ردًا على الكاتب الكويتي حسن علي كرم: خور عبد الله.. المسألة لم تنتهِ والشعوب لا تقبل الظلم

ردًا على الكاتب الكويتي حسن علي كرم: خور عبد الله.. المسألة لم تنتهِ والشعوب لا تقبل الظلم

قبل أن أبدأ لا بد لي من أن أشكرك يا أستاذ حسن على إشارتك لبعض النقاط الإيجابية في مقالك خصوصًا ما يتعلّق بتمجيدك لأواصر الأخوّة بين الشعبين العراقي والكويتي والتأكيد على احترام الشباب العراقي فهذا أمر يُحسب لك ويعكس حرصًا نابعًا من الشعور بالمسؤولية لا سيما في هذا الزمن الصعب الذي تراجعت فيه القيم الإنسانية أمام المصالح السياسية الضيقة.

لكن وبعد هذا التقدير الافتتاحي أسمح لي أن أوضح جملة من الحقائق التي غابت عن مقالك أو تم تجاهلها عمدًا وعلى رأسها مسألة خور عبد الله التي وصفتها بأنها منتهيةولا قوة تغيّر الواقع“.

حين تقول إن خور عبد الله مسألة منتهية، فأنت تتحدث من منطلق القانون الدولي واتفاقيات ما بعد 2003 ولكنك تتجاهل أن من صنع هذا الواقع الجديدهم مجموعة من الفاسدين في العراق ممن باعوا الأرض لقاء مناصب أو أموال وهو أمر لم يعد خافيًا بل اعترف به بعض المسؤولين الكويتيين أنفسهم في أكثر من تصريح حين تحدّثوا بصراحة عن دفع الأموال لكسب توقيع نواب ومسؤولين عراقيين على اتفاقيات لا تخدم العراق.

هل تظن أن توقيع نائب فاسد أو وزير مرتشٍ يُلزم شعبًا بأكمله؟ لا يا أستاذ حسن. الشرعية لا تُؤخذ من توقيع من باع صوته بل من الشعب الذي خرج مرارًا يصرخ بأن ما حدث في خور عبد الله هو ظلم واضح لا يمكن السكوت عنه. واسمح لي أن أؤكد لك أن لا رئيس وزراء في العراق — كائنًا من كان — يملك أن يفرض على الناس ما يرونه خيانة ولا الأمم المتحدة ما دامت القضية تتعلق بهوية وطن وسيادة أرض.

اتفق معك تمامًا حين قلت إن البعث والبعثيين هم من دمّروا العراق، ولكن هل نسيت من دعمهم في الماضي؟ هل نسيت العلاقات الدافئة بين نظام البعث والسلطة في الكويت في فترات معينة؟ أم نسي البعض أن بعض الأنظمة الخليجية ومنها الكويت دعمت صدام حسين في حربه ضد إيران وساهمت في تعزيز نظامه الذي انتهى بغزوكم؟

لا نبرر للغزو ولا ننسى جراحه ولكن لا يجوز أيضًا أن نتناسى جذور الكارثة التي ساهمت فيها أطراف كثيرة.

نحن لا ندعو إلى صراع ولا نبحث عن نزاع جديد.لكننا نؤمن أن الحق لا يسقط بالتقادم وأن الحدود التي تم رسمها في ظل الاحتلال الأميركي وبمباركة فاسدين ليست مقدسة ولن تصمد أمام صوت الشعب. وما ضاع حق وراءه مطالب وهذه ليست كلمات خطابية بل قناعة راسخة في قلب كل عراقي يعرف معنى الكرامة.

يا أستاذ حسن إن أردنا بناء علاقات متينة بين العراق والكويت فعلينا أن نواجه الحقائق بشجاعة وأن نتوقف عن تسويق واقع مفروضلا يعترف به الناس. خور عبد الله ليس قضية انتهت بل قضية تتجدد في ضمير العراقيين. والتاريخ لا يُكتب بأموال الصفقات، بل بدماء الشعوب وإرادتهم.

ملاحظة شخصية لا بد منها:

أقولها حتى لا يُزايد عليّ أحد: أنا لست بعثيًا ولا مأجورًا بل من عائلة دفعت ثمنًا باهظًا من دمها وألمها. ما زلنا حتى اليوم نبحث عن قبر والدي أحد ضحايا المقابر الجماعية التي ارتكبها نظام البعث الدموي. نحن من رفضنا غزو الكويت ووقفنا ضده بينما كان بعضكم في حينها ينشد القصائد للطاغية صدام حسين ويصفق له في الساحات.

أحدث المقالات

أحدث المقالات