إقراركم للعباءة الزينبية أثلجت صدورنا !

إقراركم للعباءة الزينبية أثلجت صدورنا !

عنوان المقال إستقيته من مقال قديم منذ العهد الملكي لمجلة ساخرة بعنوان (تسعيرتكم للشلغم ، أثلجت صدورنا) ، في إشارة إلى قرار تافه يدعو للسخرية في بلد تعصف به المشاكل السياسية والإقتصادية رغم أنها لا تُقارَن بما يعانيه البلد هذه الأيام من مشاكل تهدد البلد بالزوال !.

وكأن العراقي يعيش في بحبوحة ولا ينقصه شيء ، بحيث ترى جميع مطارات العالم تتزلف وتتملّق الجواز العراقي ، ودخله من أعلى مدخولات العالم ، أزمة الطاقة صارت من الماضي ونحن نصدر منها للخارج !! ، صناعتنا تتسابق كل دول العالم لإقتناء منتوجاتها بعد أن سدّت الحاجة المحلية ، آخر ما يعتمد عليه الإقتصاد هو تصدير النفط ، أما البنية التحتية والتلوث والجفاف ، فقد صارت دول العالم تتسابق من أجل الحصول على سر نجاح التجربة العراقية في مواجهة التغير المناخي ، وسطوته الأقليمية بالضغط على دول منابع الأنهار ، والفساد صار قصصا تُروى لأجيالنا عن حقبٍ سوداء ، بعد أن إستقينا منها الدروس والعِبَر ، بحيث أن خزائن الدولة مترعة بالمليارات ، فلا موظف يتوجس خيفة ورعبا من إحتمال إنقطاع الراتب في نهاية كل شهر ! ، المواطن مُدلل من قبل حكومته آخر دلال ! ، وهو يتمتع بخيرات بلده ، فسعر الوقود (بتراب الفلوس) ! .

مجالس المحافظات كانت تُعتبر كالزائدة الدودية ، لا تفيد سوى المزيد من نزيف الأموال التي لا طائل منها سوى تسعيرة المولدات التي لا يعترف بها أصحاب المولدات ، لا نعرف كيف عادت إنتخاباتها الكالحة ، وبأمر مَنْ ؟ ! ، ليطل علينا مجلس محافظة بغداد ، بقرار ثوري ،أن العباءة الزينبية تكرّس العفّة ، وهو من الأزياء المعتمدة في أزياء النساء ! .

لكن ما هي العباءة الزينبية التي تمخض عنها مجلس المحافظة ؟ وما أدراكم ما هو زي سيدتنا ومولاتنا زينب (ع) ، المرأة المظلومة حتى تجعلوها صفة لعباءة كانت ترتديها أمهاتنا وجداتنا منذ أكثر من مائة عام دون أن نسمع أنها عباءة زينبية ؟ !، مَن أطلق هذه التسمية حديثا على زي نسائي تقليدي قديم ؟ ، وهي عباءة سوداء ذات كُمّين ، وبرقعة قماش فوق الرأس تسمّيها النساء (ياخة) حتى لا تنزلق عن الرأس ، فهل خلا البلد من كل المشاكل حتى يبدأ مجلس المحافظة الموقّر (التنظير) عن ماذا ترتدي النساء أو لا ترتديه ؟ !.

أحدث المقالات

أحدث المقالات