ما حصل في الموصل، اليومين الاخيرين، هي بداية الوهلة وليس نهايتها. من يعتقد ان الارهاب قد حوصر، في الفلوجة، واتجهوا نحو الصحراء. كما تدعي قوات الاعلام الحكومية!، هو امر خاطئ، اليوم ذهبت الموصل سدى، وبالأمس كانت الرمادي وسامراء، وبات ليس من الصعب، ان نستيقظ صباح السبت القادم، ونرى الرايات السوداء قد دخلت الكوفة.
تعين الان، ان تعي الكتل السياسية خطورة الامر، بالنسبة الى الاسراع في الاتفاق حول الصيغة النهاية للحكومة، لم يسلم الامر، اذا بقيت الاطراف تتحرك بشكل فردي، في الازمة، “حزمة الحطب لا تنكسر إلا اذا انفردت”.
من الغريب جدا، تحرك القوى السياسية، على ابواب الاتفاقات التحالفيه من اجل تقسيم السلطة فقط. بينما يصبح التفرد في القرارات، اثناء المواجهة. كان من الممكن، قبل التحرك نحو الدعم الدولي، هو استشارة الشركاء في الامر.
خيمة التحالف الوطني،باتت الآن، تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة امام الله والشعب. منْ يحوج عنها يخسر. لمن يريد ان يكون لتاريخيه، وصمة شرف، فلابد ان يمضي الى طاولة الحوار، والنقاش، وليس طاولة “تقسيم ألكعكة”.
الحكومة لابد ان تستعيد حساباتها، في اختيار صاحب المهمة، من تواطأ في واجبه، يكون خائنا فمحاسبة المقصرين، بات امرٌ وطني، وللقضاء حصة في اكتشاف الامر.
ما حصل في الانبار والفلوجة، هو محصلة لما يحدث في الموصل. من يكرر خطأ الانبار في الموصل، لا يمكن ان يدير ملفا امنيا كبير، بحجم هذه الكارثة. الاستعانة بالشركاء، والمشاورة مع اصحاب الخبرة، والمركب الواحد، يعطي للأزمة اكثر من حل.
المواجهه اليوم، لم تعد سياسية فقط، بل اصبحت تهدد مشروع كامل للمنطقة. ولم تخرج عن الاطار الطائفي الذي حملته شعار لها. ان لم تكن سياسي، كن رجلا وطنيا، وتحمل جزءا من عقيدتك التي تشهد خطر اليوم. حيث اصبح الحياد تواطؤ والسكوت خيانة.