كل يوم نستيقظ ونسمع من الحكومة العراقية عن سقوط مدن يسكنها السنة بيد تنظيم داعش الأرهابي بداية من المناطق الصحراوية في محافظة الانبار الى مدن الرمادي والفلوجة ثم الى شمال بابل ذات الأغلبية السنية ثم أطراف بغداد من أبو غريب واللطيفية والطارمية وغيرها من المدن ثم انتقل الى محافظة صلاح الدين في مدن بيجي وسلمان بيك وسامراء ومدن محافظة الموصل ونسمع من الحكومة ايظا ان كل هجوم لتنظيم داعش الارهابي يتكون من مئات المقاتلين وعشرات السيارات التي تحمل أسلحة متنوعة وأن هذا التنظيم تسقط المدن بيده خلال ساعات فقط ، المعروف أنتنظيم داعش الارهابي يكفر الشيعة لا السنة .أذا لماذا لا يهاجم المناطق الشيعية ويستولي عليها بما يملكه من أمكانيات وتدريبات عسكرية كبيرة ومتطورة كما تدعي الحكومة العراقية ، فأذا كانت القوات الامنية توفر الأمن للمناطق الشيعية وتترك المناطق السنية عرضة لهجمات تنظيم داعش الارهابي فتلك مصيبة ، واذا كانت الحكومة أهملت المناطق السنية لأختلافها مع معظم القيادات السياسية السنية فالمصيبة أعظم خصوصا وأن هذه الهجمات بدأت بعد التظاهرات في المدن والمحافظات السنية .
الغريب في هذا التنظيم الارهابي أنه ومنذو نشأته في سوريا يقاتل المعارضين أشخاص ومدن للأنظمة التي هي متحالفة مع ايران ولايقاتل الأنظمة ذاتها التي يكفرها حسب منهاجه .
لا أحد يستطيع أن ينكر أن الشيعة خصوصا والعراقيين عموما مستهدفين بالسيارات والأحزمة المفخخة ولكن هذا كان موجود حتى قبل ظهور تنظيم داعش الارهابي المنفصل الان عن تنظيم القاعدة الأرهابي الذي كان يستهدف العراقيين والذي لم نعد نسمع شيء عنه اليوم .
كنت سابقا قد تكلمت عن نشأت تنظيم داعش وهيكلته في المقال الذي نشر في أحدى الصحف العراقية المحلية وعدد كبير من المواقع السياسية والذي يحمل عنوان (داعش .فكرة قديمة جديدة) والذي تكلمت فيه عن أن الجماعات الاسلامية أصبحت أحدى أوراق اللعبة السياسية في العالم وهي لاتحتاج الى الكثير من التدبير فقط بعض العناصر الاستخبارتية التي تضحك على عقول الشباب المسلم بسم الدين و راية سوداء مكتوب عليها (لا اله الا الله .محمد رسول الله) وأما السلاح فهو موجود في كل مكان وبالنسبة للتمويل فهذه الجماعات تمول نفسها عن طريق السرقة والأختطاف وأطلاق السراح مقابل فدية وتجارة المخدارات وغيرها من مصادر التمويل فهي تخدم السياسيين والأجندات الدولية والأقليمية وبما أن المالكي ليس بهذا الذكاء لكي يخطط لهكذا أمور فسمح لايران أن تستخدم داعش لأخافة الشيعة وجعلهم يعتقدون أن المالكي المنقذ لهم من هذا التنظيم ولكي تثبت للسنة أن هذه التنظيم سوف يقضي عليهم أذا ما خرجوا عن حضن حكومة المالكي وفي نفس الوقت هي تعمل على تغير ديمغرافية المدن عن طريق أفراغ مناطق حزام بغداد والمناطق المؤيدة الى سوريا من سكانها السنة لكي يكتمل مشروع الهلال الشيعي الموالي لولاية الفقيه .