مُنذُ الوهلة الاولى للتظاهرات السلمية في الانبار وساحات العز والكرامة كما تدعى.!وتغلغل الارهاب بين الناس ذات السجية المفرطة في ارضنا الغربية حيث اطلقوا شعاراتهم في خلاص المدن الغربية من سطوة الحكومة وبطش الجيش الذي لن يثقوا به ولو للحظةٍ واحدة والسبب اعتقادهم انه يمثل جهات سياسية اخرى معادية لمذهبهم الذي مزجوه وانسبوه الى العقيدة المُتطرفة وبطبيعة الحال يبقى هُنا المواطن البسيط متفرج لما يدور من حوله من انتكاسات وخروقات طالما انها بعيدة عنه ولا تمسه كما يعتقد لكن التغلغلات متجذرة في نخر عظام الجسد الواحد طالما هو تحت تاثير افيون (التأسلم) ومخدرالشعوب.
سيناريو التظاهرات كان قائماً على الخفاء وغض الطرف عن حقيقة ما يدور في الاعتصامات فكان التمرير الاول للجماعات المسلحة قائم والتباحث في شؤون السيطرة الداعشية على المدن العراقية مسألة وقت لااكثر وفي الوقت نفسه كان لاستمرار داء العظمة بالتفشي بين قيادات داعش والحكومة بصورة موازية احدهما للاخر الكل يبحث للسيطرة على نطاق الاراضي الغربية لكن الكفة بدأت تميل نحو القيادات الداعشية تحت صمت بعض الناس العزل الذي كان السكوت خيارهم طالما فوهات البنادق موجهة نحو النحور مما زاد القلق لدى الحكومة للتدخل السريع في حل الازمة بعد ما فشلت المفاوضات المفرطة دون جدوى.
الاعلان المسبق وتحشيد الحكومة نحو اقتحام ساحات الاعتصام على عدة نواحي ادى الى التشنج السريع للازمة واخذ منحى الهجوم المعلن من جانب الحكومة والدفاع المستميت من الجانب الاخر لكن سرعان ما اقتحمت الحكومة هذه الساحات و بسطت يديها فوق اراض الانبار وسط سكون ملحوظ ومفاجئ وهرب مسببي الانتكاسة الانبارية الى مجاميع الفلول المختبئة في صحراء اطراف المدينة تحت مطاردات الجيش لهم ليدخل الوضع مرحلة الهدوء ما قبل العاصفة وبقلب المدينة، وبعد ايام من دخول القوات الامنية بدأت الصدامات بين الطرفين حيث تخرج رصاصات الحرب من اغلب البيوت التي كانت تعد آمنة واصبح الاقتتال على مستوى حرب الشوارع مما ادى الى الافراط في الخسائر والدمار ونزوح الاهالي الى المناطق المجاورة للخلاص بأرواحهم قبل ان تُراق وهنا كان الخطر متحول لمحيط كل المدن المجاورة لهروب الدواعش ومن خلفهم صوب المدن الامنة بما فيها سامراء.
تمركز الارهاب في الفلوجة التي تعد المدينة الملهمة والشغوفة للمقاتلين اصبح معلناً الى حدٍ كبير من قبل القاعدة واعوانها والتحضير الى حرب اخرى كان وشيكاً في اراض الفلوجة حيث كانت حواضن الارهاب تكبر وتعشعش في البيوت والمساهم الاكبر لها هوالتأييد الشعبي داخل مدينة الجوامع مما جعل الحكومة تفكر بغمار الهجوم القريب واستغلال الوقت للحد من فرارهم للمدن الاخرى والنزوح باعدادٍ كبيرة صوب مدينة سامراء او الموصل او ديالى، فالقراءات كانت واضحة في تكوين اكثر من جبهة في هذه المدن ليصعب على القوات الامنية من السيطرة على المدن في انٍ واحد ليكسبوا وقت اكثر ودمار اكبر وهو ماتؤكدهُ احداث سامراء وسيطرة الدواعش على مناطق عدة من المدينة حيث اصبح التسلسل الزمني الحاصل بين المدن الساخنة بدايةً في الانبار والفلوجة وسامراء وديالى وانتهاءً بالموصل لانهم يتنقلون بين هذه المدن ليحشدوا الارهاب بتوسيع رقعة الدم ومصادرة ارواح الابرياء في سلسلة من الافلام سوف يطول عرضها.