5 نوفمبر، 2024 4:40 م
Search
Close this search box.

صرخة القوارير

تواجه الانطلاقة الأدبية في المجتمعات المتخلفة وعلى وجه الخصوص عند الأديبات تحدياً لا مثيل له في تاريخها وذلك بعد أن انتظمت المسيرة الأدبية بفضل إتحادات ومنظمات أسست لهذا الغرض ..
فالحركة الأدبية كانت في السابق تلاقي مصاعب كبيرة في هذا المجال لضعف الوعي الثقافي وعدم وجود الكادر المتخصص لإدارة مراكز تحتضن القابليات وتقدم لها الدعم المعنوي في الأقل .
ولا شك ان اتساع النشاط الثقافي والأدبي هذا له ما يبرره ليواجه الانفجار الكبير في النهضة التقنية والعولمة التي جعلت العالم شاشة صغيرة من جهة وضرورة التعبير عن القابليات التي منحها الباري الى اناس خصهم بحكمته لهذه الملكة والموهبة بغض النظر عن نوعية الجنس ذكراً كانوا أم أنثى من جهة أخرى … بل أوجب الله تعالى عليهم تحمل أعباء اداء وإدارة تلك النشاطات وضمن حدود اللياقة الأدبية .
والمسألة المطروحة الآن .. لماذا يحاول البعض وأد الملكة التي تمتلكها قسم من الأديبات وبجدارة بحجة انهن أنثى لا يحق لهن مخالطة الرجال … هل نحن نعيش عصر الاماء والجاريات ؟! ألا يدل هذا التفكير العقيم عل تعشش السلوك الجاهلي حتى في داخل مجتمع متحضر في الظاهر ..
عانت أغلب الأديبات وأنا واحدة منهن من الاسلوب التعسفي غير المتحضر الذي كان متبعاً قبل أعوام وفي أزمنة الاضطهاد وأبعدن قسراً عن ممارسة قابليتهن الأدبية
وهذه الحالة أشبه بحجب ضوء الشمس من الاشعاع والانتشار … فتجود قريحة احداهن بالروائع ولكن أصحاب العقول الضامرة من ذوي الافكار الضالة يعتمون عليها بوسائل قاسية وظالمة كي يدفعوها الى زاوية النسيان ..
والسؤال المطروح … هل تتمكن القوى الخارجية من مصادرة الأفكار بعد ان استطاعت الحركة الأدبية أن تستقطب وتستوعب معظم الطاقات الخلاقة المبدعة من كلا الجنسين وبالسعة والتعدد الكمي والنوعي الذي تشهدها منتدياتنا الأدبية في العراق وهنا أقول جازمة بان زمن فرض الولاية القسرية على جنس معين قد ولى … بل أنا أوصي بنات جنسي أن يواجهن التحدي بالتحدي ويحاولن اثبات ثقلهن الحقيقي في كل المجالات دون أن تكون هناك وصايا من قريب أو بعيد لأن ذلك يعني العبودية للغير والتي ترفضها جميع الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ..
ان الكادر الذي نتعامل معه في المراكز الأدبية نلمس منهم الاخلاص ونكران الذات والأخلاق العالية وان تلك المراكز بعيدة عن المستغلين والمنتفعين والطفيليين وكلنا نعقد آمالاً كبيرة بأنها تجعلنا ان نقول ان الحركة الأدبية في اتحاداتنا ومنظماتنا الأدبية تستطيع ان تواجه التساؤلات التي تحمل علامات الاستفهام بإجابات مقنعة جداً .. وأملنا نحن الأديبات أن نثبت للجميع بأننا مؤهلات لخوض هذا التحدي  وسوف ننجح إن شأالله ..
وليسقط السلوك التقليدي التعقيدي الذي أكل الدهر عليه وشرب والذي من شأنه القضاء على كل ماهو محق وجميل ولن يحصد اولئك الجهلة الحاقدون الذين يقفون ضد ثقافة المرأة إلا الخيبة وإن سبيلنا هو نور الحقيقة ووضوحها لأنه هو السبيل القويم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات