منح ترامب مهلة اسبوعين لطهران لتسوية أمرها .؟.!

منح ترامب مهلة اسبوعين لطهران لتسوية أمرها .؟.!

تحديد فترة اسبوعين تحديدا يثير بعض التساؤلات شبه الموضوعية , ومن زواياً سياسية , اعلامية , وحتى عسكرية , وقد يقول قائل او يسألُ سائل لماذا لم تتحدد المهلة بأسبوع او عشرة أيام مثلاً .! بينما لابدّ أنّ المسألة محسوبةٌ كومبيوترياً وهندسياً , بل اكثر من ذلك لحساب او التحسّب لمفاجآتٍ ما سواءً من الجانب الإيراني او الإسرائيلي ( الحروب عادةً تعتمد وترتكز على المباغتة والمبادأة , وهذه من المسلّمات البديهية التي لا تتطلّب اصلاً الإشارة اليها , لولا مقتضيات البحث عن مكنونات وماهية هذه المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي ) .

  من المؤسف ” الى حدٍ ما ” أنّ معظم وسائل الإعلام الأمريكية وكذلك الغربية ساهمت بقصدٍ او بدونه في رسم او زرع صورة ذهنية لدى الرأي العام العالمي ” وسيما الأيراني ” بأنّ تحديد هذه المدة هو لمنح فرصة اوسع للدبلوماسية للتأثير على القرار الإيراني في مسألة تخصيب اليورانيوم وال ايٍّ من درجاته غير المتّفق عليها بعد , وهي فرصة ذات شقٍّ ثانٍ وموازٍ لتقوم القاذفات والمقاتلات الإسرائيلية بأستهداف اهدافٍ اوسع وابعد ممّا لم تصلها النار بعد , حيث من الملاحظ أنّ معظم الأهذاف الأقتصادية – الستراتيجية الإيرانية وكأنها لغاية الآن ! خارج ميدان المعركة ! حيث المنشآت النفطية ومحطات التصدير والضخ لا زالت في حالة أمانٍ تكتيكي , وبجانب ذلك , فبرغم قصف الأسرائيليين لمنصاتٍ صاروخية وقواعد عسكرية ومراكزالكترونية , فلم يجر التحرّش بسفن وبوارج وغواصات القوة البحرية الأيرانية وطرّاداتها التي تهيمن على مياه الخليج ومضيق هرمز وتمتد الى بحر العرب والبحر الأحمر , بالإضافة الى اهدافٍ اقتصاديةٍ اخرى لسنا بصدد تعدادها هنا , فكلا طرفي الصراع يعرفون ويدركون مدى خطورتها وعن كثب … واولى ما يمكن اعتباره بتنازلاتٍ ايرانية ” لغاية الآن ” هو ما صرّح به وزير الخارجية الأيراني السيد عراقجي يوم امس بأنّ ” التفاوض عن درجة تخصيب اليورانيوم في ايران هو أمرٌ ممكن ! ولكن ليس الى درجة الصفر” , لا ريب أنّ في ذلك صياغة دبلوماسية ذات مطاطيةٍ ومرونةٍ ما .!

   بعودةٍ الى بدءٍ او الأصل , فالأكثر ترجيحاً من كلتا الزاويتين العسكرية والتكتيكية أنّ اختيار وتحديد اسبوعين ” لا ثالث لهما ” كيما يتخذ الرئيس ترامب قراره النهائي في احتمال مشاركة الولايات المتحدة عبر قاذافات B – 52 و قاذفات B – 2 العملاقة ” وسواهما ” في قصف منشأة فودرو النووية الأيرانية , لكنّما العنصر الستراتيج في مجمل ذلك هو المدة المحددة التي يستغرقها وصول ثلاث حاملات طائرات امريكية واخرى بريطانية ” من اعالي البحار والمحيطات الى مقتربات المنطقة , وهي فترة محسوبة بالأميال والكيلومترات قياساً الى سرعة حاملة الطائرات – Aircraft Carrier والتي يبلغ معدل سرعتها ” حسب انواعها ” الى 35 – 30 عقدة < حوالي 56 , 65 كم في الساعة > .

 خلافاً لكلّ ذلك , فلم يحدث في التأريخ الحديث والمعاصر أن يجري تحريك 4 حاملات طائرات ومعها البوارج والطرادات التي ترافقها , ثُم تُعاد من حيث أتت ! ومن دون دخولٍ لمعركة .!

ثُمّ أنّ الإفتراض بأحتمال قصف الأمريكان لمنشأة فودرو الأيرانية المخبّأة تحت الجبال , فلا يعني ابداً نهاية المعركة , بل قد تكون بدايتها .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات