22 نوفمبر، 2024 10:29 م
Search
Close this search box.

العراقيون : يصطادون انفسهم .

العراقيون : يصطادون انفسهم .

الصياد يخدع ضحيته , يقدم لها طعماً يناسبها , يصبر عليها ويتابعها , واذا ما افلتت منه , فلن تعود اليه بسهولة وتكون شديدة الحذر , حتى السمكة التي يقال عنها ” بلا گلب ” يحتاج الصياد جهداً لأستغفالها , ولا يوجد بين الكائنات من يذهب ــ متطوعاً ــ بأتجاه صياده ضحية مجانية الا العراقيين , يجتازوا مخاطر المفخخات والبهائم الأنتحارية ويقدموا الضحايا حتى يصلوا صناديق الأقتراع ليصطادوا انفسهم  .
ثلاثة دورات انتخابية , يمنحوا ثقتهم واصواتهم لمن خدعهم وسرقهم وهرب ثروات وطنهم وارزاقهم وتواطأ مع الأرهاب على حساب دمهم , ووضع حاضرهم ومستقبل اجيالهم بين فكي مطحنة الأحتمالات المفجعة , كتل تتوافق وتتحاصص بقايا ( لشـة ) عراقهم , جعلوا من الدولة عشيرة والوطن طائفة  والمذهب مصيدة  .
اربعة اعوام , فاصل كارثي بين خسارتين انتخابيتين , ينزف العراقيون المتبقي من ادميتهم , وخلف طبول التجهيل والأستغفال , يلهثون فاقدي الرشد كل خلف مرجعيته , كاسراب مدجنة يهرول الشيعي خلف مراجعه العظام, والسني خلف شيوخ الأفتاء العظام, والكوردي خلف رؤساء احزاب عشائره العظام, هكذا حتى يسقطوا وحاضرهم ومستقبل اجيالهم في مصائد صناديق الأقتراع , ليستيقظوا من داخلها مكبلين بالندم والحزن وضمادات التعصب والكراهية لبعضضهم استعداداً لدورة انتخابية جديدة حيث ذات المصائد الطائفية العرقية . 
داخل مصيدة اللاامن واللاخدمات ولا ( وصلة كرامة ) يغمس فيها العراقيون وقتهم الضائع , يقفوا وجاً لوجه امام مسلسل اسرار تشكيل الحكومة الملونة بالخطوط الحمراء والنوايا السوداء والوان اخرى تضيفها كتل الأختراقات الأقليمية والدولية , خلطة مركبات , شراكة حقيقية وفريق الأقوياء المتجانس المتفاهم المعزز بالمقبولية الأقليمية حتى يتم تشكيلها وتقاسم ( كعكتها ) رئاسات ووزارات خدمية ونفعية , تضاف اليها مركبات جديدة , لينتهي الأمر بالعراق , لوحة معتمة الألوان ينقصها لون الفرج .
عشرة اعوام : تتكرر ذات الوجوه والأسماء والشعارات والوعود وقذارات الخطوط الحمراء واكياس فساد الشراكة الحقيقية والفريق المتحاصص , يكذبون ينافقون يسرقون ويهربون , جعلوا من الوطن سرير لنزوات وشهوات فسادهم , بعضهم فوق بعضهم وجميعهم فوق الناس , ما اقبحهم يحاولون الآن تلويث ثوب المراجع الدينية بفائض قذاراتهم ورسائل خطاياهم, يدعونها للخروج عن جغرافية رسالتها وقيمها السماوية , لتقطع خيوط العلاقات الروحية بينها ومقلديها , كي تدخل في تفصيلات عهرهم السياسي المموه بطلاء الأيمان الكاذب , المراجع الدينية والأجتماعية تعرف جيداً حدود وظيفتها , فهي ليست دولة ولا دستور او قوانين او مؤسسات حكومية , تلك الأمور شأن حياتي , يمارسه المواطن ضمن سياق همومه اليومية , من بيوت العبادة فقط , يبدأ المؤمن طريقه الى النعيم المؤجل في الأخرة , فكيف يحق لسفلة السياسة , ان تطلب من المراجع الموقرة الأقتراب من دبق قذاراتهم .. ؟؟؟ .
” شراكة الفريق القوي المنسجم المستجيب لمطاليب الشعب والتصدي للتحديات التي تواجه البلد ” هههههههه وعلى هل الرنه ؟؟؟ .
بربكم , هذا اللملوم المدعي , له ممثلين في الرئاسات والوزارات والسلطة التشريعية والمحافظات , مالذي قدمه ” للشعب والوطن ” غير ملفات فساد خطيرة وجرائم جنائية اخطر وتواطيء مشبوه مع الأرهاب , يريدون من الناس ان يصدقوا ليستعجلوهم الوقوع في مصائدهم القادمة, لقد اتسعت مساحة تلوثهم الأخلاقي الأجتماعي والروحي, حتى شملت كامل الممارسات والسلوكيات, وليس من السهولة الأغتسال من النتن الذي اكتسب خواص الطبع ,لا يحررهم من عفونته سوى الكفن . 
الأغلبية البرلمانية ( السياسية ) مشروع خطوات وطنية لا غبار على مضمونها سواء كان الداعون اليها جادون او غير جادون, ائتلاف دولة القانون والأطراف المتفقة معه على تشكيل حكومة الأغلبية , وكما هو معلن , قد ضمنوا الـ ( 175 ) مقعداً كأغلبية مريحة , مالذي يمنعهم من اعلان تشكيلة الأغلبية ويتركوا اصحاب الخطوط الحمراء ومشاريع الشراكات الحقيقية على بغلاتهم حتى يترجلوا خائبين تاركين صخلة مزايداتهم وادعاءاتهم وعنجهياتهم تصرخ ( تمعمع ) فسادهم من تحت الأبط .
القوة الحقيقية , هي تلك التي يستمدها المخلصون من ثقة وتأييد الرأي العام وحراك الشارع العراقي لا غير , بعكسها تبقى اكاذيب تقف خلفها ملفات فساد ولصوصية مغلقة , يحاولون في شراكة الفريق القومي المنسجم , الألتفاف عليها استغفالاً للقانون والأفلات من مواجهة الأسئلة الملحة المشروعة للملايين ” من اين لك هذا وذاك ..؟؟؟ ” انها شراكة لأذلال القانون وكسر هيبة العدل وحق الناس وحقوقهم , ورقة نافقة تالفة نضجت اسباب تجاوزها .
بنات وابناء العراق … عليهم فقط ان يتذكروا انهم عراقيون , ليس من طبعهم الضعف والتخاذل والتمزق وسهولة التقسيم , انهم ذات خالدة لا تقبل القسمة على اصفار التبعية والعمالة والسمسرة واختراقات من لا يريد خيراً لوطنهم , ليبدأوا من حيث شارعهم العراقي , عراقيون نظيفي الوعي والضمير واقفون على اقدامهم لأصطياد من ينصب لهم شراك الوقيعة .

أحدث المقالات