ها نحن ندخل في نهاية الأسبوع الثاني من الحرب المفتوحة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني. احد عشر يوما من العدوان المتواصل من القصف الممنهج من استهداف العلماء وقادة الحرس الثوري ومن محاولات بائسة لكسر إرادة دولة لطالما وقفت مع قضايا الأمة الإسلامية وفي طليعتها قضية فلسطين.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت فجر يوم الاحد حين أعلنت الولايات المتحدة رسميًا دخولها على خط الحرب بقصف جوي مباشر استهدف مواقع إيرانية حساسة مستخدمة قنابل خارقة زنة 30 طنًا بحجة منع إيران من تطوير قدراتها النووية. إنه ذريعة قديمة تُعيد واشنطن إنتاجها كلما أرادت تأمين المصالح الصهيونية وها هي اليوم تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنها ليست مجرد داعم لإسرائيل بل شريك مباشر في العدوان.
هذه ليست حربًا عادية بل معركة فاصلة يُراد من ورائها إعادة رسم خارطة المنطقة بإزاحة القوى التي ما تزال ترفض التطبيع وتقاوم الانبطاح أمام المشروع الصهيوني الأمريكي. إيران شئنا أم أبينا كانت ولا تزال واحدة من الدول القليلة التي لم تساوم ولم تخن ولم تبع مواقفها في المزاد الدولي.
أنا والكثير من أبناء شعبي نقف اليوم مع إيران لا من باب الطائفية أو الاصطفاف العقائدي بل من باب الوفاء والمبدأ. إيران التي مدّت يدها إلى العراق في أحلك أيامه حين اجتاحت عصابات داعش الإرهابية ثلث ترابه وفتحت مستودعات سلاحها وسخّرت رجالها لإسناد الجيش العراقي والحشد الشعبي لا يمكن أن نقابلها اليوم بالصمت أو الجحود.
إيران التي احتضنت المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق تُترَك اليوم لتواجه وحدها آلة الحرب الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة وأتباعها بل ويضاف اليوم إلى آلة الحرب هذه الطيران الأمريكي وأسلحته الفتاكة. فأين أنتم أيها العرب؟
على الدول الإسلامية أولًا والعربية ثانيًا أن تُعلن موقفها بوضوح. من لم يكن مع إيران فعلى الأقل لا يقف ضدها. إن الحياد في مثل هذه اللحظات هو خيانة للصمت وخيانة للدماء التي تُسفك ظلمًا.
أدعو أبناء الخليج العربي حكومات وشعوبًا إلى كسر هذا الصمت القاتل. لا تكونوا على الهامش فالنار التي تحرق طهران اليوم قد تصل غدًا إلى أبوابكم. إن انتصرت إسرائيل لا قدّر الله فأنتم الهدف التالي وأنتم تعرفون هذا جيدًا.
وإلى مصر الكنانة إلى أرض الأزهر والعروبة نقولها بصدق: كونوا كما عرفناكم في الملمات لا كما صرنا نراكم في أوقات الضعف. القادم أخطر والخطر لا يستثني أحدًا.
قد يرى البعض في كلامي تحريضًا أو اصطفافًا لكنني أقولها بملء فمي: أنا وبكل فخر أقف مع إيران ضد هذا العدوان الغاشم ومعي ملايين الأحرار الذين لا يشترون كرامتهم بالدولار ولا يبيعون مبادئهم خوفًا من غضب الغرب.
اللهم إني بلغت… اللهم فاشهد.