30 يونيو، 2025 10:23 ص

حين تُفاجئنا المواقف وتظهر المعادن

حين تُفاجئنا المواقف وتظهر المعادن

علي الحيدر

في زمنٍ تتسارع فيه الأخبار وتُروَّج فيه الروايات الجاهزة، كثيرًا ما ننساق، عنغير وعي، خلف أحكامٍ مسبقة وانطباعات مشوشة، نصوغها مما يُلقى فيفضاء التضليل المتعمد، لا مما يُبنى على معرفة أو تثبّت، فنُصبح أسرىسردياتٍ لم نختبرها، وآراء لم نراجعها، لا لأننا متأكدون منها، بل لأننا لم نكلفأنفسنا عناء السؤال ولا مسؤولية التمحيص.

أسوق هذه المقدمة بعدما استوقفني خبر حضور السيد خميس الخنجر، رئيستحالف السيادة، في اجتماع ائتلاف إدارة الدولة الأخير، رغم قطيعته الطويلةلتلك الاجتماعات، وهو أمر أثار استغرابي بداية، ثم ما لبث أن زال حين تبيّن أنالاجتماع خُصص لمناقشة العدوان الصهيوني على الجمهورية الاسلاميةوتداعياته على العراق وعلى المنطقة بل والعالم اجمع.

عدت قليلا الى مواقف الخنجر في هذا الجانب فوجدته سبق الجميع بادانةالعدوان على دمشق، ومن قبله بيروت وقبلها غزة، بل كان من القلائل الذينجهروا بإدانة الاعتداءات الصهيونية المتواصلة، والتي تؤكد وحشية وإجرام هذاالكيان.

للأمانة، ورغم انتقاداتي السابقة للرجل والتي بينتها في اكثر من مقال ومشهد،فان موقفه في حضوره لاجتماع ائتلاف إدارة الدولة، رغم قطيعته الطويلة، لميكن تراجعًا عن موقف، بل تقدّمًا نحو ما تمليه المسؤولية الوطنية والإسلامية فيلحظة مفصلية وهو ما يُحسب له، فحين يكون العنوان هو العدوان الصهيوني،فإن الاصطفاف ضدّه ليس خيارًا، بل واجبًا، والخنجر في هذا قدّم صورةمختلفة عمّا يُراد له أن يُختزل فيه.

إن دعوة الإنصاف لا تعني تبنّي المواقف، بل إعادة قراءتها بعيدًا عن العناد أوالتسرّع، فكم من مواقف شُوّهت لأننا لم نمنحها فرصة الظهور في ضوءالحقيقة، وكم من شخصيات حُوصرت في صورٍ لا تشبهها، لأننا ببساطة لمنأخذ دقيقةً لنفكر قبل أن نحكم..

أحدث المقالات

أحدث المقالات