26 يونيو، 2025 12:38 ص

وقف اطلاق النار .. الأسباب .. الضمانات.. آفاق المستقبل القريب (ج1)

وقف اطلاق النار .. الأسباب .. الضمانات.. آفاق المستقبل القريب (ج1)

سأبدأ بقصة قصيرة جدا وهي اني كنت آمر لواء في قاطع ديالى وبعد ايام من دخول الكويت صدر امر فوري بذهابي لاستطلاع الكويت ، ولم يكن سائقي موجودا فنسبوا لي سائقا لا حظت ان عمره بحدود الاربعين .. كنت ساكتا وهو كذلك حتى وصلنا العمارة .. فاجأني بالقول ( سيدي هاي شلون راح تفض؟) وكأنه يعلم اني كنت افكر بذلك منذ اللحظة الاولى لدخولنا (المأزق الاستراتيجي الخطير) لذلك قلت له (ربك موجود.. تفض مثل ما فضت وية ايران) اجاب (سيدي هاي جبيرة .. هذيج فضيناها بصواريخ الحسين والعباس) سألته مازحا (هل انت محلل استراتيجي؟) اجاب ( لا سيدي بس آني جنت بطهران وكت الصواريخ وشفت شسوت بطهران) استغربت فسألته (شوداك لطهران وشرجعك للجيش؟) اجاب (انا كردي فيلي هربت من الجيش الى طهران واللي رجعني قانون العفو العام؟؟؟!!) استرسل بالحديث قائلا (سيدي من جان العراق ينذر بضربة صاروخية نص اهل طهران يطلعون خارج طهران والاسواق تعزل وصارت سرقات وارتفعت الاسعار حيل والشغلة طولت وهذا هو اللي خلة الشعب الايراني والجيش الايراني ينهار بعد فترة ) سألته عن الاسعار حينها فأجاب (سيدي ما تصدك اذا اكلك باكيت الجكاير بربع دينار ورغيف الخبز  بربع)

حرب المدن :

الأمر مختلف عما قاله السائق فطول فترة الحرب كان لها الدور الرئيس .. فضلا عن ان صواريخ الامس لم تكن صواريخ اليوم يضاف الى ان العراق وأيران لم تكن المسافة بينهما كالمسافة بين وأيران والكيان المحتل .                                     حرب المدن  سيداتي سادتي يدخل الشعب طرفا اساسيا فيها ويؤثر تأثير كبيرا على صناع القرار .. ولدينا جمهورين .. جمهور اسلامي عنيد اتعبه المشروع الايراني الطموح بنص الدستور (( مهمة جمهورية ايران الاسلامية توحيد الأمة الاسلامية ثقافيا واقتصاديا وسياسيا)) وهذا ما اكدت في رسائلي المنشورة للسادة زعماء الجمهورية الاسلامية انه شبه مستحيل لأن العالم بأكثرية عالية يفسره على انه يهدف للهيمنة على الشرق الاوسط خصوصا ، وبالتالي هو تهديد لمصالح اقوياء العالم وبعض الضعفاء ، خصوصا وأنها امبراطورية قديمة والامبراطوريات يبقى لديها نزوع امبراطوري في الغالب ، وهذا ما ينسحب على الامبراطورية العثمانية التي تنتظرها ظروف صعبة ان تشكل الشرق الاوسط الجديد الذي هو ولد كمشروع صhيوني اسس له شمعون بيريز عام 1996 والذي حضرت كباحث في احد الندوات عنه في سوريا الحبيبة وقلت فيما قلت ان المقاومة العراقية الباسلة ضد الغزاة الامريكان هي من اوقف المشروع وقبره في بغداد والباقي عليكم.

اما الجمهور الاسرائيلي فهو اكثر الشعوب انخداعا بالدعاية الصhيونيه والسرديات الغيبية وأرض الميعاد التي حولتها القسام وأخواتها بإسناد رائع من صواريخ حزب الله التي افتقدناها ايام العدوان الى ارض فتحت فيها ( ابواب الجحيم) التي هدد ترمب بفتحها على غزة ، وهذا الجمهور يعي اكثر مما نعي نحن ان نتنياهو لم يحقق اي من اهداف الحرب التي وعد بها سوى الاغتيالات التي كان دقيقا فيها الا انه لم يتمكن من ليس انقاذ رهينة واحدة بل لم يتمكن من معرفة مكان رهينة واحدة . هذا الجمهور لن يستمر.. فقد كانوا مثل معظمنا قال نتنياهو سننهي حماس قلنا انتهت .. قال ترمب سـكون غزة لي وأحولها الى ريفييرا الشرق حجزنا تذاكرنا للسياحة مقدما .. ضربت اسرائيل ايران .. قلنا انتهت ايران .. هم شاهدوا ما حصل لفرقة غزة المسؤولة عن حماية مستعمرات غلاف غزة ، وعرفوا ان ذلك سيتكرر حتى لو بعد قرن من الزمن وهم نصفهم مجنسين في بلدان الغرب فلا داع للبقاء في ارض الغير وتحمل كل ما سيحصل ..

تلعب الجغرافية دورا مهما خصوصا اذا كانت ايران مساحتها تعادل مساحة اسرائيل بأكثر من 80 مرة اما الكثافة السكانية 440 نسمة لكل كم2 في الكيان المحتل و57 نسمة فقط في ايران وهذا كله لصالح ايران الا ان طهران اكثر كثافة من تل ابيب .. ولذلك يمكن القول ان النزوح من الأرض المحتلة الذي بدأ منذ السابع من اكتوبر المجيد ، اشتد بعد الضربات الايرانية ونعرف جميعا ان ما يسمى بالاستيطان هو اساس استمرار اسرائيل بالحياة ، وأن ليس كل مهاجر هو عائد بالضرورة وتجربة النزوح العراقية والسورية تؤكد ذلك

أختتم هذا الجزء بالقول ان وقف اطلاق النار بين ايران والكيان هو وقف هش كونه شفوي اولا وكون الطرف الاول فيه المطلوب دوليا نتنياهو الذي الغى وأفشل عشرات الصفقات مع حماس دون خجل ، والطرف الاساسي امريكا التي بعد اعلانها وقف اطلاق النار مع العراق من جانب واحد وانتهى كل شيء تذكرت ان هناك لواء مدرع متميز فوجهت له الضربات دون حياء .. اما ايران فهي على الغالب تعول على مناورتها في اية اتفاقية سلام خصوصا وان العقوبات الأمريكية والغربية لا زالت قائمة ، ومشروعها آنف الذكر باق ايضا .

وللحديث بقية

أحدث المقالات

أحدث المقالات