بعد الضربات الامريكية فجر هذا اليوم؛ 22/6 على المواقع النووية في نطنز وفوردوا وفي اصفهان؛ قال الرئيس الامريكي؛ ان البرنامج النووي الايراني قد انتهى. كما ان نتنياهو هو الأخر قد قال، او انه استنتج ذات الاستنتاج ولو بطريق ولو بطريقة أخرى. كما ان رد المسؤولون الايرانية انحصر في الشجب والاستنكار والوعيد. السؤال المهم هنا؛ هو هل ان هذه الضربات حتى وان استمرت ستقود او تفضى الى انهاء البرنامج النووي الايراني؟ بكل تأكيد انها لن تقود الى انهاء البرنامج النووي الايراني، كما انها لن تقود او ينتج عنها هز قاعدة النظام الايراني؛ للأسباب التالية:
اولا، ان هناك في ايران وعلى مر العقود؛ تم بناء قاعدة علمية في المجال النووي، لا يقضي عليها قتل او الاصح استشهاد عدد من العلماء، وايضا، ربما تم اخلاء الاجهزة المهمة والحساسة قبل الضربة، خصوصا وان التهديد بضربها استمر لعدة اشهر ان لم اقل لعدة سنوات. إنما التهديد في هذه الايام، قبل الضربة، كان واضحا..
ثانيا، ان هذه الضربات وكما هو معروف تاريخيا؛ ان الشعوب الايرانية وبالذات الفرس والاذر سوف يلتفون حول قيادتهم.
ثالثا، ان هذه الضربات اذا ما استمرت سوف تجبر النظام على الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي، وصناعة قنابلها النووي، وان في مخازنها ما يكفي لصناعة عدد من القنابل النووية.
رابعا، ان ترامب قال في خطبته القصيرة والتي زف فيها الى المستوطنين اليهود في فلسطين؛ تدمير البرنامج النووي الايراني؛ وان امام ايران فرصة لصناعة السلام او التدمير. هنا هو لا يقصد السلام بل يقصد الاستسلام لما تريد امريكا واسرائيل من ايران .
السؤال هنا مرة أخرى؛ هل تستسلم ايران؟ بكل تأكيد لن تستسلم على الرغم مما تمتع به من براغماتية. لماذا؟ لأن الاستسلام لشروط امريكا واسرائيل؛ يمس مسا عميقا صلابة البنية العقائدية للنظام الاسلامي، كما أن له تداعيات خطيرة على الداخل الايراني؛ قد تخرج عن السيطرة ولو بعد حين. ان ترامب ربما يتصور ان ايران سوف تستسلم في نهاية المطاف. هذه قراءة خاطئة تماما. ان ايران سوف تقاوم وتصمد، وربما تصنع عاجلا سلاحها النووي كما في الفقرة الثالثة من هذه السطور المتواضعة. يبدوا ان ترامب قد تفوق على بوش الابن في الرعونة.. نتنياهو في معرض تصريحه حول الضربات الامريكية على المنشئات النووية الايرانية؛ قال انها اي هذه الضربات سوف تغيير التاريخ. وهو يقصد في ذلك هو نجاح المشروع الامريكي الاسرائيلي. نعم لسوف تغير التأريخ لكن ليس ما تريد امريكا وكيانك المسخ، بل كما تريد الشعوب اوهي تريد التحرر والانعتاق من ظلم طغيان وجبروت امريكا على شعوب القارة العربية وعلى جوارها. ان عالم عام 2003 والذي غزت فيه امريكا العراق واحتلته لمصلحة كيانك الدخيل على قارة العرب وعلى جوارها ايضا، يختلف كليا ان عالم اليوم. على الرغم من ان احتلال العراق قد جعل امريكا تدفع اثمان باهظة؛ ومنها وليس كلها هو صعود الصين وعودة روسيا كقوة كبرى، وكلاعب دولي لا يستهان به؛ لانشغال امريكا في التصدي للمقاومة العراقية للاحتلال الامريكي. ان هذه المنازلة بين ايران وامريكا لسوف تكون فرصة لكل من روسيا والصين، ان استغلاها في لعب دور اممي في رسم معالم؛ عالم دولي جديد في دعم واسناد الشعوب الايرانية في مقاومة المشروع الامريكي الاسرائيلي؛ بمختلف الوسائل والطرق. ان هزيمة المشروع الامريكي الاسرائيلي؛ هو انتصار لهما لكل الاحرار في العالم..