خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
سوف أبدأ من التغريدة التي لم أستطع للأسف نشرها بسبب انقطاع الإنترنت في زمن الحرب. وكنت قد كتبت في التغريدة: “سعيت على مدار (22 عامًا) للحيلولة دون سقوط إيران في مصيدة الحرب، وقد عانيت الكثير من الجفاء. ولكن الأحقية التاريخية للإيرانيين تعكس بوضوح أن هذه الحرب، هي مفروضة علينا من (نتانياهو) المجرم. لذا أنا على استعداد ككل إيران آخر للتضحية بنفسي فداءً للوطن”. بحسب ما استهل “حشمت الله فلاحت بيشه”؛ مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
المخططات الخبيثة لـ”نتانياهو”..
على كل حال؛ فالواقع الراهن بالمنطقة هو نتاج سلسلة من المخططات الخبيثة التي سعى إليها “نتانياهو” والحزب الحاكم في “إسرائيل” منذ البداية، بهدف جر “إيران” للحرب.
وقد تبلورت بالفعل هذه الحرب، ورغم قناعاتي بأن الأفضل عدم السقوط في مصيدة حرب “نتانياهو”، لكن في ظل هذه الأوضاع لا وقت للشكوى، لأن الدولة منخرطة في الحرب، ويُقاتل جنودنا طرفًا يمتلك أسلحة أميركية، الأمر الذي يُفرض المساعدة في الإدارة القوية التي تبلورت لمكافحة التجاوزات والاعتداءات.
الاستفادة من عنصر المفاجأة..
برأيي فقد استفادت “إسرائيل”؛ كالعادة، من سياسة المفاجئة، ولذلك كلما مر الوقت فسوف تقل أداوت “إسرائيل”.
ومن خلال تجارب حروب العام 1967م، وحتى الحرب الأخيرة مع (حزب الله) اللبناني، بدأت “إسرائيل” بالمفاجأة، و للأسف، كان بعضنا قد انشغل؛ بينما لم يتبّق سوى أسبوع واحد قبل انتهاء المهلة التي حددها “ترمب”، بقضايا اجتماعية معينة، ما تسبب في هذه المفاجأة.
لكن مع مرور الوقت، نجح الإيرانيون في تشكيل تنظيمهم الهجومي، والآن نرى من خلال الهجمات الأخيرة، أن القوة الحقيقية للصواريخ الإيرانية قد أظهرت جوهرها وقدرتها، وألحقت خسائر بالإسرائيليين لم يسبق لها مثيل في تاريخ حروب “إسرائيل” مع دول المنطقة.
استنزاف إسرائيل..
وكلما أصبحت الحرب أكثر استنزافًا، ستكون ضربات “إيران” أكثر فاعلية، خاصة وأن “إيران” تمتلك من الناحية التكتيكية صواريخ جديدة ذات الرؤوس الحربية تزن طنًا ونصف الطن، والتي ستكون مدَّمرة بسبب العمق الاستراتيجي المحدود لـ”إسرائيل”.
كل صاروخ سوف يُزلزل أكثر من ثُلث “إسرائيل”، وسوف تشعر بكامل قوة هذه الحرب حتى في أعماق الملاجيء الإسرائيلية.
فالملاجيء الإسرائيلية بُنيت من الناحية الاستراتيجية للصمود ضد الصواريخ الخفيفة وقصيرة المدى، لكن فاعلية هذه الملاجيء انقلبت عليها حيث رأينا صواريخ “إيران” الثقيلة تحبس عمليًا الجزء الكبير من الإسرائيليين في الملاجيء، وتحول إنقاذ اللاجئين العالقين في الملاجيء إلى أهم تحدي لفرق الإمداد الإسرائيلية.
وحين نرى إحصائيات المفقودين، فسوف ندَّرك تضاعف أعداد القتلى نتيجة الهجمات الإيرانية، وهو ما يُثبّت أن الملاجيء الإسرائيلية لا تتمتع بالكفاءة المطلوبة للصمود أمام صواريخ “إيران” الثقيلة.
جر الحرب إلى الخليج..
“إيران” الآن في وضع حرب، وهناك ترتيبات عسكرية في البلاد، وحتى الجماعات السياسية، التي تعرضت لقسوة من المتشدَّدين وحذرت مرارًا من آثار التشدَّد على المصالح الوطنية، تدعم الأبطال المدافعون عن المصالح الوطنية.
لذلك أعتقد أن “إسرائيل” وقعت في حرب كلما طالت أمدها، زادت المشاكل الخطيرة التي ستواجه.
والأهم من ذلك، أن “إسرائيل” تُحاول من خلال مهاجمة (عسلوية) تدويل الحرب وجرها إلى الخليج، وهو ما يعني جر الحرب إلى ممر مائي دولي يمر عبره أكثر من: (30%) من تبادلات الطاقة في العالم.
من ثم تقع على عاتق “إسرائيل”، مسؤولية إشعال الخليج المليء من شماله إلى جنوبه بخزانات هائلة من النفط والغاز.
وعندما تتعرض مصادر النفط والغاز الإيرانية للهجوم، فسوف ترد “طهران” باستهداف جميع السفن والشركات التي تُشارك فيها “إسرائيل”.
وأعتقد أن “ترمب”؛ لم يتوقع ولا الدول الأوروبية الثلاث، الوقوع في حرب من هذا النوع، ونصيحتي للأميركيين: لا تحاولوا إخراج “إسرائيل” من هذه الحرب المدَّمرة، حتى يتسّنى السيّر في الطرق الدبلوماسية.