خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
منذ صباح الأمس وبعد مرور (12) يوم فقط على المواجهات العسكرية؛ تم وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني و”إيران” بشكلٍ مؤقت. بحسّب ما استهل “علي رضا تقوي نيا”؛ المحلل السياسي، مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (قدس) الإيرانية.
وفي هذا الصدّد تُجدر الإشارة إلى عددٍ من الملاحظات على النحو التالي:
01 – يختلف وقف إطلاق النار عن السلام، فالأول يعني وقف الطرفين للنيران، لكن قد تتبدل الأوضاع في أي لحظة، ويعود الطرفان للاقتتال.
02 – في رد فعله على مطلب “ترمب”؛ بخصوص استسلام “إيران” غير المشّروط، والتخلص من البرنامج النووي، أعلن المرشد الأعلى: أن “الصلح المفروض غير وارد”.
والسؤال: هل استسلمت “إيران” اليوم؛ كما قال “ترمب” ؟.. الواقع أن “إيران” هاجمت قاعدة عسكرية أميركية في “قطر”، واستهدفت قبل ساعات فقط من بدء وقف إطلاق النار، مواقع في “فلسطين” المحتلة.
03 – تحدث “نتانياهو” بشكلٍ صريح؛ منذ اندلاع الحرب، عن اسقاط نظام “الجمهورية الإسلامية”، لكن هذا لم يفشل فقط، وإنما ازداد اتحاد وتلاحم الشعب مع النظام.
04 – توقع “ترمب”؛ بعد العمليات الإسرائيلية، رجوع “إيران” إلى طاولة المفاوضات، ومن ثم فرض شروطه للدخول في جولة جديدة من المفاوضات، وهذا المطلب لم يٌرفض فقط، ولكن أيضًا وُضع تعليق تعاون “إيران” مع “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” على جدول الأعمال.
05 – حاليًا لم تتخلى “إيران” عن برنامجها النووي، ولم تُغلق منشآتها، وبالطبع لا يمكن إنكار تعرَّض هذه المنشآت إلى أضرار نسبية، لكن النقطة الأهم التي تستّدعي الانتباه، كانت نجاح “إيران” في المحافظة على مخزون: (400) كيلوغرام من (اليورانيوم)، والآن يقترن عامل ردع ذلك بتجهيزات تخصيّب (اليورانيوم) التي ما تزال تمتلكها “إيران”.
06 – حين يدور الحديث عن نصرٍ أو هزيمة أحد الأطراف في الحرب؛ يُجدر الرجوع إلى أهداف الطرف الباديء بالحرب. ولقد أكدت “إيران” الدفاع عن كيانها وأمنها الوطني، وطالبت بمعاقبة المعتدي.
في المقابل؛ أكدت “إسرائيل” على اقتلاع “الجمهورية الإيرانية” وبرنامجها النووي والصاروخي. فإذا ننظر بإنصاف إلى القضايا، فأي الأطراف استطاع تحقيق أهدافه ؟
07 – كنت آمل استمرار العمليات حتى القضاء التام على “إسرائيل”، لكن بالنهاية الأفضل منا نحن الجالسين في منزلنا المكَّيف نرصد الأوضاع عبر شاشة الموبايل، يُراقبون الأوضاع، وسيتخذون القرار المناسب لإدارة الحرب وفقًا لمتطلبات البلاد، والأهم هو ثقة الجبهة الداخلية بقادتها العسكريين وصنّاع القرار السياسي.
08 – اكتسبت “إيران”؛ بعد الحرب، الكثير من الخبرات؛ سواءً في مجال الحرب أو على الصعيد السياسي، وسوف تسعى بالتأكيد مع بداية سريان وقف إطلاق النار، إلى ترميم قدراتها والتخلص من المشكلات.
09 – سوف تضطرب الأوضاع الداخلية في الأراضي المحتلة، بعد الحرب، وسوف يتعيّن على “نتانياهو” الإجابة على أسباب ضعف الأداء ولماذا فشلت “إسرائيل” في القضاء على “الجمهورية الإيرانية” ؟.. لماذا فشلت في القضاء على البرنامج النووي الإيراني ؟.. لماذا تستمر “إيران”؛ حتى اللحظة الأخيرة، في القصف الصاروخي المميَّت ؟.. وغيرها من الأسئلة الأخرى.
10 – الآن لم يُعدّ البرنامج النووي الإيراني تحت رقابة “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” ولو مؤقتًا. كذلك لم يُعدّ أعداء المشروع النووي لـ”الجمهورية الإسلامية” امتلاك حتى الحد الأدنى من المعلومات عنه؛ هذه فرصة ذهبية لتحقيق الردع الذي ينشدَّه الشعب الإيراني خلال هذه الهدنة.
وفي الختام؛ يجب القول إنه لو كان بمقدور “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” تحقيق نتائج أفضل من هذه الحرب، لكانتا بالتأكيد قد استمرتا حتى تحقيق النصر النهائي. لكنهما أدركا وكذلك العالم؛ أن البرنامج النووي الإيراني لا يُمكن تدّميره، وأن صواريخ “إيران” بالغة القوة والدقة، وأن التماسك الوطني الإيراني لا مثيل له، وعليهما تصحيح أخطائهما الحسابية فيما يتعلق بـ”إيران” الكبرى.