خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Ezra فيلم أمريكي يحكي عن التوحد، وكيف أنه مرض يربك العائلة كلها، وأنه محنة للآباء والأمهات كما للأطفال المصابين به
الحكاية..
“ماكس بيرنال” كاتب كوميدي سابق تحول إلى كوميدي ارتجالي، يعيش مع والده “ستان”. لا ينسجم مع زوجته السابقة “جينا”، إذ يتشاجران باستمرار حول كيفية رعاية ابنهما المصاب بالتوحد “عزرا”. يكافح “عزرا” للتكيف مع العالم الخارجي، وكثيرا ما يصطحبه “ماكس” معه إلى نوادي الكوميديا ليكون جالبا للحظ، مما يثير غضب “جينا”.
تهديد..
بعد سماع “عزرا” نكتة عابرة من “بروس”، صديق “جينا” المحامي، حول ضرب “ماكس”، يصدق “عزرا” كلامه حرفيا ويحاول تحذير والده، لكنه يصاب بالذعر من كلب يوشك أن يعضه فيجري مسرعا أمام سيارة أجرة قادمة. يتم إنقاذه في المستشفي، عندها يرفض “عزرا” شرح ما حدث. يفترض طبيبه أنه كان يحاول إيذاء نفسه، فضلا عن نوبات غضبه السابقة في المدرسة، ينقل إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ويعطيه دواء غير ضروري وربما يكون مضر لأنه مخصص لمرضي الذهان.
يبدي “ماكس” اعتراضاته علي تناول ابنه ذلك الدواء، ولا يستطيع التحكم في غضبه فيعتدي علي الطبيب بعد أن قال له كلامها مستفزا، ينتهي به الأمر بالحصول على أمر تقييدي لمدة ثلاثة أشهر يمنعه من رؤية ابنه.
اختطاف..
لم يجد “ماكس” خيارا سوي أن “يختطف” “عزرا” في منتصف الليل لحمايته من بيئته السامة كما يعتقد، حيث توافق أمه علي إعطاءه دواء ضارا. في طريقه إلى كوخ صديقه “نيك” في ميشيغان، يعلم “ماكس” من صديقته ومديرة أعماله “جاين” أن فيديو نشرته لأدائه الكوميدي رآه “جيمي كيميل”، ويريده أن يشارك في برنامجه وتجربة أداء يوم الجمعة في “لوس أنجلوس”.
في هذه الأثناء، عندما تعرف”جينا” باختفاء ابنها وتري الرسالة التي تركها والده ليخبرها فيها أنه أخذ ابنه تهاتفه وتطلب منه في هدوء إرجاع “عزرا”، لكنه يرفض إرجاعه، ويمتنع عن الرد علي مكالمتها، فتلجأ “جينا” إلي الجد” ستان” والذي لا يهتم أو بالأحرى يهرب من مخاطبتها، فتذهب إلي منزله لكنه لا يفتح لها، فترشق نوافذه بالحجارة.
على الرغم من إصرار “جينا” على إبقاء الأمر هادئا قدر الإمكان لحماية “عزرا” إلا أنها تبلع الشرطة عن خطف ابنهما من قبل والده، عندما لا تجد ردا من الوالد والجد، ترسل شرطة نيوجيرسي وخدمات الأطفال، ، إنذارا عبر البلاد.
محاولات..
تحاول “جينا” مرة أخري مع”ستان” وتذهب إلي مكان عمله حيث يعمل بوابا، فيضطر إلي محادثتها ومعرفة أنها أبلغت الشرطة فيقرر “ستان” مرافقة “جينا” للبحث عن ابنه و”عزرا” خوفا من وصول الشرطة قبله إليهما، ويخبرها أنه لدي صديق، وأثناء رحلتهما معا يتحدثان بقرب عن عيوبهما في التعامل مع من حولهما. “يعترف “ستان” أنه ليس أبا صالحا، وتعترف “جينا” أنها لا تترك الفرصة ل”ماكس” لكي يرعي ابنه أو يقترب منه.
هروب..
عند اكتشافه ما فعلته “جينا”، يحاول “ماكس” تجنب رجال الشرطة لكنه يضيع في الغابة ليلا مع ابنه، مما يتسبب في إصابة “عزرا” بنوبة هلع ويقوم بتوبيخ والده لأنه لم يكن الوالد الذي كان يحتاجه أن يكون، يؤكد “ماكس” ل “عزرا” أنه على الرغم من عيوبه، فإنه يحاول أن يفعل الصواب تجاهه حتى يتمكن من الاعتناء بنفسه عندما لا يستطيع “ماكس” ذلك.
يصل “ماكس وعزرا” إلى لوس أنجلوس، لكن تجربة الأداء تخرج عن مسارها عندما يصل مكتب التحقيقات الفيدرالي لاعتقال “ماكس” قبل ثوان من وصول “جينا وستان”. وبينما تحاول “جينا” التقليل من خطورة الموقف، يهاجم “عزرا” عميلا يحاول تكبيل “ماكس”، الذي يؤكد له أن كل شيء سيكون على ما يرام. ويثبت “عزرا” قدرة علي فهم ما حدث في تجربة الهروب مع والده، مما يجعل “ماكس” يفهم أن هناك أمل في تطور “عزرا”.
لاحقًا، يعود ماكس للعيش مع “جينا”، ويحاول الاثنان تجاوز الإقامة الجبرية ل”ماكس” لكي يقوم برعاية “عزرا” كوالد.
في مشهد في منتصف شارة النهاية، يظهر “ماكس”، بدون “عزرا”، في برنامج جيمي “كيميل لايف”، وتحدث لحظة محرجة خلف الكواليس بسبب التشابه بين ضابط الإفراج المشروط الذي أمرت المحكمة بإخلاء سبيله ومساعد “جيمي غييرمو”. وينتهي الفيلم علي ذلك.
تكمن أهمية الفيلم أنه تناول مرض التوحد، وكيف يؤثر علي الأطفال، ويجعلهم يفهمون الكلام بشكل حرفي، كما أنهم يحتاجون لرعاية مضاعفة أكثر من الأطفال العاديين، كما رصد ببراعة قلق الأب علي ابنه الذي يعاني من مرض التوحد، وخوفه من أنه لن يتطور أبدا وأنه سيظل محتاج لرعاية واهتمام طوال حياته، وأيضا إنكاره لمرض ابنه وشعوره بالمأساة في ذلك المرض.
بينما الأم تتعامل بعملية أكثر وتتقبل مرض ابنها وتحاول التعامل مع شروطه ومع تفاصيله لكي تخفف وطأة ذلك المرض، كما أنها تستطيع تهدئة ابنها وإخراجه من الفزع ونوبات الغضب المفاجأة، وأيضا رصد الفيلم كيف أن الرعاية والاهتمام والتقرب من الطفل تجعله ينمو ويتطور ويفهم الأجواء من حوله ويتجاوب مع الأم والأب.
الفيلم..
فيلم “عزرا” هو فيلم درامي كوميدي أمريكي صدر عام 2023، من إخراج “توني جولدوين” وتأليف “توني سبيريداكيس”. الفيلم من بطولة “بوبي كانافال، روز بيرن، فيرا فارميجا، ووبي جولدبيرج، راين ويلسون، جولدوين، ويليام فيتزجيرالد، وروبرت دي نيرو”.
عرض فيلم “عزرا” لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في 9 سبتمبر 2023. وعرض الفيلم في دور العرض في 31 مايو 2024.
الإنتاج..
بدأ الكاتب “توني سبيريداكيس” كتابة السيناريو قبل سنوات عديدة من إنتاج الفيلم. استلهم أفكاره من علاقته بابنه المصاب بالتوحد وانفصال زواجه خلال سنوات مراهقته. وفي مقابلة صحفية، قال إن سيناريو الفيلم كان ثمرة إدراكه أنه لا يحتاج إلى “علاج” التوحد لدى ابنه. لطالما طلب “سبيريداكيس” من صديقه المقرب، الممثل “توني غولدوين”، قراءة المسودات على مر السنين. بعد إعادة صياغة النص وتحويله إلى سيناريو نهائي، قرأ “غولدوين” النسخة الأصلية وطلب إخراج الفيلم.
أُعلن عن الفيلم في مايو 2022، تحت عنوان “سلوك غير لائق”.تم التصوير الرئيسي في ويستوود، نيوجيرسي، وجيرسي سيتي في سبتمبر 2022. بدأ صناع الفيلم عملية اختيار الممثلين وهم على دراية برغبتهم في اختيار ممثل مصاب بالتوحد ليلعب دور البطولة. أرسل “ويليام فيتزجيرالد” شريطًا لأنه أراد إنشاء قناة على يوتيوب وظن أنها ستمنحه خبرة. وانتهى الأمر بالشاب البالغ من العمر 15 عاما بالحصول على الدور الرئيسي.
قبل “روبرت دي نيرو” الدور في النهاية، قائلا إن الفيلم لاقى صدى لديه لأن أحد أطفاله السبعة مصاب بالتوحد. طلب “غولدوين” من “ووبي غولدبرغ” الانضمام إلى الفيلم مباشرة، فوافقت حتى قبل قراءة السيناريو. كما ضم الفيلم العديد من أفراد طاقم العمل المصابين بالتوحد في موقع التصوير لضمان مصداقيته. وكان أعضاء آخرون من فريق التمثيل على صلة مباشرة بأحد أفراد العائلة المصابين بالتوحد. طوال فترة الإنتاج، عرض صناع الفيلم نسخا مختلفة على مجتمع التوحد للحصول على تعليقاتهم.
عرض فيلم “عزرا” لأول مرة عالميا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في 9 سبتمبر 2023. في نوفمبر 2023، حصلت شركة “بليكر ستريت” على حقوق توزيع الفيلم. عرض الفيلم في دور العرض بالولايات المتحدة الأمريكية في 31 مايو 2024.
النقد..
على موقع Rotten Tomatoes، وهو موقع لتجميع المراجعات، جاءت 69% من 89 مراجعة إيجابية، بمتوسط تقييم 6.3/10. وجاء إجماع الموقع على النحو التالي: “الأداء الجيد يمنح فيلم Ezra جوهرا عاطفيا مؤثرا حتى عندما يبالغ السيناريو في السذاجة، مما يضفي عليه دراما عائلية قوية.” أما موقع Metacritic، الذي يستخدم المتوسط المرجح، فقد منح الفيلم درجة 57 من 100، بناء على 16 مراجعة، مما يشير إلى مراجعات “متباينة أو متوسطة”.