قطاع الطيران المدني العراقي وتحديدا النقل الجوي فيهيدور في دائرة مغلقة من الازمات برغم كل الدعم الحكوميالمقدم له من شراء طائرات حديثة وتقديم كافة اشكالالمساندة الفنية والمالية لادارة الناقل الوطني شركةالخطوط الجوية العراقية في مسيرته الاصلاحية المتلكئةمنذ سنوات ولعل الحظر الاوربي المفروض والمستمر عليهمنذ أحد عشر سنة مضت ولحد الان هو خير دليل علىعدم نجاح ماتم وضعه مت خطط تستهدف تطوير عملالشركة خلال المرحلة القادمة وتحديدا في السنة الحالية وحتى السنة القادمة , فالذي حصل ويحصل منذ عام 2016 مرورا بعام 2019 وليومنا هذا في 2025 وحتىبوجود مستويات مقبولة لحركة التشغيل اليومي للشركةالذي يحسب للكوادر المتخصصة العاملة فيها تبقىمؤشرات عدم التطوير واضحة في مسيرة تقدم عملهابسبب رئيسي يكمن في الغياب الواضح للخططالاستراتيجية المفروض تعمل بها الشركة وتحديدا في سوءاستخدام الايرادات المستحصلة من عملها ومايقدم لها مندعم مالي حكومي عالي بين الحين والآخر على مستوىأداء الشركة وتطويرها في اعادة تاهيل الأركان الاساسيةلديمومة عملها بل الأسوء من ذلك هو بقاء حال الشركةعلى ماهي عليه في المربع الاول الذي بدأت منه خطةالاصلاح والسبب الرئيس والذي هو واضح للكل غياب دورمجلس الادارة التخصصي للشركة في القيام بواجباتهبشكل صحيح في رسم سياسات عمل الشركة المستقبليبالاضافة الى غياب التخصصية لاغلب اعضاء المجلسوهو ماكان واضح في انفراد أدارة الشركة في ابرامتعاقدات جانبية مع مقاولين ثانويين لاكمال نواقصمتطلبات العمل التشغيلي اليومي للشركة في اقسامهاالمتعددة مما تسبب بزيادة النفقات التشغيلية التي تذهبالى هؤلاء المقاولين الثانويين ومن يسهل لهم اعمالهم فيجنبة تشوبها رائحة الفساد وتستهلك من ايراداتها الكثيرمن الاموال بسبب هذه التعاقدات الجانبية سواء فيموضوع صيانة الطائرات لعدم وجود مركز صيانة معتمدفي تقديم خدماته لطائرات الشركة مما جعل عدد طائراتالشركة الجاثمة على الارض يصل إلى مايقارب النصف منأسطوله برغم محاولات الإدارة الفنية للشركة من العملعلى زيادة نسبة الصلاحية وكما معلن عنه بوسائل اعلامالشركة التي تناست ان عمليات الشركة التشغيليةاليومية قائمة وهذا معناه ان هناك من الطائرات الصالحةتستحق صيانة دورية وتتوقف عن الطيران لذلك في أغلبالأحيان يكون الموقف اليومي للصلاحية في الشركةمتساوي بين الطائرات العاطلة والصالحة لهذا السببوبالنتيجة تبقى اعداد الطائرات المتوقفة عن الخدمة مثلماهي بل تزداد احيانا , أما الركن الاساسي الثاني الغائبعن هيكل الخطوط الجوية العراقية هو عدم وجود مركزتدريبي تخصصي للطيارين او حتى الكوادر الاخرى مماجعل ادارة الشركة تتعاقد مع مراكز تدريب خارجية لتدريبهؤلاء الكوادر وهذا يعني زيادة اضافية في النفقاتالتشغيلية .
من خلال متابعتنا لوضع الشركة الحالي ارتأيت أن اضعرؤيتي للحل امام المسؤولين عن القطاع من خلال هذهالمقالة كمساهمة مني في طرح بعض الحلول التي أطمحمن خلالها كمراقب ان تساهم كأضافة للخطة الاصلاحيةالموضوعة من قبل السادة المسؤولين لانهاء سلسلةالمشاكل التي تمر بها الشركة ومن أبرزها الحظر الأوربيالمفروض عليها منذ 2015 هذه الرؤية حاولت ان اجعلهامتناسقة مع متطلبات برامج التدقيق الدولية سواءالاوربية منها الخاصة برفع الحظر او تلك التي يعملعليها الخبراء الدوليين في الشركة من خلال برنامج الايوسا الخاص بالاتحاد الدولي للنقل الجويوالبرنامجين ماهما الا اكمال لما ماموجود بالوثائقالتدقيقية للبرنامجين والتي من خلالها تثبت الشركة انهاتعمل وفق المعايير واللوائح الدولية من ناحية تطبيقمفردات السلامه والامن وكن هذه الوثائق لا قيمة لها ان لمتكن مطبقة على ارض الواقع في هيكلية الشركة بخطةاستراتيجية دائمة التطبيق وهو مايجب على اصحابالقرار ان يعملوا على تثبيت الأركان الرئيسية في هيكليةالشركة التي كانت غائبة أو لم تهتم بها إدارات الشركةالمتعاقبة بخبرائها الأجانب هذه الأركان تتمثل بنقاطرئيسية لموضوعيين اساسيان فيها هما التدريبوالصيانة.
ففي النقطة المتعلقة بالتدريب هناك ضرورة ملحة لبناءمركز تدريب متكامل يقدم خدماته التدريبية التخصصيةللطيارين واللي هم بحاجة ماسة ومستمرة لهذا النوع منالتدريب كل 6 اشهر وكما معمول به في جميع شركاتالطيران الناجحة في العالم علما ان هناك بناية عبارة عنهيكل جاهز يقع داخل مطار بغداد الدولي وبالقرب من مقرالخطوط الجوية العراقية وتحت أنظار مسؤولي الشركةمشيد منذ سنوات ولم يتم اكماله علما ان صرفيات اتمامهذه البناية كان من الممكن ان تسدد من مصاريف ارسالالطيارين ومدربيهم الى مراكز خارج البلد باعتبار ان حتىالمدربين هم من كوادر الشركة وبالامكان ايضا وفي نفسالبناية انشاء مركز يقدم خدمات تدريبيه أساسية لباقيالكوادر العاملين في الشركة في مايتعلق بالسلامةوالجودة والخدمات الأرضية والتضييف والترحيل الجويوباقي التخصصات الساندة الأخرى دون الحاجة إلىالاستعانة بمراكز خارجية وشركات ثانوية تشارك الخطوطارباحها , وفي اطار مانتحدث عنه هناك موضوع اساسييتعلق بتطوير الموارد البشرية للخطوط ويتمثل بوجودأكثر من 250 طيار متخرج من اكاديميات معتمدة منسلطة الطيران المدني العراقي وقسم منهم تم تعيينه علىملاك الشركة لكن ينتظر إكمال متطلبات تدريبه منذسنوات كان الاجدر خلال سنوات انتظارهم ان يتمتدريبهم في داخل الشركة في ذات المركز الذي نتحدث عنهلتقليص الحاجة للطيارين التي برزت في الآونة الأخيرةوالتي دعت إدارة الشركة ايضا إلى التعاقد مع طيارين منجنسيات وشركات غير عراقية بمزايا عالية اثارت حفيظةطيارينا المحليين وسببت مشكلة إضافية لو تفاقمت توديإلى توقف الطيران في الشركة.
أما بخصوص النقطة الثانية المفقودة في اساسيات عملالشركة الاستراتيجي والذي اقترحه ضمن رؤيتي للحل هوموضوع الصيانة والتفتيش الدوري المقرر على طائراتالشركة بشكل مستمر ودائم حيث يتطلب الاهتمام وتفعيلعمل الهناكر وورش صيانة المعدات الرئيسية للطائراتواهمها ورشة صيانة المحركات التي تم بناءها سابقاضمن القسم الفني التابع للشركة والاهم هو إكمال نواقصتلك الورشة واعادة تشغيلها مع بناء وتأهيل ورش أخرىخاصة بالمنظومات الرئيسية للطائرات لعل أبرزها منظومةالنزول والتي هناك العديد من طائرات الشركة المتوقفةحاليا عن الطيران بسبب عطل هذه المنظومة والاساسلهكذا اعمال هو استحصال الدعم الفني لها من الشركاتالام للطائرات واجزائها من خلال مراسلة مكاتبهم الاقليميةالمنتشرة حول العالم لتقديم كافة أوجه التعاون المباشرمنهم بدون وسيط وبهذا تنتفي الحاجة إلى اتفاقاتجانبية مع شركات ثانوية يدور حولها لغط في تقديمهااسعار عالية جدا اضافة الى تاخر في انجاز مهام اعمالهماشهر واحيانا سنوات بسبب إرسال الطائرات أو أجزائهاإلى شركات صيانة خارجية, كما ان هناك جزء مهم ومفقودله ارتباط في نجاح موضوع الصيانة المطروح الا وهوتوفير المواد الاحتياطية الضرورية لادامة عمل تشغيلالطائرات بدون توقف طويل ضمن خطة تشغيل مستمرأمده ثلاث سنوات على اقل تقدير يراعى التجديد لهاتلقانيا هذه المواد تكون ضمن مهام ومسؤولية قسمالمسةتودعات الفني للشركة والفارغة حاليا من الموادالاحتياطية , ماطرحته يعتبرمن ابجديات أعمال مجلسإدارة اي شركة نقل جوي ناجحة في العالم وكان المفروضان نراه ضمن توصيات اللجان الأجنبية التي عملت معالشركة خلال السنوات الماضية بل كان ممكن بكل سهولةاكمال تلك النواقص من المبالغ التي أعطيت للشركاتالثانوية على مر هذه السنوات ….. فهل من قارء لما كتبت ؟