توقع إمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي : زوال كيان الاحتلال الإسرائيلي على يد إيران , وقال في خطبته , (( إن هذه المعركة ستُحسّم إما بنهاية إسرائيل أو هزيمتها كما في الرواية التاريخية الواردة عندهم , التي تقول إن عُمر دولتهم لا يتجاوز 80 عامًا )) , وأضاف , (( أما نحن فننتظر اليوم القريب , داعيًا إلى أن يُسلم رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه لأيران , وأن يُرسل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب رسالة اعتذار بخطّه إلى الجمهورية الإسلامية وللشعب الإيراني , وأشار إلى ضرورة تعويض جميع الخسائر الروحية والمادية , حيث تتحمل إسرائيل جميع الخسائر, وكذلك فك الحصار عن إيران , معتبرًا أن هذه الأمور الأربعة إذا لم تحدث فمعناه نهاية إسرائيل الأبدية )) .
في لقاء قديم للشيخ أحمد ياسين في برنامج (( شاهد على العصر)) على قناة الجزيرة قال: إنه يرى من خلال الاستشفافات التاريخية والقرآنية أن إسرائيل لن ترى السنة الثمانين , وأعطاها حتى عام 2027 , وكان الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الملقب بـ أبو عبيدة قد قال : إن انكسار الصهيونية قد بدأ , ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم , وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيداً ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر, وكتب البعض عن (( لعنة العقد الثامن )) والمقصود بها مرور 80 عاماً على قيام إسرائيل , رابطين ذلك بأنهيار مملكة إسرائيل التاريخية سنة 586 ق.م , بعد مرور 8 عقود على إنشائها , لذلك تعتبر هذه المدة الزمنية ذات شؤم لدى اليهود , كما ان العديد من السياسيين والكتاب الصهاينة قد عبروا في السنوات الأخيرة عن قلقهم البالغ حول مستقبل إسرائيل واستمرارها مع دخول العقد الثامن حيث مضى على تأسيسها حتى اليوم 77 عاماً.
أبدى رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك في العام الماضي في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية, مخاوفه من زوال دولة الاحتلال قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها حيث قال : (( على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين , فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم , وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن)) , وأضاف قائلاً إن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن , وذكر أنه يخشى أن تنزل بها (( لعنة العقد الثامن )) كما نزلت بسابقاتها , وذكر باراك (( أن العقد الثامن بشّر في الحالتين ببداية تفكك السيادة , ففي العقد الثامن من وجودها انقسمت مملكة سلالة داود وسليمان إلى يهودا وإسرائيل, وفي العقد الثامن لمملكة الحشمونائيم نشأ استقطاب داخلي , وممثلو الأجنحة حجّوا إلى بومبيوس في سوريا , وطلبوا تفكيك مملكة الحشمونائيم وأصبح جناحهم تابعاً لروما حتى خراب الهيكل الثاني)) , وتابع باراك : (( المشروع الصهيوني هو المحاولة الثالثة في التاريخ , ووصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن استحوذ عليهم الهوس , بتجاهل صارخ لتحذيرات التلمود , نعجل النهاية , وننغمس في كراهية مجانية )) .
من المفارقات في هذا الموضوع أن لعنة العقد الثامن عرفتها شعوب أخرى , من الاتحاد السوفييتي الذي سقط في عقده الثامن , إلى الجمهورية الفرنسية الثالثة التي سقطت تحت الاحتلال الألماني في عقدها الثامن أيضًا , إلى غير ذلك من الأمثلة , ويُرجع المؤرخون ذلك إلى أن العقد الثامن في العادة يكون مرحلةً حساسةً في تاريخ أي دولة تبعًا لكونه مرحلة ذروة حياة الجيل الثالث الذي لا يأخذ فكرة إمكانية انهيار مشروع الدولة على محمل الجد كالجيلين اللذين سبقاه , ويلتفت أكثر بالتالي لتناول المشاكل الداخلية وتعميقها بما يؤدي لاحقًا لإضعاف الدولة كليًا , بسبب تفسخ المجتمع وتمحوره حول مشاكله الداخلية.
يتعاظم تخوف الساسة والمفكرين الإسرائيليين من أن تلحق بإسرائيل هذه اللعنة مرة أخرى , خاصةً أن شكل السقوط للكيانين اليهوديين في فلسطين في التاريخ القديم كان مرتبطًا بالدرجة الأولى بالتفسخ والانقسام المجتمعي , وهو بالضبط ما تشهده إسرائيل منذ أكثر من ثلاث سنوات , فإسرائيل ما زالت منذ سنوات تمر بانقسام اجتماعي حاد , لكن هذا الانقسام بدأ يتعمق ويأخذ طابع التفسخ مع تطورات حيثيات ما بات يعرف باسم الانقلاب القضائي على يد حكومة نتنياهو اليمينية قبل معركة طوفان الأقصى التي وعلى عكس المتوقع , لم تسهم في توحيد المجتمع الإسرائيلي بقدر ما زادت في انقسامه.
يلفت النظر في هذا الموضوع , أن غبار المعركة لم يمنع من استمرار , بل زيادة تداول موضوع لعنة العقد الثامن على الملأ في وسائل الإعلام لدى الإسرائيليين في هذا الوقت الحساس , فرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك لا ينفك يذكِّر بهذه اللعنة من حين لآخر وسط المعركة اليوم , وما زالت بعض المواقع وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تتناول هذه القضية بمزيد من الخوف والشك في نتائج هذه الحرب التي فاجأت إسرائيل وجعلتها لأول مرة في موقع متلقي الضربات , لا من يختار ميدان المعركة ولا حتى من يديرها ويحدد نهايتها , وهو أمر يجعل المراقب الإسرائيلي العادي يشعر بمزيد من الضغط والتخوف من أن تكون فكرة (( لعنة العقد الثامن )) حقيقة , وأنه حاليًا يشهد تحققها.
على الرغم من أن الأذرع الإعلامية الإسرائيلية لطالما كانت تتهكم على فكرة النبوءات الدينية حول بقاء إسرائيل وعمرها , سواء تلك التي يطرحها بعض المتديّنين اليهود أو التي يطرحها بعض أفراد ودعاة التيارات الإسلامية , فإن المفارقة اليوم تكمن في أن فكرة التخوف على بقاء إسرائيل نفسها لم تغادر عقلية المنظومة الإسرائيلية بأي شكل , الا إنه من الثابت أن فكرة النبوءات مهما كان أصلها , مسألة جذابة للشعوب وحامية لأصحابها , فإن كانت النبوءة صحيحة فلابد أن تتحقق , وإن لم تتحقق فإنها ليست نبوءة , وبغض النظرعن طبيعة تلك النبوءات سواء تلك القائمة على النصوص المقدسة , أم على شخصيات كنوستراداموس , أم على نظرة عامة للتاريخ وقوانينه وطريقة سيره , فإن الجامع بينها هو تمسك الشعوب بها ورغبة بعضهم في تحقيقها , وخوف بعضهم من حتميتها إلى درجة الشلل والعجز أمامها , والذي يؤدي في النهاية إلى تحويلها إلى حقيقة.