الـعـيـد .. والترابط الأسري في تراثنا العراقي

الـعـيـد .. والترابط الأسري في تراثنا العراقي

الأعياد الدينية في العراق لها الكثير من المعاني  والدلالات ،  ولها طقوسها وتقاليدها ، ولها مغزى عميق في النفوس  ، واذا تعمقنا واستعدنا تلك الطقوس والتقاليد ، لوجدنا ان الكثير منها  تطوربسبب  دخول التكنولوجيا الحديثة  ، وعلينا ان لا ننكران قسماً منها تطور نحو الأفضل ، ولكن ابتعد كثيراًعن التراث ، واذا ما اعتبرنا ان ما اضيف الى مراسيم احتفالاتنا بالأعياد من بهرجة واسراف الى جانب الفوضى التي تكتنف تصرفاتنا ومن دون تخطيط ، وأكثر الاحيان تنهال الطلبات على رب العائلة المسكين بأيام قريبة عن العيد ، والذي بدوره قد يكون ناسياً ، فتلك مصيبة . نعم ان قدوم العيد عند بعض العوائل مصيبة لإن امكاناتهم محدودة .

    أنا من وجهة نظري الشخصية ، هو الـعودة الى القسم الأكبر من تراثنا لبساطته ولما له من عادات وتقاليد تهتم بالترابط الأسـري الذي توارثناه عبر الأجيال ، فنحن أجيال الخمسينات والستينات وحتى التسعينات من القرن الماضي .. ونقصد هنا قبل دخول الانترنيت والموبايل الى عامة الناس .. فبعد دخول هذه التكنلوجيا ..اصبح الأبن في بعض الاحيان يكتفي بمعايدة الأب والأم والأخوة والأخوات والاقارب عبرجهاز الموبايل ..  في حين كانت في تراثنا ان  رب الأسرة وزوجته واطفاله يزورون البيت الذي تربى فيه .. وكان الأطفال يقبلون ايادي الجد والجدة ويتسلمون العيديات التي تفرحهم .. فأين نحن من هذه التقاليد المتوارثة . ولا نريد ان نقول انها اختفت تماماً، ولكن اضمحلت .
وهكذا كان الأطفال تغمرهم الفرحة بقدوم العيد  .. بانتظار ركوب ( المراجيح ودولاب الهوا وركوب عربات الخيل .. الخ ) ويفرحون لانهم وجدوا من فكّــر في ادخال تلك الفرحة في قلوبهم.

ونحن نكتب .. ونشعرباننا وما يجري حولنا من أحداث قد سلبت منا الفرحة التي لا يكتمل معنى العيد من دونها .

    وكـل عام وانتم بالف الف خير .

أحدث المقالات

أحدث المقالات