اعلنت وزارة التعليم العالي عن جائزة باسم اللغة العربية وآدابها وحددت شروطها بان يكون المتقدم حاصلًا على شهادة الماجستير أو الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها, وان
يقدم كل مشارك بحثًا علميًا واحدًا منشورًا في مجلة علمية محكمة ومبتكرا ويشكل اضافة علمية ملموسة .. وتتضمن جوائز مالية وغيرها من الشروط التي تسهم في رصانة الجائزة وديمومتها وابعادها عن الشكلية في منحها .
الواقع يجب ان تكون هذه الجائزة ليست اضافة عددية لأنواع الجوائز المنتشرة في البلاد والعالم العربي , وانما نوعية يشار اليها بالبنان للأبداع فيها ,علاوة على ذلك ان العراق فيه عدد من اللغات التي تعبر عن آداب قوميات عريقة واصيلة , ومعترف بها قانونا وواقعا , وهي وسيلة لتفاهم واتصال الملايين من العراقيين فيما بينهم ومع الاخرين , فمن حقوق المتحدثين بهذه اللغات القومية ان يكون لها جوائزها التي تشجع على تنميتها وتطورها …
اولى الملاحظات اشتراط ان يكون المتقدم حاصلا على شهادة عليا فيه غبن للكثير من الكفاءات, فليس بالضرورة كل من حصل على الماجستير والدكتوراه هو اقدر من حملة البكلوريوس مثلا , ولنا بالوثائق كيف انهم نالوا شهاداتهم بالتزوير ومنحت لهم لقاء مبالغ مادية او بالغش من بلدان الجوار .
اعتقد هذه الجائزة اذا ارتبطت ادارة وتقيما بالمجمع العلمي للغة العربية او بيت الحكمة, وقد تتشارك مع الوزارة او أي جهة اخرى ذات اختصاص تزيد من ثقل الجائزة وتحفز على المشاركة والطموح لنيلها , فهي اقرب الى التخصص من حيث البحوث وموضوعاتها , وبعيدة عن المركزية التي ربما تحد من تطويرها .
العراق المتعدد بحاجة ماسة ان تكون لغاته تحت الابصار والعناية على قدم المساواة في الاهتمام حسب الظروف وتمنح الفرص لتطورها وتشجع على نشرها من خلال تعضيد طباعتها .
وهذه اللغات العربية والكوردية والتركمانية والسريانية كلها لغات حية ومنتجة على صعيد الفنون والآداب كافة وتتعشق المفردات فيما بينها , وتوجد مؤسسات ثقافية معتبرة تمارس من خلالها خطابها , فمن غير الصحيح حرمانها من هذه الخطوة الجيدة والسليمة ومن المنافسة في بلد واحد على تقديم الافضل والاكثر ثراء وتلاقح , وفي بلدان اخرى خلقوا ابجدية لشعوب لغتها محكية , فأسهمت بتطوير وتعزيز متانة وحدة بلدانها .