في الثالث عشر من يونيو 2025 , شن الصهيونية هجمات عنيفة على ايران ,ساعدهم في ذلك دول المنطقة, بأنها كانت قاعدة متقدمة لحماية الصهاينة, فالمسيرات والصواريخ الايرانية كانت تخترق منظومات الدفاع الجوي لتلك الدول ربما يستهدف بعضها والبعض الاخر يصل اهدافه ولهذا السبب كنا نسمع بان ايران اطلقت مئات الصواريخ وهي تضع في حسبانها عمالة الانظمة العربية المطبعة لأجل البقاء في السلطة. لقد كانت الاثنا عشرا يوما كانت عصيبة على الايرانيين والصهاينة.
للمرة الاولى يجد الصهاينة انفسهم في مجابه قوة خارقة ,الصهاينة ساسة وجمهور لم يهنؤوا بحياتهم تلك الاياماختبأوا في الملاجئ, غادر الالاف الارض المحتلة الى اوروبا طلبا للأمن والاستقرار الذي يفتقدونه, فالهجماتالايرانية طاولت كافة الارضي المحتلة التي بها مصانع اسلحة او مؤسسات عسكرية او مقرات تقدم الدعم اللوجستي اثناء الحرب.
12 يوما كانت كفيلة بان يعترف العدو بانه امام قوة, تبادله الهجمات وتحدث في بنيته دمارا لم يألفه على مدى تاريخه الاستيطاني لفلسطين ,فجميع الحروب التي خاضها الصهاينة كانت خارج “اراضيهم”,لقد انهكوا وخارت قواهم ويطلبون النجدة من ترامب الذي وجد نفسه مضطرا للتدخل, ليضع حدا للصراع وان بشكل مؤقت.
تدخلت امريكا لأنها تدرك بان ما لدى الصهاينة من اسلحة وقنابل ليست قادرة على اختراق التحصينات التي تختبئ بها مراكز البحوث النووية ,لذلك استخدمت امريكا وكالعادة الطائرات المقنبلة B2 لاختراق تلك التحصينات علّها تثلج قلوب الصهاينة ومواليهم من العرب, الإيرانيون تحدثوا بانهم نقلوا معظم التجهيزات وما تم تخصيبه من يورانيوم الى اماكن اكثر امانا,كما يؤكدون بان الاضرار بمواقع الهجوم كانت غير بليغة.
استهدفت ايران احدى القواعد الامريكية في قطر وهي الدولة الاكثر تفهما لمخاوف ايران وتقيم معها اوثق العلائق ,استهدفتها بعدة صواريخ, وبالتأكيد انها ابلغت قطر بانها لم تكن المستهدفة الرئيسية, بل امريكا التي تجثم على ارض قطر.كما قامت الفصائل الموالية لإيران في العراق باستهداف احدى القواعد الامريكية,ترامب وكعادته حاول ان يلعب دور الحكم بين المتبارييْن, وطلب منهما هدنة قد تفضي الى وقف الاقتتال لفترة اطول.
ما يسعى اليه ترامب والغرب عموما الذين وقفوا الى جانب الصهاينة هي ان تعود ايران الى المحادثات بشان برنامجها النووي لانهم يدركون جيدا بان الضربات لم تؤثر كثيرا بمراكز الابحاث,ولانهم متيقنون بان المعدات واجهزة التخصيب جميعها صناعة محلية وان الخبراء تزخر بهم البلاد (ليس كحال بلداننا التي تعتمد على الاخرين في كل الامور الخاصة بالبحوث النووية وتوقفت مشاريعها النووية كـ العراق وليبيا ),فان استهدف بعضهم بالاغتيال او الخطف فانّ زملاء لهم سيكملون المشوار الذي سيجعل من ايران دولة محورية.
هناك من يعتبر الحرب بين الصهاينة وايران مسرحية, نقوللم تكن كذلك بل لتحقيق أهداف. الصهاينة اخروا البرنامج النووي لبعض الوقت .الايرانيون حتما سيكونون أكثر اصرارا على إنتاج القنبلة النووية ,لانهم ادركوا تكالب الغرب عليهم, كما ان الحرب ساعدتهم في اكتشاف الخلايا النائمة المعارضة واماكن صناعة الاسلحة والمسيّرات التي وللأسف منتشرة في كل مكان, الحرب جعلت الإيرانيين يقفون خلف قادتهم, يحبطون مخططات الاعداء, المؤكد ان الحرب بمفهومها الشامل بين الطرفين لم تنتهي, لان كلا الطرفين يعتبر الطرف الاخر خصما لدودا وعنيدا له, بمعنى انها حرب وجود وليست حدود ,الايام حبلى بالمفاجئات. أما نحن يجب أن نبكي على خيبتنا, ندمر بلداننا بأموالنا التي نقدمها للغرب الاستعماري بحجة الاستثمار.
لا باس من التذكير بحديث عميدة مراسلي البيت الأبيض“هيلين توماس” المرأة التي فضحت الولايات المتحدة الأمريكية والكلام الممنوع من النشر حتى ماتت وتركت كلمة:(الدول العربية ستزول بالكامل..!!).