سؤال إلى معالي وزير الموارد المائية المحترم

سؤال إلى معالي وزير الموارد المائية المحترم

منذ عقود طويلة، ارتبط تاريخ العراق بأزمتين كبيرتين متعاقبتين: الفيضانات والجفاف، وهما يشكلان تهديدًا مستمرًا لحياة المواطنين وبنية البلاد التحتية. فقد كان الفيضان يودي بحياة الناس ويدمر الممتلكات، فيما كان الجفاف لا يقل خطرًا، إذ كان سببًا في وقوع مجاعات وانتشار أمراض أودت بحياة الآلاف.

وليست أزمة الفيضان وحدها التي حفرت أثرها في التاريخ، بل كان للجفاف أيضًا نصيب كبير، حتى في الأزمنة التي لم تكن فيها السدود قد أُنشئت في دول المنبع كتركيا وسوريا والعراق. وهذا يدل على أن الجفاف والفيضان معًا ابتلاءان طبيعيان، لا بد من مواجهتهما بحكمة وعلم.

لقد تمكنت الدول المتقدمة من مواجهة هذه التحديات من خلال بناء السدود وتنظيم الموارد المائية، ليس فقط درءًا للفيضانات، بل أيضًا لتأمين المياه خلال مواسم الشح والجفاف. كما أن العديد من الدول النامية حصلت على دعم فني وتقني من الدول المتقدمة لإنشاء منظومات مائية متكاملة تساعد على إدارة المياه بشكل فعّال.

ولم يكن ملف المياه في السابق تحديًا سياسيًا بقدر ما كان تحديًا طبيعيًا، لكن بعد النهضة الصناعية، وتزايد عدد السكان، وتوسع العمران، وظهور الدولة الحديثة، أصبح للمياه بُعد سياسي واستراتيجي بالغ الأهمية.

معالي الوزير، لا أطيل على سيادتكم، فأنتم الأعلم بهذا الملف الحساس، لكني أود أن أعبّر – ومعي شريحة واسعة من أبناء الشعب – عن مجموعة من التساؤلات التي تدور كثيرًا بين المواطنين، وقد تبدو بسيطة أو عفوية، لكنها في الحقيقة تعكس اهتمامًا عامًا بقضية المياه، والتي تمثل شريان الحياة.

الأسئلة:

1. هل من الممكن إنشاء سلسلة من السدود المتعاقبة على نهري دجلة والفرات داخل الأراضي العراقية للسيطرة على المياه وتنظيمها بشكل افضل واستغلالها سياحياً واقتصادياً .

2. ما هي النسبة التقريبية من مياه دجلة والفرات التي تصب في الخليج العربي دون أن تُستثمر؟

3. هل توجد إمكانية أو دراسة لبناء سد كبير عند نقطة التقاء دجلة والفرات (شط العرب) لتنظيم المياه وتقليل الفاقد منها؟

4. هل يمكن فنيًا وبيئيًا إعادة توجيه مجرى دجلة أو الفرات إلى مناطق وسط أو شمال العراق لتعزيز التوزيع الجغرافي للمياه؟

5. هل من الممكن إنشاء خزانات أو أحواض مائية عملاقة تُستخدم لتخزين المياه خلال فترات الوفرة، ثم نقلها بواسطة أنابيب إلى الأهوار والمناطق التي تعاني من شح المياه؟

6. ما هو الحد الأقصى للاستفادة من المياه الجوفية (الآبار الارتوازية) في العراق، وهل هناك خطة وطنية لاستثمارها بشكل مستدام؟

7. هل يمكن تعويض الآبار الجافة بتغذيتها بمياه عذبة من الخزانات أو مصادر أخرى لضمان الاستمرارية في استخدامها؟

8. هل يمكن إنشاء قناة مائية كبرى – على غرار قناة السويس – في صحراء العراق تمتد إلى نهر الفرات أو حتى إلى الساحل السوري وتكون ممراً مائياً لدول العالم في نقل البضائع والنفط، والسياحة، وبناء محطات تحلية على ضفافها؟

9. هل من الممكن الاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية الرائدة في مشاريع تحلية مياه البحر الأحمر والخليج، ومدّ أنابيب لتغطية المناطق المحتاجة بالمياه، بما يوازي امتداد دجلة والفرات؟

10. هل يمكن الاستفادة من تجربة إيران في نقل المياه من بحر قزوين والخليج إلى المناطق الداخلية لمسافة تتجاوز 2000 كم، رغم توفر الأنهار والأمطار لديهم؟

11-هل يمكن ان تخصص الحكومة العراقية جزء من اموال البترول بعد زيادة الانتاج والتصدير  لمشاريع السدود والاحواض والخزانات والقنوات المائية والانابيب ومشاريع تحلية المياة العملاقة وبما يحقق امن غذائي .

معالي الوزير، نأمل أن تحظى هذه الأسئلة باهتمامكم، وأن يتم توضيح ما يمكن توضيحه منها للرأي العام، بما يعزز الثقة ويدعم ثقافة الوعي المائي لدى المواطنين.

وان نسأل الله أن يوفقكم في خدمة هذا البلد.