التهديد بـ”مضيق هرمز” .. ترمب وركود الاقتصاد العالمي

التهديد بـ”مضيق هرمز” .. ترمب وركود الاقتصاد العالمي

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:  

التهديد أهم أدوات الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، للبقاء، فلطالما تعمدّ تهديد وإهانة منافسيه في الانتخابات الأميركية. ويتبع نفس السياسة على الصعيد الدولي.

ويبدو أن اختياره رئيسًا لـ”الولايات المتحدة” للمرة الثانية، قد زاد من هذه الخصوصية. بحسّب “رحمان سعادت”؛ الخبير الاقتصادي، في تحليله المنشور بصحيفة (اسكناس) الإيرانية.

العجوز الأكثر إثارة للجدل بالعالم..

ومن مؤشرات نرجسية “ترمب” المفرطة، تعمدَّ النظرة من الأعلى إلى الأسفل، وتجاهل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وإهانة رؤساء الدول الأخرى بعد استقبالهم بـ”البيت الأبيض”.

ومنذ عودته لـ”البيت الأبيض” مرة أخرى، يفتّعل ضجة إعلامية، ومؤخرًا اختل توازنه أثناء صعود سلم الطائرة مما أظهر علامات الشيخوخة التي بدت واضحة، ويمكن وصفه بأنه العجوز الأكثر إثارة للجدل في العالم. لكن ضجته الإعلامية على الأقل تُكلف العلاقات الدولية ثمنًا باهظًا.

وفي بدايته ادعى؛ في إجراء سياسي، تبعية “كندا”، لـ”الولايات المتحدة”، تلاها “جزيرة غرينلاند”، ثم قام بتهديد بقية الدول، وكان الإعلان عن “حرب التعريفية الجمركية” أول إجراءات وأخطاء “ترمب” الاقتصادية، والتي تسببت في الكثير من الأزمات على صعيد التجارة الدولية.

وفي ثاني خطاباته بعد عودته إلى “البيت الأبيض”؛ في فترته الرئاسية الثانية، أشعل نيران الحرب وأعطى بشكلٍ غير مباشر ضوءً أخصر للكيان الصهيوني أثناء المفاوضات غير المباشرة بشأن البرنامج النووي.

الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي..

ورغم أن سياساته المعلنة تؤكد أن “الولايات المتحدة” بمنأى عن الحرب، لكنها متورطة بالفعل في الحرب بين “إيران” والكيان الصهيوني.

على كل حال لا يمكن انكار الدور الأميركي في التوترات الإقليمية الأخيرة. ذلك أن تهديدات “الولايات المتحدة” المتَّكررة، وتجاهل المباديء الدبلوماسية، وعدم صدق الطرف الأميركي تسبب تهديد المفاوضات النووي؛ بحيث يمكن القول نوعًا ما إنها لم تكن مجدية.

والحرب الأخيرة لا تقتصّر على الجانب العسكري فقط، وإنما سوف تتسع عاجلًا أو آجلًا لتشمل دول “غرب آسيا”؛ خاصة تلك التي تضم قواعد عسكرية أميركية، كما لن تكون الشركات النفطية مثل (آرامكو) بمأمن، حال دخول “واشنطن” وبعض حلفاءها على خط الصراع.

التأثيرات الكارثية لتصاعد الحرب على الاقتصاد العالمي..

والقلق الرئيس للاقتصادي العالمي يتعلق بأزمة الطاقة؛ حيث يتم تأمين نسبة: (20%) من مجموع الطاقة العالمية عير منطقة الخليج وجزء منها عن طريق “إيران”.

وعليه؛ يمكن القول إننا على مشارف أزمة كبرى في الطاقة، في حين لم ترغب “إيران” دخول الحرب من الأساس. وقبل عامين وتحديدًا بعد عمليات السابق من تشرين أول/أكتوبر، سعى الكيان الصهيوني للصدام مع “إيران”، واستهدف مرارًا المواقع الإيرانية في المنطقة، وهو ما أجبر “إيران” على القيام برد محدود تمثلت في عمليات (الوعد الصادق الأولى والثانية).

لكن اعتداءات الكيان الصهيوني الأخيرة على “إيران”، تسبب في تنفيذ الموجة الثالثة من عمليات (الوعد الصادق) على نطاق واسع.

بالوقت نفسه، هدّدت “إيران” ضمنيًا بإغلاق “مضيق هرمز، وهو ما يعني اشعال أزمة طاقة في العام سيكون سببها الرئيس؛ “دونالد ترمب”، الذي سبق وأن تسبب عقب استلام السلطة، بإشعال حرب التعريفية الجمركية والتي كانت سببًا في فرض تحديات على الاقتصاد العالمي.

من ناحية أخرى، تعتبر الطاقة المحرك الرئيس للإنتاج، وإذا تباطأت حركة الطاقة وتدفقها في المنطقة والعالم، فسوف يتعرض الاقتصاد العالمي لصدمة اقتصادية ثانية.

والسؤال الرئيس؛ إلى متى وإلى أي مدى سيستمر الصدام بين “إيران” والكيان الصهيوني، لأنه كلما زاد هذا التصادم ونطاقه، واجه الاقتصاد العالمي مشكلات خطيرة.

على أي حال؛ يعتقد الكثيرون أن “ترمب” لا يُمثّل تهديدًا جوهريًا للاقتصاد العالمي. ويبدو أن الاقتصاد العالمي سيواجه ركودًا كبيرًا كما حدث في عام 2008م.

في غضون ذلك، يجب على الأطراف الاقتصادية الفاعلة المهمة حول العالم؛ مثل دول (مجموعة الثماني) وكذلك (مجموعة العشرين)، استخدام حلول مناسبة لإعادة الهدوء إلى الاقتصاد العالمي مرة أخرى.

كذلك عليهم الحرص على عدم ارتكاب “ترمب” خطأً آخر. علمًا أن سلوكه السياسي والاقتصادي يُعيّد إلى الأذهان فترة “جورج بوش” الابن، التي انتهت بدخول العالم في ركود عام 2008م، ومن المتوقع أن يتسبب “ترمب”؛ بعد (20 عامًا)، أي بحلول عام 2028م، في أزمة وركود للاقتصاد العالمي.

على المجتمع العالمي وقف هذا التهديد قبل أن يتعرض قطار الاقتصاد العالمي لأضرار وأزمة تاريخية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة