ما حدث في الموصل من احداث وسقوطها بهذه الطريقة الدراماتيكية وهروب القوات المتواجدة فيها على أيدي أنفار بالرغم من الفارق الكبير في العدة والعتاد والأسلحة ماهو الا امر قد دبر بليل يغط فيه نوري المالكي وقادته وأركانه بنوم عميق في الوقت الذي يفترض فيه الحاكم ان لا تغمض له عين عندما يتهدد أمن البلد وان يتمتع بحس وقدرة على تقييم الأمور وعلى درجة عالية من الذكاء والفطنة وهذه اقل ما يفترض ان تتوفر لدى من يقود بلد مثل العراق … ولكن للأسف ان إغفال مثل هذه الأمور قادت البلد الى المجهول ، نقول ان هذا الامر الجلل قد دبر بليل شاركت فيه أطراف داخلية وخارجية وخطط له بدقة في أروقة الحكومة التركية ومول من عرب الخليج بالتنسيق مع اسامة النجيفي والفكرة رسمتها مخابرات دولية بناء على طلب من مسعود البارزاني !! كيف بدأت هذه المؤامرة وكيف خطط لها وكيف تم تنفيذها … الموضوع جاء بعد نتائج الانتخابات الاخيرة حيث شعر اسامة النجيفي ان مستقبله السياسي قاب قوسين او أدنى من النهاية للفشل المتكرر له حيث لم يحصل الا على مقاعد معدودة وهو الذي يسوق للنفسه انه ممثل السنة العرب ويطمح بمنصب رئيس لجمهورية العراق !!!!!
وهنا بدأت اللعبة أطرافها داود أوغلو ومسعود البارزاني وأسامة النجيفي والجهات المنفذة القادة والأمراء الأكراد والسنة في الجيش العراقي في الموصل وشراء ذمم بعض الضباط!!! بالاضافة الى ضباط ذوي خبرة وكفاءة من النظام السابق وأبناء هذه المحافظات يدفعهم في ذلك شعورهم بالمظلومية والحقد والشحن الطائفي.
تفاصيل المخطط : ان يحصل الأكراد على كركوك والمناطق المتنازع عليها وان يحصل النجيفي على رئاسة اقليم سني يرتبط بتركيا ويطالب بحصته من الموازنة حاله حال اقليم كردستان الذي سيطالب برفع حصته بعد ضم كركوك والمناطق الاخرى ….
ونفذ المخطط بكل دقة ونجاح ولكن مشكلة العرب السنة ليس فقط في العراق بل في كل الوطن العربي انهم دائماً لا يستطيعون تقدير الأمور بشكل جيد وكانوا دائماً سببا في كل الهزائم العسكرية والسياسية التي ألمت بالعرب !!! وأقول هنا انهم الان فرحون بما حققوا لكنهم لا يعلمون بأنهم سيدفعون الثمن غاليا عندما يتحكم فيهم أمراء الحرب الذين سيقودون مجاميع متناحرة لا تجمعها أيديولوجية واحدة …
الأكراد خططوا جيدا ونفذوا وأخذوا كركوك والمناطق الاخرى بدعم من النجيفي والتي لم يستطيعوا الحصول عليها من المالكي وقبله الجعفري !!!! الخاسر من الصفقة هو اسامة النجيفي الذي سارت الأمور ليس كما يريد والموقف الامريكي كان كالصاعقة عليه وعلى متحدون .
ماهو الموقف الشيعي ؟
المشكلة في الموقف الشيعي انهم هم الحاكمون في بغداد وبالتالي عليهم مسؤولية قانونية وأدبية وأخلاقية ان يتصرفوا على عكس ما يكيد لهم الآخرون الا ان هذا لن يستمر طويلا لان سكان المحافظات الوسطى والجنوبية قطعا ستكون لهم مواقف اخرى بعد الذي حصل ولا ينقصهم الا قيادات لها القدرة على تحمل المسؤولية …
المتوقع بعد الذي حصل ان الشيعة هم الذين سيفكرون بالانفصال لان الأكراد قد حصلوا على ما أرادوا وليس أمامهم الا اعلان دولتهم .
والعرب السنة لا يستطيعون التعايش معهم لأن الشيعة في نظرهم صفويون رافضة اكثر كفرا من الكافرين… واذا حصل ذلك لا سامح الله ستكون هناك ثلاث دويلات كردية غنية متطورة ،، شيعية غنية مؤهلة لان تكون من أغنى بقاع العالم لها عمق طائفي يمكن ان يوفر لها الحماية … عربية سنية تحكمها فصائل إسلامية متناحرة لا موارد لها قد تكون منبوذة من الدول المجاورة لها وحتى من الدولة الكردية … تكون اداة بيد تركيا والسعودية تحركها متى ما تشاء ضد ايران وسوريا والدولة الشيعية!!!
هذا هو السيناريو المتوقع للعراق والذي دبر بليل في أروقة الحكومة التركية والسعودية والقطرية والمخابرات الإسرائيلية ونتمنى ان لا يكون الا ان ظواهر الأمور تشير الى ان الرياح تسير بما لا يشتهي العراقيون !!!