“سعيد نور محمدي” : الإذاعة والتليفزيون لا يجب أن تكون ملكًا شخصيًا لتيار سياسي

“سعيد نور محمدي” : الإذاعة والتليفزيون لا يجب أن تكون ملكًا شخصيًا لتيار سياسي

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

“إيران” بعد الحرب تختلف تمامًا عن “إيران” قبل الحرب؛ حيث اصطف أبناء الشعب رُغم اختلاف وجهات النظر، وتوحدوا في الدفاع عن وطنهم ضد هجوم الأعداء. “إيران” حاليًا هي للإيرانيين بالمعنى الواقعي.

في الماضي؛ كانت وسائل الإعلام تخضع لمجموعة خاصة تنتمي لجناح سياسي وتعرض فقط وجهات نظر عدد محدود، لكن الآن تدعو “الإذاعة والتليفزيون” شخصيات لم يكن أحد يتخيل ظهورهم يتحدثون بحرية تامة.

وفي حال استمر هذا النهج؛ فسوف يتمخّض عن أجواء إيجابية، وسوف تسَّاهم كل التيارات في انتصارات “إيران” المستقبلية. يأتي هذا في ظل نزول المواطنين إلى الميادين ومسَّاندة “إيران”، وإفشال كل خطط الغرب لإسقاط نظام “الجمهورية الإيرانية” حتى الآن.

وللمزيد حول هذا الموضوع؛ حاورت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية، الناشط السياسي الإصلاحي؛ “سعيد نور محمدي”، والذي يعتّقد في ضرورة استمرار حصول جميع التيارات على فرصة للتعبير عن مواقفها في التليفزيون الوطني لتجاوز الأزمات المستقبلية…

انتصرنا بالتلاحم والتماسك الوطني..

“آرمان ملي”: في الماضي طغت نظرة أحادية الجانب على التليفزيون الوطني؛ فهل تغيّر نهج منظمة الإذاعة والتلفزيون التي كانت تؤمن في الماضي بسياسة الصوت الواحد، وتقسيّم الناس إلى أصحاب وغير أصحاب ؟

“سعيد نور محمدي”: التقسيّم إلى قسمين ليس في حد ذاته سيئًا. وحل المشاكل يتطلب أن تتمكن الرؤى المختلفة من طرح نفسها على المستوى الوطني، لمناقشة المشاكل من زوايا متعددة.

هذا يبعث على مراعة كل أبعاد المشكلة عند تحديد السياسات والاستراتيجيات. لكن ما أصبح مشكلة في “إيران” هو نوع من الازدواجية في الاعتراف بالتيارات المختلفة. تيار أقلية، كما اتضحَ في الانتخاباتِ الرئاسية الأخيرة، يضع جميع الآراء الأخرى جانبًا ولا يسمح للأفكارِ المتنوعة بأن تلعب دورًا في الحكم أو الإعلام الوطني.

ولقد أتببت تجربة الـ (12) يومًا من الدفاعِ الوطني، أننا هزمنا العدو بعاملين، الأول: القدرة العسكرية والدفاع الصاروخي. الثاني: وهو الأهم؛ التلاحم والتماسك الوطني.

وقد برز جزء من هذا التماسك في دعوة التيارات السياسية المختلفة إلى منظمة الإعلام الوطني.

الشعب الآن هو أهم عنصر للقوة..

“آرمان ملي”: بعبارة أخرى؛ هل حال هذا التلاحم الوطني دون تحقق المراحل التالية من مخططات العدو ؟

“سعيدنور محمدي”: بالفعل؛ فقد راهن العدو الخارجي بشكلٍ خاص على الخلافات الداخلية وكان يعتمد على المعارضة في الخارج. كانوا يتصورون أن الشعب سوف ينزل إلى الشارع ويُطيح بالحكومة عبر بضع رسائل.

وقد تصوروا أنهم سيُحققون مطالبهم بأقل تكلفة. لكن شعبنا وقف بوعي أمام هذه الأوهام وأفشل مخططات العدو عبر التماسك والتلاحم الوطني.

لن يخضع الإيرانيون مطلقًا للعدوان الخارجي. وأعتقد أن علينا الحفاظ على منظومة الدفاع الوطني هذه، وأعني التماسك الاجتماعي، في حال لم يلتزم الطرف الآخر بوقف إطلاق النار.

الشعب الآن هو أهم عنصر للقوة، ويجب على قمة النظام أن تتجاوز تقسيم “الموالين” و”غير الموالين”؛ وأن ننظر إلى جميع المواطنين كإيرانيين، بغض النظر عن آرائهم السياسية.

مطلوب تغيير الهياكل السياسية والإعلامية..

“آرمان ملي”: ما الواجب فعله للمحافظة على هذا التلاحم وتقويته ؟

“سعيد نور محمدي”: لا يجب أن يتصور تيار سياسي معين، أن التليفزيون الوطني ملكية شخصية. هذا المنظور الذي يُتيح اتهام أي شخص في هذه الوسيلة وأن تكون: (90%) من البرامج تحت سيّطرة تيار معين، يؤدي إلى إضعاف التماسك.

فإذا كنا بالفعل نُريد المحافظة على أكبر سلاح إيراني، وأعني التلاحم الوطني، علينا القبول بالرؤى المختلفة المشروعة والمحترمة، وأن تكون منظمة التليفزيون الوطني وطنيه بالفعل، وليست حزبية، حتى لا نبحث في الأزمات بمنظار عن فتاة ترتدي حجاب مختلف، تمشي في الشارع تهتف: (إيران، إيران) وتدافع عن وحدة “إيران”، ثم بعد تجاوز الأزمة يطلق البعض أياديهم لتطبيق قوانين مثل دوريات الإرشاد واللوائح المقيدة للحريات.

هذا تناقض سلوكي، يقّوض الثقة الوطنية، ويُهدّد التلاحم الوطني. وعليه يجب أن تتخذ رأس السلطة، قرارات حقيقة بهدف تغييّر الهياكل السياسية والإعلامية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة