في اي مراجعة لمواقع بيوت التفكير الأمريكية والاسرائيلية وحتى الأوروبية.. تظهر حصيلة مهمة تتمثل في تعاملها من خلال جلسات الخبراء المفتوحة لمناقشة مجموعة تساؤلات عن حالة الحرب الإسرائيلية الإيرانية.. من مختلف زوايا تحليل أصحاب المصلحة الوطنية والاقليمية والدولية.. امنيا وسياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا.. ناهيك عن المشاركة في المشهد الاعلامي.
السؤال المباشر.. ما فعلت بيوت التفكير العراقية ومراكز البحوث والدراسات المتكاثرة بعناوين براقة تستخدم وصف (الاستراتيجية) في أعمالها؟؟؟
واقع الحال.. هناك غض نظر واضح من أصحاب القرار سواء على المستوى الحكومي او التشريعي ومنهما الامني.. للتعامل مع مراكز الدراسات وبيوت التفكير العراقية.. لم نشهد جلسات مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي لمناقشة تداعيات هذه الحرب وتحدياتها على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي العراقي ومتغيرات المنطقة بين الثابت والمتحول في المواقف الأمريكية وما يمكن أن تؤول اليه في اي نتائج.. متوقعة.. ولم تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي او الإعلام بمختلف مشاربه وموارده التمويلية لمناقشة مصفوفة الاحتمالات التي يمكن أن تواجه العراق وما افضل القرارات التي يمكن أن تنهض بها السلطة التنفيذية او التشريعية.. لم اسمع ان اللجان المتخصصة في مجلس النواب قد التقت بمراكز البحوث والدراسات العراقية لفهم ما يمكن أن يكون وتلك السيناريوهات التي لابد من توقعها وانعكاساتها على العراق.
لم أجد وزير الخارجية او المعنيين بالأمن الوطني يجتمعون مع هذه المراكز لمناقشة كل هذه المتغيرات ورسم اليات وانماط عراقية للتعامل مع تداعياتها.
لم اسمع ان جمهرة المستشارين في رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية قد اجتمعت وقدمت استشاراتها من خلال مناقشات مكثفة أجرتها مع بيوت التفكير العراقية!!
لماذا هذا التجاهل المزدوج.. الحكومي البرلماني لمراكز التفكير العراقية.. هل المطلوب ان يفكر الجهاز الحكومي لوحده ويمارس البرلماني دوره كمحلل سياسي فحسب؟؟
كذلك لم اشهد تغطيات اعلامية متعددة الأطراف بحيادية مهنية راسخة.. تتعامل مع محللين ينطلقون من ثوابت دستورية صريحة لعراق واحد وطن الجميع.. وليس طائفية مفاسد المحاصصة وامراء عوائل الأحزاب والاقطاع السياسي بمفهومي البيعة والتقليد والولاء والبراء!!!
هناك حالة اهمال كبرى لادوار مراكز البحوث والدراسات العراقية بما تمثله من بيوت خبرة لابد الاستفادة من الخبرات العلمية والعملية المتراكمة في صياغة تقدير مواقف متجدد يواكب تطورات هذه الحرب.. والبحث عن بدائل عراقية مهمة للتعامل مع الانعكاسات سلبية كانت أم إيجابية.. بل أبرز ما يمكن ملاحظته ان مفردات التعامل الاعلامي او السياسي لم يتجاوز نموذج التوظيف المبكر للسباق الانتخابي من خلال معطف المواقف الحزبية او التحالفات الانتخابية المقبلة.. للتعبير عن أنماط من التحشيد الانتخابي.. هكذا ظهرت مفردات واضحة بالضد او بالتايبد لمواقف المتحاربين.. أما بلغة الشماته الفجة او نموذج التاييد اكثر من مواقف إيران ذاتها.. بل ظهر من يدافع عن إسرائيل بما يثير عواطف الشرائح الاجتماعية المتفاعلة مع المواقف الإيرانية المحاربة ضد عدوان إسرائيلي غاشم.
فيما غابت الاهداف العراقية عن تلك الدعاية الانتخابية المبكرة. ولم يتم طرح المواقف والتصورات المطلوبة من منظور عراق واحد وطن الجميع.. فيما يطالب الجميع الاغلبية الصامتة المشاركة في الانتخابات المقبلة.. السؤال لماذا؟؟
واغلب الكتل الانتخابية لم تغادر الخطاب الطائفي او العرقي.. ولم يعرف الناخب العراقي كيف سيكون حال العراق. وطن الجميع في اتون هذه الحرب المتسارعة؟؟
اليس الأجدر ان تباشر هذه التحالفات الانتخابية الاستماع لمراكز البحوث والدراسات في بيوت الخبرة العراقية لعلها تجد الكثير والكثير جدا من أفكار جديدة… ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!