أضاءة .. حول أشكالية الأحاديث النبوية

أضاءة .. حول أشكالية الأحاديث النبوية

ليس الغرض من هذا البحث المختصر ، سرد التفاصيل المتعلقة بالأحاديث ، من كتب ومحدثين و .. ، ولكن أضاءتي تتعلق     بمدى مصداقية سرد الأحاديث النبوية ! – مع لمحات حول عدد الأحاديث أجمالا ، وسرد مقتطفات عن الأحاديث الصحيحة والضعيفةوالمتروكة ، لدى أهل السنة والجماعة ومدرسة آل البيت .

الموضوع :                                                                                                                              * من أهم كتب الأحاديث لدى أهل السنة والجماعة ، هي الكتب الستة ” 1- الإمام البخاري 2- الإمام مسلم 3- الإمام أبو داود  4- الإمام الترمذي 5- الإمام النسائي 6- الإمام ابن ماجه . أما صحيحا البخاري ومسلم فقد تلقت الأمة ما جاء فيهما من الأحاديث بالقبول ، وأجمعوا على صحة كل ما فيهما إلا ألفاظاً يسيرة جدا . وأما سائر كتب السنن ؛ فإنها لا تخلو من وجود أحاديث ضعيفة في ثناياها ، بعضها نبه عليها صاحب الكتاب ، وبعضها بيّنها غيره من العلماء .. / نقل بأختصار من موقع الأسلام سؤال وجواب ” .                                                                                                                 * أما فقهاء ومحدثي الشيعة ، فلهم مراجع أخرى للأحاديث ، وهي الكتب الأربعة { وتسمى أيضا الأصول الأربعة ، وهي الكتب الحديثية الأربعة ، التي حظيت بمكانة خاصة بعد القرآن الكريم عند الشيعة الإمامية وهي : الكافي ، والتهذيب ، والإستبصار وكتاب من لايحضره الفقيه .. أن أول من استخدم هذا الاصطلاح / الكتب الأربعة ، هو الشهيد الثاني الشهيد الثاني هو زين الدين بن نور الدين العاملي (911 ــ 965 هـ) من أحفاد العلامة الحلي ، ومن أبرز علماء وفقهاء الإمامية في القرن العاشر الهجري .. بعد ذلك شاع استخدامها في المصادر الفقهية / نقل منموقع ويكي شيعة } .

القراءة :                                                                                                                                       1 . بدءا ليس من أتفاق على عدد أحاديث الرسول وفق أهل السنة والجماعة ، وعلى مصدرها ، وحتى على تصنيفها بين جمهور العلماء ... وسأعرض هذه الفقرةمن موقع / أوراق عربية ، الذين تبين بكل وضوح مدى الأختلاف في عدد الأحاديث – تحديدا الصحيحة ، والتي تعطي صورة واضحة عن أشكالية الأحاديث { إنَّ الحديث عن عدد الأحاديث الصحيحة المروية عن رسول الله حديث شائك جدًّا .. فمنها أحاديث الصحيح والضعيف والمنكر والمرسل .. ويقدَّر عددها بالآلاف ، وهذا يعني إنَّ تحديد عدد الأحاديث الصحيحة بشكل دقيق أمر صعب للغاية .. وقد وردت أقوال عدَّة للعلماء ، الذين حاولوا حصر عدد الأحاديث الصحيحة :  يقول أبو زرعة الرازي : “ ومنْ يحصي حديثَ رسول الله ، وقد قبضَ عن 114000 من الصحابة ، ممن رآه وسمع منه . يقول الإمام البخاري : “ حفظت من الصحاح 100000 حديث ، ومن غير الصحاح 200000 حديث ..”. يقول نجم الدين القمولي : “ إن مجموع ما صح من الأحاديث 14000 حديث ”. } .                                                                        مما سبق يتضح لدينا الهوة بين ما قاله الفقهاء ، ووسع الفارق بالأحاديث على أختلافها بين 14 ألفا 200 ألف حديث !. 2 . بالنسبة لمدرسة آل البيت ، نورد بعض التفاصيل حول كتاب الكافي ، بصدد الأحاديث الضعيفة { وان اقدم الكتب الأربعة زماناً ، وأنبهها ذكراً ، وأكثرها شهرة هو كتاب الكافي للشيخ الكليني ، وقد ذكر المحدثون بمدرسة أهل البيت 9485 حديثاً ضعيفاً من مجموع 16121 حديثاً ” .. وهناك رواية أخرى حول الأحاديث الصحيحة في الكافي ” وقد ألف أحد الباحثين – وهو محمد باقر البهبودي في عصرنا صحيح الكافي واعتبر من مجموع 16121 حديثاً من أحاديث الكافي 4428  صحيحا فقط ، وترك 11693 حديثاً منها لم يرها حسب اجتهاده صحيحة.” / نقل باختصار من موقع فيصل نور}. ونلحظ هنا وجود تخبط في أرقام الأحاديث الصحيحة والمتروكة والضعيفة ، وكل ماذكر هو مجرد تخمينات واجتهادات ! .

أضاءة :                                                                                                                                     * بعض التساؤلات التي تتبادر الى الذهن ، لم كان هناك ، الكتب الستة / لأهل السنة والجماعة ، والكتب الأربعة / لأل البيت – للأحاديث الواردة في أعلاه . فهل في حقبة الرسول ، كان هناك مذاهب وفرق ، نعم كان هناك وتحجيما لآل البيت ، ولكن لم ولن يكون هناك فصلا في الأحاديث النبوية بالعموم . ولكن نلحظ من جانب أخر ، أن الكثير من الأحاديث المنشورة ، في الكتب الأربعة ، مصدرها آل البيت حصرا ، وهذا يدل على وجود فرق جوهري بالأحاديث ، بين الكتب الستة والأربعة.  وسأورد مثالا على ذلك ، من موقع المكتبة الشيعية / الكافي – الشيخ الكليني – ج ٢ – الصفحة ١١٦ ، أنقل التالي { ( قال رسول الله : إن كان في شئ شؤم ففي اللسان – عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، والحسين بن محمد .. عن الوشاء قال : سمعت الرضا “ع” يقول : كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين ) و( محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر بن صالح .. عن جعفر ابن إبراهيم قال : سمعت أبا عبد الله “ع” يقول : قال قال رسول الله : من رأى موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ) و ( أبو علي الأشعري .. عن منصور بن يونس ، عن أبي عبد الله “ع” قال : في حكمة آل داود : على العاقل أن يكون عارفا بزمانه ، مقبلا على شأنه، حافظا للسان )} . * معظم الأحاديث المتداولة اليوم ، قد تم فبركتها تبعا للظروف السياسية والمذهبية وتقلبات الحكم والسلطة ، ولأنقل من موقع / أسلام ويب ، التالي الذي يدلل على ذلك { كان الزهري أول من وضع حجر الأساس في تدوين السنة ، ثم شاع التدوين في الجيل الذي يلي جيل الزهري ، فجمعه بمكة ابن جريج ، وابن إسحاق ، وبالمدينة سعيد ابن أبي عروبة ، والربيع .. وبالبصرة حماد ، وبالكوفة الثوري .. ثم جاء القرن الثالث ، فكان أزهى عصور السنة فصنفت المسانيد ، كمسند الإمام أحمد ، وإسحاق ، ثم الصحاح البخاري ، ومسلم ، ثم ألفت بعدها السنن لأبي داود ، والنسائي ، وابن ماجه .. } .                       * والذي يلفت النظر أن تدوين الأحاديث أزدهر في القرن الثالث الهجري ، فكيف يكون ذلك ، وقد أنقضى على موت الرسول ثلاث قرون ، وكل الحفاظ الصحابة وأحفاد أتباع التابعين قد قبروا ، أرى أن معظم ما كتب وسرد من أحاديث ، كان مشكوكا بصحته ، وذلك لوسع الفترة بين ما كتب وبين حقبة محمد . وقد تحدث بذلك أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام   أنقل فقرة منه{ برأي ابن أبي الحديد في كتابه شرح نهج البلاغة أن الخصومات السياسية بين السُنّة والشيعة ، ثم الأمويين والعباسيين ، إضافة للخلافات الكلامية والفقهية بين المذاهب الدينية في العصور الأولى للإسلام ، كانت سببًا في وضع الأحاديث التي هدف واضعوها إلى تغليب فئة على أخرى ، مستغلين التوجُّه السائد حينئذ بتفضيل عدم تدوين الحديث } .

خلاصة :                                                                                                                                بالنسبة للأحاديث وفق كتب السنة والشيعة ، هناك تساؤل : من أفتى بالضعيف والصحيح والحسن و .. ومن كان له المصادر والوثائق والقرائن ليثبت ذلك ، كما أن الأختلاف الواسع بين عدد الأحاديث عامة ، دليل أخر على عدم دقة هذه الأحاديث . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، فأن كل دولة كان لها فقهائها ومحدثيها ، يكتبون وسيف الحاكم على رقابهم . أن صفحات الموروث الأسلامي ، حبلى بالتدليس والتزوير ، ومعظم الذين كتبوا بهذا المجال ، كانوا غير دقيقين وبعيدين عن الحقيقة ، ومثال ذلك البخاري الذي ” جمع الجامع الصحيح ، وذكروا أنه استخرج أحاديث كتابه من بين ستمائة ألف حديث ، وقد أتم كتابته في ست عشرة سنة ” ، فهل يعقل لفرد أن يجمع من 600.000 حديث ، وأن يخرج منها 2761 حديثا / وفي كل حديث كان يتوضأ ويصلي .. أنه مجهود خرافي لرجل واحد – بعدة كتابة أقل من بدائية ، فهل يعقل هذا ! ، ولا بد لنا ان نتأكد من كل واقعة ، ويقول أبن خلدون ” أعمال العقل في الخبر “ .. هذا هو الموروث الأسلامي ، الذي جعل من صحيح البخاري/ المملوء خرافات ، أهم كتاب بعد القرآن . أن الأحاديث هي نتاج عصرها / نتاج دولة يحكمها خليفة مطلقمستبد يعتبر ظل الله على الأرض ، يحكم الفقهاء والأدباء والمفكرين ، ويحكم الشعب ، ويتكلم نيابة عن الله بسيفه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات