خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بينما نُتابع استمرار الحرب “الإيرانية-الإسرائيلية”، نواجه نحن الإيرانيين سؤالًا بالغ الصعوبة. والسؤال الأساس الذي يجب على الكثير من الإيرانيين أن يسألوه لأنفسهم في ظل استمرار الأجواء الحربية، ما هو موقفنا من هذا الصراع ؟.. أي جانب نرى أننا يجب أن ندعم ؟.. هل نفتقر لأنواع الارتباط أو المشتركات مع نظام “الجمهورية الإيرانية”؛ بحيث لا نعتبر أن هذه الحرب الجارية حربنا ؟.. أم أن لدينا نوعًا من الارتباط بهذا النظام، ونرى هذه الحرب على أنها حرب بين “إيران” ونظامها الحاكم مع “إسرائيل” ؟. هكذا بدأ “صادق زيبا كلام”؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة (طهران)؛ مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (هم ميهن) الإيرانية الإصلاحية.
إيرانيون يدعمون إسرائيل !
عندما بدأت “إسرائيل” هجومها على “إيران”، الجمعة الماضي، أصبح موقف الكثيرون واضحًا، ويُعبّرون عمليًا عن عدم الارتباط أو الولاء أو الصلة بنظام “الجمهورية الإيرانية”، ويدعمون “إسرائيل” في الحرب الجارية؛ أمثال الأمير “رضا بهلوي” أو أنصار الملكية الآخرين، الذين عبّروا بشكلٍ صريح عن دعم “إسرائيل” وهجومها على “إيران”، ويؤيدون علانية هذا الهجوم.
بالطبع هنا البعض الآخر لم يتحدث عن دعم “إسرائيل”؛ لكن حين ننظر إلى سلوكياتهم نرى دعم “إسرائيل” بشكلٍ غير مباشر، ويبذلون جهدًا في هذه المسّار.
على سبيل المثال؛ يُمكن الإشارة إلى شيء واضح هذه الأيام التي تشهد فيها “إيران” حربًا، يظهر جليًا في بعض وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية خارج “إيران”؛ فهي لا تعلم الدعم الصريح للكيان الإسرائيلي، لكن تقدم تحليلات تجعل المستَّمع يُدرك تمامًا أن هذه الوسائل تدعم “إسرائيل” عمليًا وبكل وجودها، وتُهاجم في نفس السياق “الجمهورية الإيرانية”.
الفرق بين المعارضة والخيانة..
وقلما ظهر شخص في العقدين الماضيين؛ انتقد الأداء والسياسات الإيرانية المختلفة، بقدري أنا؛ “صادق زيبا كلام”، بشكلٍ جعل الكثير مما قلته في العقدين الماضيين أمرًا مسّلمًا به.
مثلًا: من الذي أعطانا هذه الرسالة بأنه يجب علينا تدمير “إسرائيل” ؟.. أو أن “الثورة الإيرانية” لم تكن أصلًا من أجل الموت لـ”أميركا” ؟.. أو أن البرنامج النووي لم يكن له أي فائدة سوى تدمير المصالح الوطنية للبلاد ؟.. كانت المواقف التي اتخذتها شديدة ومريرة، وفي بعض الأحيان شكاني البعض وتعرضت للسجن.
لكن سؤالي أنا “صادق زيبا كلام”؛ الذي أسأله لنفسي في هذا الموقف، هذا النظام الذي انتقدت أنت الكثير من سياساته على مدار سنوات، وتعتبرها خاطئة، هو الذي يُصّارع الآن هجومًا خارجيًا ؟.. ما قرار “صادق زيبا كلام” في هذا الوضع الذي تواجه فيه “إيران” صراعًا عسكريًا مع “إسرائيل” ؟.. وأجيب: رغم كل انتقاداتي لـ”الجمهورية الإيرانية”، وأغلبها قاسٍ، إلا أني لا أرى أن الاصطفاف خلف “الجمهورية الإيرانية” في هذه الظروف هو الشيء الصحيح، ولا يُمكنني أن أقول جملة: هذه الحرب لا تعنيّني، هذه الحرب بين “نظام الجمهورية الإيرانية” و”إسرائيل”.
الموضوع الأخير، هو كلمة للإيرانيين الذين اصطفوا لدعم الكيان الإسرائيلي، أحب أن أذكرهم، أن أقول لهم: تعالوا نتعلم من الإسرائيليين.
قبيل السابع من تشرين أول/أكتوبر، تظاهر مئات الآلاف في “إسرائيل” ضد؛ “بنيامين نتانياهو”، وأعلنوا معارضته، لكن هل تعاون أحدهم مع (حماس) بعد السابع من تشرين أول/أكتوبر واندلاع الحرب ؟.. علينا على الأقل التعلم منهم. هم مازالوا أوفياء للنظام رغم كل الانتقادات.