22 نوفمبر، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

 إعلان الطوارئ بعد معركة الموصل

 إعلان الطوارئ بعد معركة الموصل

معركة الموصل التي تدور رحاها في أحياء محافظة نينوى بين جيش المالكي وفصائل مسلحة متنوعة ،هي المحطة الأخيرة لرئيس الوزراء نوري المالكي  قبل إعلانه حالة الطوارئ والأحكام العرفية في العراق،بعد أن فشل في الحصول على الولاية الثالثة رغم فوز كتلته بالتزوير الواسع في عموم المحافظات بفضل هيمنته على المفوضية العليا للانتخابات وسيطرته على مراكز الاقتراع بشكل تام ،إضافة إلى استحواذه على أصوات الجيش والشرطة بالترغيب والرهيب وهذا ما أعلنه شركاؤه في التحالف الوطني وغيره ،واثبتوا ذلك بالأدلة والصورة والصوت،وهذا ليس محل حديثنا الآن ،ولكن ما يجري من حرب حقيقية على الشعب بحجة واهية أبطلها الواقع بوجود ما سماه(داعش) في الانبار ونينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين وحزام بغداد،الأمر الذي جعله يشن حربا طائفية على هذه المحافظات ،استخدم فيها كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ،من صواريخ ومدفعية وراجمات وطائرات وبراميل متفجرة ألقاها جيشه على أهالي هذه المدن مرتكبا مجازر وحشية يندى  لها جبين الإنسانية ،وكلنا يعلم شعاراته التي أطلقها على هذه الحرب من شعار الحرب بين أنصار الحسين وأنصار يزيد  إلى بيننا وبينهم بحر من الدم إلى علي وياك علي إلى يا لثارات الحسين وغيرها من الشعارات الطائفية المستفزة للطرف الآخر ، مبتدئ من الانبار والفلوجة التي أثخنها جراحا دون أن يستطيع النيل منها أو يحقق أي نصر ولو كذب عليها ،وظلت الفلوجة عصية على دخول شبر منها من قبل جيشه وميليشياته الطائفية قوات بدر وعصائب الحق وحزب الله البطاطي وفيلق القدس الإيراني وغيرهم ،وهكذا جرب مع ديالى وارتكب مجزرة بهرز بميليشيات سوات وعصائب أهل الحق ،إلا أن مجزرة بهرز فضحته أهدافه السياسية التي أراد من ورائها تحويل الأنظار إليها ،وهكذا اتجه إلى سامراء وجرب أن يحرف الأنظار لأهم مركز ديني هو مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام لإشعال فتنة طائفية كبيرة في العراق ويرسل رسالة إلى شيعة العراق وغيرهم بأن في خطر كبير وان (داعش) ستفجر المراقد وهكذا أجج الشارع الجنوبي طائفيا وأخذت الأصوات الطائفية المبحوحة تنطلق في الشوارع طالبة التطوع لحماية المراقد من التفجير المزعوم ليقول للشيعة أنني الوحيد القادر على حماية الشيعة والمراقد  ،لكي يعيدوا أعادته إلى الولاية الثالثة وبذلك يخوف الشيعة وشركاءه في التحالف انه المنقذ الوحيد لهم من خطر داعش ،وهكذا انفضحت أهدافه في سامراء وفشلت خطته في تفجير المرقدين(حسب معلومات من داخل التحالف الوطني )، واثبت أهل سامراء الاصلاء أنهم الاحرص على حماية المراقد ومنذ مئات السنين ولا خطر عليها من أية جهة إلا جهات إيرانية لإشعال الحرب الطائفية كما فعلتها إيران وحسب جورج كايسي عام 2006 عندما فجرت مرقد العسكريين ،وألقت التهمة على أهل أل(سنة ) وحصل ما حصل ،إضافة إلى السيد مقتدى الصدر قد اصدر بيانا من النجف دعا فيه أهل سامراء لتشكيل جيش من (السنة ) وشباب سامراء لحماية المرقدين من (طاغية العراق الذي يريد تفجير المرقدين لإحداث الفتنة) ،واليوم يستهدف المالكي وجيشه نينوى الرماح مدينة الموصل الباسلة ،وهاهو يحشد جيشه ويقوم بحربه على نينوى والحجة جاهزة دائما وجود داعش فيها ،وبغض النظر  عن وجود مسلحين من  ما يسميهم داعش أو جماعة النقشبندية أو أنصار الإسلام وغيرها من الفصائل الأخرى ،والذي وصفهم محافظ نينوى وقادة عمليات نينوى بأنهم مجموعة تقدر ب(400 شخص) يستقلون همرات جلبوها من الفلوجة وسيارات مدنية وأسلحة أحادية ،فهل  هؤلاء يستحقون ان تحشد لهم أربعة فرق عسكرية هي الفرقة الثانية والثالثة شرطة اتحادية وفرقة شرطة المحافظة المحلية وقوات سوات وغيرها من القوات المتجحفلة معها ،دون أن تستطيع هذا القوات من مواجهتهم إلا بالطائرات والصواريخ والهاونات وارتكاب مجزرة حي صدام ومجزرة 17تموز وحي النجار ،وتقصف الأحياء بالهاونات والطائرات والصواريخ ،لتقتل (إرهابي هنا وإرهابي هناك) مقابل مقتل عوائل بأكملها ،اهكذا تدار المعارك في حرب المدن،أم انه إما غباء أو انتقام ،ونحن نؤكد الهدف الثاني إضافة إلى نزوح جماعي لعشرات الأحياء في الساحل الأيمن يقدر أعدادهم بنصف مليون إنسان،إذن نحن إزاء إبادة بشرية مقابل صمت دولي وعربي مهين ،نعم مدن تباد بأكملها بالغرق والحرق والقنابل والصواريخ والطائرات والبراميل المتفجرة ،دون تهتز نخوة العالم الغارق في الجريمة ،لتظهر هيلاري كلنتون الساقطة لتعتذر من موافقتها على الحرب على العراق (وأين نصرف هذا الاعتذار )والعراق يذبح من الوريد إلى الوريد من قبل إدارة اوباما الجبان الذي يزود حكومة المالكي بالطائرات والصواريخ والدبابات والمدفعية لقتل الشعب العراقي الجريح ،ألا تجري إبادة وتهجير قسري لأهل الموصل من قبل حكومة وجيش المالكي التي هي مسئولة مباشرة ولا يعفيها أي تبرير بوجود فصائل مسلحة عن امن المواطن وإبعاد شبح الحرب والأذى عنه ،إلا أن جيش المالكي يتعمد في قتل أهل نينوى وتهجيرهم وضربهم بالهاونات والصواريخ والطائرات كما يحصل الآن في هذه اللحظة في نينوى ،ويفرض حضرا للتجول لتجويع وإذلال أهلها ،كل هذا ليرسل إشارة لأسياده وشركاءه انه قادر على دحر الارهاب ،ويتناسى انه هو وجيشه من يمارس أعلى درجات الارهاب مع شعب العراق ومحافظاته المنتفضة ضده،لذلك سيفشل أيضا في نينوى ،وسيعلن بعد أسبوع أو اقل  الأحكام العرفية ،وإعلان حالة الطوارئ في العراق ليبقى في السلطة ،ويضمن الولاية الثالثة بالقوة والإرهاب الذي سيمارسه السلطة ضد خصومه وشركائه معا ،أما ما يسميهم داعش نوري المالكي فقد أصبحت سيرتهم (قوانة )مشروخة وصناعة معروفة المنشأ والهدف،وان أهل نينوى من الذكاء يفرزون ويعرفون من هم الثوار الحقيقيين ومن هم من يقاتل نيابة عن إيران باسم الجهاد المزيف ،وهم صناعتها المستوردة إلى العراق ،من يقاتل من الفصائل المسلحة المعارضة هم أبناء الشعب وثوار العشائر ولا يقبلون أن يقاتل نيابة عنهم احد ،ممن يسميهم المالكي وإعلامه ب(داعش) ،وهو يقصد كل أهل السنة والمعارضين له بهذا الاسم ،ويضعهم تحت بند (4سنة والآن 4داعش) وهي تهمة جاهزة لكل من يخالفه ويعارضه ،ولكي لا نذهب بعيدا عن المشهد السياسي والعسكري الذي يعيشه العراقيون ،وهو مشهد شديد القتامة والسوداوية ،وضعهم فيه المالكي هو لا غيره وبدعم مباشر من إدارة اوباما وحكام طهران ،فإننا سندخل بعد حرب المالكي على الشعب في الانبار ونينوى وسامراء وديالى إلى نفق اظلم من هذا النفق واخطر منه ،ألا وهو إعلان حالة الطوارئ في العراق وتعطيل البرلمان والحكومة، ويتفرد المالكي بمقاليد السلطة الدكتاتورية وتطبيق الأحكام العرفية ،وسيبتدئ بفتح ملفات معارضيه من النواب والوزراء وغيرهم ،بعدما فشل في حروبه العبثية ،حيث سبق له وان قدم مشروع السلامة الوطنية التي هي عبارة عن إعلان الطوارئ والحرب معا على الشعب ،وهاهو يصل لهذه المرحلة بعد فشله في الحصول على الولاية الثالثة ،لذلك ستكون محطته الأخيرة هي إعلان الطوارئ وإدخال البلاد في النفق الأشد ظلاما ،وهو نفق التفرد بالسلطة بدكتاتورية طائفية لإنهاء الخصوم والإجهاز عليهم باسم القانون والدستور المسخ ،الذي أنتج حكومات طائفية مسخ وأحزاب هزيلة عميلة لا تمت للوطن بولاء أو انتماء ..نعم سيعلن المالكي قريبا جدا بعد معركة الموصل مباشرة الطوارئ ويدخل العراق في النفق الطائفي الكارثي الطويل..

أحدث المقالات