابيين لتسديد الضربات الموجعة لهم، وذلك حسب تصريحات ضباط ميدانيين في فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 26/6/2014.
لقد لعبت دعوة المرجعية الكريمة بالجهاد الكفائي المؤيدة من المراجع السنية الكريمة والمراجع الدينية الموقرة الأخرى – لعبت دورها في شد لحمة الشعب بجميع مكوناته.
عليه وبعد هذا النجاح الباهر للديمقراطية رغم جميع المؤامرات التي لم تنقطع منذ الأيام الأولى لسقوط النظام البعثي الطغموي – يريد الأمريكيون فرض مشيئتهم على العراقيين وإبتزازهم بوسيلة حجب السلاح عنهم ومحاولة تفرقة صفوفهم. لا أعرف من الذي منح السيد أوباما الحق في تقرير أن لا عمل عسكري ضد الإرهاب إذا لم يتفق الفرقاء السياسيون العراقيون، وهو على علم تام بأن بعض السياسيين الحريصين على مصالح شريحتهم الطغموية، والطغمويون لملموم من جميع مكونات الشعب العراقي حكموا العراق بالحديد والنار والسلاح الكيميائي ويصرون على إسترداد سلطتهم المفقودة، لا يريد التوافق أبداً ويصر على إسترداد سلطته بأية وسيلة كانت سواءً بدعم الإرهاب أو التخريب من داخل العملية السياسية.
هل يرضى السيد أوباما أن يظهر نائبه السيد بايدن في فضائية (روسيا اليوم) ويقول إن أوباما أتعس من هتلر؟ هذا ما فعله الدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء إذ صرح في فضائية أل(CNN) عام 2012 بأن المالكي أتعس من صدام!!!! والمطلك مازال حتى اليوم نائباً لرئيس الوزراء نوري المالكي ولا أعلم سر بقاءه وبقاء العشرات أمثاله في مناصبهم وهم مهمشون ومقصيون ومظلومون ولا يستقيلون!!!! لا أعرف ما ذنب المالكي إذا قام أحد الجنود أثناء حملة تفتيش البيوت في حزام بغداد بالإستيلاء على خروف ويذبحه ويأخذ نصفه بلحمه وعظمه ودمائه ويترك لأهل الدار النصف الآخر؟!!! أو ذلك الجندي الآخر الذي سرق الدجاجة وهو يطارد الإرهابيين.!!!! أتفق مع المطلك أن المالكي إقترف خطاً حين أبقى على الفرقة الذهبية ولم يحلها حيث أنها قد دربها الأمريكيون على قتل العراقيين شاطي شباطي!!!!. قد يظن القارئ أنني أمزح بسرد هذه الأحداث. ولكنها حقيقية وقد قالها المطلك بعظمة لسانه للإعلامي سعدون محسن ضمد في فضائية (الحرة – عراق) في برنامج “حوار خاص”.
بعد هذا وأكثر بكثير أشار الرئيس أوباما إلى شعور السنة بالمظلومية. يعلم جيداً الرئيس أن الطغمويين هم ليسوا السنة بل هم لملوم. وهم الذين يشيعون بين الناس مفهوماً خاطئاً مفاده إذا لم تكن الحاكم فأنت مهمش ومظلوم وذلك لدفعهم إلى التمرد حتى تسببوا بتهجير ما يقرب من المليون برئ من منازلهم متناثرين داخل العراق وهم يسكنون في أفخم الفنادق في أربيل وعمان. لقد أدرك الناس اللعبة وما عادوا يخدعونهم.
أمريكا لم تفِ بإلتزاماتها وتعهداتها التعاقدية وتحاول إبتزاز الحكومة. يمكن بكل بساطة الإستعانة بدولة الإتحاد الروسي الذي يبيع السلاح دون أية شروط سياسية مادام العراق بلداً مسالماً لا يعتدي على أحد بل يُعتدى عليه كل يوم. وأُأَكد للسيد مقتدى أن الطائرات الروسية ليست مصنوعة من الخشب!!
إن هذا أيها السادة يستلزم عدم الخضوع لمشيئة الأمريكيين والإصرار على تحرير كل شبر من أرض العراق من الإرهاب ولسنا بحاجة للسلاح الأمريكي المشروط بتجرع الذل والعار الأبديين.
إن قيادة النظام السعودي، الظالم المتخلف، لتحركات الإرهابيين نيابة عن الأمريكيين ناجم عن خوف النظام من إشعاع الديمقراطية العراقية على الداخل السعودي إذا ما إستقر العراق.
لذا فقد عمد النظام السعودي إلى تأجيج صراع طائفي في المنطقة لحرف الأنظار عن المخاوف الحقيقية.
3- إحتلال الموصل عمل أمريكي مخطط نفذه السعوديون والأتراك والقطريون، وهم معتمدو أمريكا وإسرائيل في شؤون الإرهاب والتخريب في المنطقة، وهم المشرفون المباشرون على التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها والتي يكثر الأمريكيون منها لضربها ببعضها البعض وإلغائها عند الحاجة. وكانت داعش آلة التنفيذ.
ربما يريد الأمريكيون منها تخريب العراق بعد أن فشلت في إطاحة نظامه ومن ثم تنتحر على الأرض العراقية وبالدماء العراقية.
4- هنالك أمران مهمان جداً عن داعش كشفهما السيد سعدون الدليمي وزير الدفاع العراقي وهما:
a. إنه تنظيم من ضباط عراقيين كانوا موقوفين في سجن بوكا الأمريكي في البصرة بعد الإحتلال مباشرة وأطلق الأمريكيون سراحهم قبيل إخراج قواتهم من العراق.
b. إن الأخضر الإبراهيمي قال: واهمٌ من يظن أن داعش هدفها سوريا بل إن هدفها هو العراق.
التفسير: هذا يعني أن الأمريكيين إتفقوا مع قيادة أولئك الضباط البعثيين الطغمويين* في سجن بوكا لإعادتهم للسلطة في العراق، أي إعادة حزب البعث تحت مسمى ملائم، ضمن خطة بعيدة المدى تستغرق أكثر من عشر سنوات على أن يشكلوا تنظيماً ذا مسحة دينية وبالغ القسوة لإرعاب المنطقة وتشكيل دولة على الحدود الإيرانية. أوكلت أمريكا مهمة القيادة المباشرة لداعش وغيرها من التنظيمات الإسلامية الإرهابية إلى السعودية وتركيا وقطر حسب نظرية سياسية أمريكية بشأن إدارة مناطق العالم عن طريق تكليف دولة أو مجموعة دول “صديقة” تتولى أمر المنطقة تحت مظلة المصالح الأمريكية.
باشر هؤلاء الضباط بكسب ما تسمى “المقاومة العراقية” وزاولوا معهم ممارسة الإرهاب داخل العراق حتى يومنا هذا. وبعد إندلاع “الثورة” السورية إنتقل قسم كبير منهم إلى هناك وأبقوا في العراق ما يكفي لتوفير الدعم الإرهابي لتمشية الجهد السياسي التخريبي من داخل العملية السياسية وضبطه وتوجيه تحركه السياسي التخريبي لئلا يتساوم ويتراخى وينحرف عن ممارسة الشعار المألوف على أرض الواقع: “أحكمك أو أقتلك أو أخرب البلد”.
وبالفعل نجحوا أيما نجاح في شل يد الحكومة ونشر الفساد ونشر نزع الثقة بكل شيء في الدولة العراقية وتعطيل الدور التشريعي لمجلس النواب فحرموا العراق تقصداً من البيئة التشريعية السليمة وما تلاها من حرمانه من البيئة السياسية السليمة والبيئة الأمنية والبيئة التنموية بضمنها الخدمات. كان كل ذلك يرمي إلى تكفير الناس بالديمقراطية وسحق يقظتهم ومناعتهم ضد الدعايات المغرضة وضد الحرص على الديمقراطية تماماً كما حصل قبل إنقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 .
إبتدأ هذا الجهد التخريبي منذ وجود الأمريكيين وبتشجيع منهم. وهم الذين كانوا وراء توقف الهجوم على الفيدرالية الكردية، لا حباً بها بل تكتيكاً للتفرقة، حتى نجحوا في فك التضامن الديمقراطي داخل العراق وفي جر الحزب الديمقراطي الكردستاني (ح د ك) إلى مزالق خطيرة كالتعويل على إسرائيل والسعودية وتركيا وقطر لتحقيق مطامح الكرد القومية المشروعة مقابل السعي لتفتيت العراق كجزء من الخطة الصهيونية – الأمريكية لتفتيت الدول العربية من داخلها؛ وإغراء (ح د ك) على جني مكاسب سياسية في العراق بإستغلال الصعوبات التي تعانيها الحكومة الفيدرالية.
أصبح من بديهيات التأريخ أن هذه مكاسب آنية سترتد عليهم فالبقاء للشعوب؛ والتعويل عليها هو الأسلم والأثبت وليس التعويل على الصهيونية والإمبريالية وعملائها في العراق والمنطقة.
كما أفلح الأمريكيون في تدجين وتسخير كثير من المثقفين العراقيين والإعلاميين لخدمة مشروعهم الإمبريالي حتى أصبح البعض مطايا لحمل الفبركات والدعايات المسمومة الطغموية والإمبريالية لصفوف الشعب العراقي الذي جابههم لحسن الحظ بالرفض الواعي كما شهدنا في الإنتخابات البرلمانية.
كانت سوريا بالنسبة لداعش تمثل ما يلي: 1- نقطة تجمع 2 – نقطة تدريب 3- نقطة تسليح 4- نقطة تجنيد.
وفي التطبيق العملي والتدريب وبإنتظار “نضوج” الوضع في العراق ساهمت داعش مع الآخرين في محاولة تدمير الدولة والجيش العربي السوري الذي تمقته إسرائيل وأمريكا والنظام البعثي الطغموي العراقي الذي ناصب الحكم البعثي السوري الأكثر حرصاً على المصالح القومية العربية من النظام البعثي الطغموي العراقي العميل – ناصبه العداء وحاول غزوه قبل ثنيه وتوجيهه من قبل أمريكا لغزو الكويت (طرح نفس هذا الرأي السيد حسن العلوي ولو بتفسير مختلف عن تفسيري بالنسبة للأسباب) .
5- كما بينتُ أعلاه دبر الأمريكيون، عبر عملائهم من أنظمة كالسعودية وتركيا وتكتلات وأفراد داخل العراق، دبروا عملية إنقلابية تعتمد على ركيزتين: تحرك مسلح داعشي مسبوق بتدبير تخاذلي بين وحدات الجيش العراقي والقوى الأمنية المتكونة أساساً من موصليين وأكراد، ومرفوقة بحملة إعلامية هدفها نشر روح الإنكسار وروح الهزيمة بين باقي أفراد القوات المسلحة والشعب عموماً.
باءت المؤامرة بالفشل الذريع إذ وقف الشعب صفاً واحداً خوفاً من تقسيم العراق. ولكن أمريكا لم تيأس فظنت أن حجب السلاح عن العراق قد يجعل حكومتها ترضخ لمشيئتها. راحت تماطل عسى أن تثمر جهودها وجهود النظام السعودي بتصوير الأمر وكأنه صراع شيعي – سني مسلح وأن هناك ثورة سنية. لقد أيدهم في هذا المسعى لحد الآن، ولا أرى أن سيتبعهم آخرون: كتلة “متحدون للإصلاح” (بزعامة أسامة النجيفي)، إئتلاف “الوطنية” (بقيادة أياد علاوي)، وإئتلاف “العربية” (بقياد صالح المطلك) و “الحزب الديمقراطي الكردستاني” (بقيادة مسعود برزاني) و”حزب المؤتمر” (بقيادة أحمد الجلبي).
وكل هؤلاء ما عادوا يتمتعون بذلك الدعم الشعبي الواسع نسبياً إذ عرضت عنهم شرائح واسعة من المجتمع بسبب الكوارث التي سببوها للناس الأبرياء في الرمادي والفلوجة وصلاح الدين وأخيراً الموصل.
6- ختاماً فليس من المنطقي أن يلقي المحارب المنتصر، المؤمن بوحدة العراق، راية النصر ويخضع لمشيئة المندحر وهو الأمبريالي الصهيوني وأذنابه من نظم ودول وأفراد ومجاميع وأحزاب سياسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181