السياسة والارهاب واحدة من لغات المداهنة والمؤامرات الخليجية المستمرة في المنطقة,
(بالامس مع اخوان مصر واليوم مع السيسي ),وكأن نبوءة شيوخ البيت الابيض حقيقة لاتقبل الشك,”محور الهلال الشيعي “علامة انهيار ,واشارة خطر ,وفال نحس على دول البتروخليج ,ولكن يبقى بالطبع الغرض والغاية والهدف الاكبر من عملية ومهمة تخريب الدول بالنيابة,هي حدود الاتحاد السوفيتي السابق, وجمهورية الصين الشعبية,اما امراء البترول فتكفيهم الملذات لاخراجهم من اي تاثير في اية معادلة وطنية او قومية محتملة, تخص الامة العربية البائسة,فعقول الغرب جاهزة للعمل بحيوية مفرطة بدلا عن اصحاب الكروش والافواه المتهرئة (اضافة الى انشغالهم بامراض داء الملوك),فكلما يشعر البعض ان لغة التراخي والتراجع الخليجية عن مشروع دعم الجماعات الارهابية,رسالة طيبة عن تغيير المواقف,نجد ان الدعم قد تضاعف,وان الاسلحة المقدمة للجماعات الارهابية اكثر تطورا وقدرة على مواجهة الجيوش النظامية,تلك هي لعبة الارهاب المجهول الهوية,فهو قادم من كل مكان,ولاتجد دولة معينة تتبنى رسميا مسؤولية تدريب افراد تلك الجماعات الخارجة عن كل شيء او دعمها,مع انها تصرح بأنها تدعم المعارضة او الثوار السنة في العراق وسوريا(لكنها تبرر ذلك عن انها ثورة شعبية للسنة وليس دعما للارهاب,والامر سيان),وهذه هي طريقة الامبريالية الصهيونية العالمية المتشبثة بمبدأ حروب الاستنزاف الشاملة,التي يراد منها تحقيق الاهداف المرجوة منها,هذه اشياء نعرفها,ولكن مالاتعرفه او تتغاضى عن مناقشته الحكومة العراقية
والكتل السياسية المتحالفة فيها,ان الخلل والجرح البسيط الذي لايعالج بحكمة وروية وحزم, يمكن ان يكون وبالا على الجميع دون استثناء,
وان الحذر من دهاء امراء السوء لابد ان يبقى قائما,فهم ينظرون الى كل شيعة المنطقة بعين واحدة,عين وهابية مليئة بتاريخ محشوا بالحقد والكراهية والاجرام.
ماذا يريد السنة في العراق..
منهم من يعتقد ان الحكم في العراق كان بيد السنة, ولابد ان يبقى,وهؤلاء متحالفين مع الجماعات الارهابية ,وبقايا البعث واجهزة النظام البائد,واخرون لايعتقدون اي شيئ سوى تنفيذ مايطلبه منهم الغرباء (تحت فاتورة الدفع المسبق),والبقية موزعين بين مؤيد للارهاب ,وبين متعاطف مع الدولة والحكومة وبقية مكونات المجتمع العراقي.
ماحصل قبل عدة ايام والمستمر كما يبدوا,وبعد ان حصلت كتلة دولة القانون وبقية الكتل المتحالفة معها على المقاعد المطلوبة لتشكيل حكومة الاغلبية السياسية(حكومة المحاصصة السياسية),من تصاعد هستيري في وتيرة الجرائم الارهابية,وبشكل خطير ينذر بعواقب ونتائج وخيمة,اضافة الى سقوط عدد غير قليل من الضحايا بين شهيد وجريح,كلها ادلة على تجدد مصادر الدعم المقدمة للارهابيين وزدياده ,وان العداء الذي ذهبت اليه بعض دول الجوار العربي والاقليمي للشعب العراقي منذ سقوط نظام البعث متواصلا .
ان مسألة استمرار العمليات الارهابية في المناطق الساخنة,وتعذر حسم المعركة عسكريا معهم,وعودة الحديث عن حلول سياسية”مؤتمر للمصالحة الوطنية في الانبار”ولانعرف مع من اختلف اهالي الانبار حتى نعقد مؤتمر للمصالحة,وكأن المعارك هناك ليست مع الجماعات الارهابية الخارجة عن الدين والاخلاق والانسانية والقانون,هي الهاجس المخيف والمقلق جدا,والذي يوشك ان يعيد كرة الاقتتال الطائفي بين ابناء الوطن الواحد,ولكن يبقى السؤال الاهم والخطير جدا,والخاص بأهلية واستعداد القوات العراقية في مواجهة ماهو اخطر,
وهل هناك اية نسبة احتمالية متوقعة من وجود تعمد سياسي من قبل جميع الاطراف, لجعل قدرات الجيش العراقي الجديد بسيطة وفقيرة لعناصر القوة والثبات في ارض المعركة,على الرغم من البطولات المنقطعة النظير التي قدمها ابناء قواتنا المسلحة وبمختلف الاجهزة والصنوف,
ثم ماهي اسباب زيادة نسبة الخسائر في ارواح القوات المسلحة,فهل هي دليل على ضعف اداء القيادة العسكرية,وخاصة ان هناك عدة حالات وحوادث متكررة حصلت دون ان يتم معالجتها لمنع تكرارها
(منها لنقاط التفتيش العسكرية, وكمائن الارهابيين للارتال العسكرية المتنقلة بين المواقع والقواعد لاداء الواجب),وكما قلنا من قبل فهناك بالفعل اسباب لوجستية واد
ارية وسياسية وعسكرية تعطل عملية بناء وتطوير وتكامل قدرات القوات العراقية,لكن تبقى مسألة التخطيط والمتابعة لتلك القوات من الامور المهمة,فمسألة دمج المليشيات وتدافع المحسوبيات والنفسيات المريضة الى مواقع المسؤولية في الجيش والشرطة ,لم تضف الى تلك القوات الا الفوضى,فليس من المعقول ان يبنى الجيش العراقي بتوزيع الرتب العسكرية اعتباطيا ومزاجيا على كثير من الاشخاص بعضهم لايحمل شهادة الدراسة الابتدائية(انا شخصيا اعرف اكثر ضابط كبير لايقرأ ولايكتب بعضهم دمج عن طريق حزب الدعوة ,واخرون عن طريق المجلس الاعلى, وبدر,الخ.),ولايمكننا تبرير تلك الخطوات الا بمؤامرة اقليمية او شخصية لابقاء الجيش العراقي بعيدا عن قدراته القتالية الطبيعية,ولهذا تجد ان الشعب العراقي وخصوصا منتسبي الجيش العراقي السابق يستغربون دائما من الاخطاء العسكرية الكبيرة التي تحصل بشكل مستمر,
ولنرى كيف روى اهل احد ضحايا الجيش العراقي قصة استشهاد ابنهم,الذي استشهد قبل ايام في حدود محافظة بابل,تبدأ القصة حين اشتبه مجموعة من الجنود بهوية مجموعة من الارهابيين …فتم ملاحقتهم..هرب هؤلاء ودخلوا قريتهم..فيقول الجندي الجريح خرج علينا الرصاص من كل مكان في القرية..كان هذا في اتصال هاتفي مع اقربائه قبل ان تقطع اوصاله وتوضع في اكياس..اتصل الجندي بوحدته فقالوا له ليس عندنا اوامر بالتحرك..اتصل بأبن عمه في محافظته ..طالبا النجدة صارخا..الحقوا بي جائني الارهابيين..فسقط الموبايل من يده..فسمع الارهابي من اقرباء الجندي انه سيد..فزاد التعذيب والتمثيل بجسد الجندي..واتصلت الوحدة اخيرا بأهله تعالوا خذوا ابنكم معلب بالاكياس,هذه القصة وغيرها كثير ,تكررت دون ان تفهم القيادة العامة للقوات المسلحة,ان مسألة الدعم والاسناد(يسمى في الحروب قديما بالمدد)المطلوبة للجندي في ارض المعركة امر ضروري لتحقيق النصر,ثم هل يعقل ان تصدر الحكومة العراقية تعميما لاصحاب البيوت المفخخة من انها ستعطيهم التعويض المجزي عن بيوتهم المدمرة بالتفخيخ,مما جعل البعض يتساهل مع الارهابيين ويتعاطف معهم لتفخيخ بيته(كان المفروض ان يرفق القرار بشروط منها ان يقوم صاحب البيت بالتبليغ عن ان بيته مفخخ او يحتمل انه كذلك)
المعركة ليست مع الارهابيين الدخلاء فقط, وانما هناك خونة عراقيين تعاملوا مع الارهاب منذ عام2003ولازالوا يقدمون الدعم والغطاء الامن لهم,يقول بعض الجن
ود المرابضين في المناطق الساخنة,الكل هناك في النهار عراقيين اخوة,وفي الليل لانستطيع ان نمد رؤوسنا الى خارج المواضع لكثرة القنص الخارج من البيوت المجاورة……
هذه المؤامرات التي يشترك فيها مع الاسف بعض العراقيين المحسوبين على السنة العرب والاكراد,والمتحالفين مع الدول المعادية للعراق(السعودية-قطر-تركيا,الخ.),يجب ان تتوقف بقوة القانون والسلاح,كفى مضيعة للوقت,واهدارا واستخفافا بدماء ضحايا الارهاب, فالمعركة مع الارهاب لايمكن التهاون والتقاعس عنها,ولايمكن قبول اية تبريرات ساذجة غايتها امتصاص غضب الشارع النازف دما وحزنا, ونقولها صراحة دون تردد اذا كانت ولايتك الثالثة كسابقاتها يا ابو اسراء فتنحى يرحمك الله,فكما قلت سابقا الولاية الثالثة او الدورة الانتخابية الاخيرة هي من سيحدد مصير العراق,اما الثبات واما التفكك والانهيار.
فلازالت ايدي الشرفاء من ابناء شعبنا الابي على زناد الاسلحة الجاهزة للحرب,وايادي اخرى تقدم اوراد الاخوة الوطنية,ومن لايريد ان يتقدم مع الزمن ويتحرك مع التاريخ والواقع والمستقبل,عليه ان يبحث عن وطن اخر, بعيدا عن بلادنا المقدسة…