30 يونيو، 2025 10:04 ص

لماذا يستحق موقف خميس الخنجر الإنصاف؟

لماذا يستحق موقف خميس الخنجر الإنصاف؟

أكتب من الجنوب، من الناصرية، من أرض سومر التي علّمت التاريخ حروفهالأولى، أكتب بوعي ابن العراق الذي يعرف أن كرامة هذا البلد لا تُحفظ إلا حينيعرف أين يقف، ومع من، ولماذا.

الهجوم الإيراني الأخير على أراضي دولة قطر يثير أكثر من علامة استفهامحول صمت بعض العواصم، وتردد أخرى لكن ما لفت الانتباه حقًا هو بيانالشيخ خميس الخنجر، الذي أدان الاعتداء ووضعه في سياق إقليمي أوسع،يتصل بانتهاك السيادات العربية، من الخليج إلى الشام إلى فلسطين.

قرأت البيان لا كمراقب سياسي، بل كمواطن يريد أن يرى العراق بموقفواضح، نزيه، ومتزن، الموقف الذي عبّر عنه الخنجر كان صريحًا دون مبالغة،ووطنيًا دون تملق، وقد أنصف المبدأ لا الأطراف، عندما قال إن استخدامالأراضي العربية لتصفية الحسابات خطر لا يُمكن السكوت عنه.

مشكلة العراق اليوم ليست في قلة موارده، بل في كثرة صمته، وتردده في اتخاذمواقف تتفق مع مصلحته وهويته، ونحن بلد عربي في عمق الجغرافيا والتاريخ،لا يمكننا أن نغلق أعيننا عن القصف حين يصيب جيراننا، ولا أن نساوم علىالسيادة حين تُستباح من أي طرف كان.

الخنجر لم يطالب بالحرب، ولم يحرض، بل دعا إلى موقف سيادي عربي يحميالاستقرار ويمنع الانزلاق نحو الفوضى، وهذه الدعوة، كما أفهمها كابنالناصرية، ليست إلا صدى لصوت عراقي أصيل، يريد للعراق أن يكون جسرتواصل لا ساحة تصفية، وركيزة توازن لا ورقة بيد الآخرين.

إنصاف هذا الموقف واجب، لا لأنه صادر عن شخصية بعينها، بل لأنه يعيدالتذكير بما يجب أن يكون عليه العراقسيدًا في قراره، واضحًا في موقفه،وعربيًا في انتمائه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات