22 نوفمبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

حكومة يا”محسنين”

حكومة يا”محسنين”

يتداول السياسيون الان مصطلحين لاغراض تشكيل الحكومة القادمة .. وهما  “الشراكة الوطنية” مع اضافة مفردة لا تفصح عن دلالة محددة وهي “القوية”.   والثاني هو الغالبية السياسية مع اضافة عبارة خجولة وهي “لاتقصي احدا”. الخلاف يبدو في ظاهره لغويا ولكنه في حقيقة الامر خلاف جوهري على صعيد المفاهيم اوالدلالات. ما لايبدو ان هناك خلافا عليه بين الطرفين المختلفين هو المعارضة. ففي ظل ترسيخ ثقافة السلطة في العراق فان كلا الطرفين يغيب المعارضة السياسية تماما من عملية التداول السلمي للسلطة. فلا  حكومة الغالبية تقتطع حصة للمعارضة داخل قبة البرلمان بسبب
 انها لاتريد اقصاء احد. وهذا يعني انه في حال بقيت اطراف غير مشاركة في هذه الحكومة المؤمنة باهمية مشاركة الجميع برغم كونها غالبية فمن لا يشارك هو من اقصى او همش نفسه. وهذا يعني ايضا ان هذا الفريق سوف لن يكتفي بالجلوس على مقاعد المعارضة مثلما هو معمول به في كل برلمانات العالم الديمقراطية. بل سوف يجلس “ركبة ونص” للحكومة ويسفه ويعارض بل و”يسخف” كل ما تقوم له حتى لو جاءت بالاسد من ذيله. فهو ليس معارضا لا في الثقافة التي هي غير موجودة ولا من حيث البرنامج الذي تقدمه حكومة الغالبية وسوف لن يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.  
  الامر نفسه ينطبق على حكومة الفريق القوي مثلما يجري تداوله هذه الايام. فهذه الحكومة وبعد ان قدمت للجميع وعلى طبق من ذهب مفهومها وليس برنامجها للفترة المقبلة (بالمناسبة علينا ان نغسل ايدينا من البرامج نهائيا من كل الاطراف) لا تجد في نفسها الحاجة الى ان يكون هناك من يعارضها اصلا. فالجميع سوف يشارك.  في الواقع لم افهم ما المقصود بهذا الكلام الذي هو عبارة عن “داوركيسة” تدل على عمق الازمة بين الفريقين. يجب ان نعترف ان  بعض جوانب هذه الازمة ايجابية. حيث ان هناك تداخل في مفهوم المعارضة بين ابناء المكون الواحد. فالخلافات البينية موجودة
 الان داخل كل البيوت ( الشيعي والكردي والسني). وهناك محاولات استدراج من كل فريق لاطراف من هذه البيوت. وهذا مؤشر ايجابي لجهة كون الاغلبيات لم تعد على اساس طائفي او عرقي. ولكن حتى هذا هناك من يسعى الى تطويقه من اجل اعادة اللحمة لكن ليس الوطنية بل اللحمة العرقية والطائفية. فبرغم الخلافات داخل التحالف الكردستاني الا ان هناك مخاوف من تفتت البيت الكردي. وبرغم الخلافات داخل البيت الشيعي فهناك اصرار على التحالف الوطني. وبرغم التشظي داخل البيت السني فهناك مساع لتكوين اتحاد سني على غرار الشيعي والكردي.  تفسير ذلك ان من لايريد اقصاء احد سوف
 يعمل بكل طاقته على ترضية اطراف في المكونات العرقية والمذهبة باسم الغالبية السياسية. وفي مقابل ذلك فان من  يسعى الى الشراكة القوية فانه كمن يريد العمل وفق خطة حكيم شاكر لكن ليس الكروية .. بل الاعلانية القائمة على مبدا .. “الباب التجيك منه ريح .. لقح ابنك واستريح.

أحدث المقالات