لست كالاف العراقيين الذين يروق لهم ان يشبهوا فلان بصدام حسين .. فليس في تاريخ البشرية -ربما- حاكم اذى شعبه تحت ذريعة المصلحة العامة ونجاح العراق وعزته وشموخه- اقول تحت هذه الذريعة الكاذبة – كمثل ما اذانا صدام حسين .. لم اكن اعرف الحقيقة -اقسم بذات الله- الى ان وجدتها في وجهي مع مئات العراقيين في زنازين لا تصلح لكائن بشري .. وانا هنا لا ازايد على احد فنكبات العراقيين تضع ما شهدت من سجن في خانة بسيطة وطفيفة .. فطوبى لكل العراقيين الذين استشهدوا قوافل اثر قوافل من دون ذنب او جريرة من اول ايام حكم حزب البعث الى يومنا هذا ..

واعود واقول .. انا لا احب تشبيه احد بصدام حسين .. فذاك كائن لا مثيل له من حيث الاجرام .. ولكن كلما جاء ذكر الولاية الثالثة وكلمة (ما ننطيها) التي باتت علامة فارقة في زمن العراق الذي امتد من عام 2007 الى اليوم .. تذكرت قاعة الخلد ومحاكمة صدام لرفاقه واعضاء حزبه من الذين ساندوه واووه ووقفوا معه فطعنهم في ظهورهم وقطع رقابهم ورقاب اهلهم ..

فما علاقة قاعة الخلد بالسيد نوري المالكي؟

**

 قاعة الخلد في الذاكرة العراقية لكل الاجيال التي عاشت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي هي القاعة التي قام فيها صدام بالتخلص من رفاقه بحجة انهم قد تآمروا على الحزب والدولة وكلنا نعلم .. لم تكن هناك مؤامرة وانما اراد صدام ان ينتقل الحكم اليه بصورة مطلقة وبدون منازع .. تخلص من اشخاص سبقوه في كل شيء ، وكان لا بد ان يقوم بهذه الخطوة لكي يصبح الكرسي له الى النهاية التي لم يحسب لها حساب وخصوصا وان الامريكان الذين جاءؤا به وبحزبه عام 1963 هم اللذين اطاحوا به ..

ولمن لا يعرف التفاصيل فليذهب الى هذه المدونة وليقرأ وينفجع بقسوة ودموية ذلك الزمان الاسود:

http://saddamscruelty.blogspot.ae/

**

ونعود للسيد نوري المالكي .. والسؤال الاهم هو ليس اذا كان المالكي سيشغل منصب رئيس الوزراء ام لا .. الاهم من هذا الامر هو : هل سيبقى على المجموعة التي طوّق بها نفسه ام لا؟

قرأت لاحدهم جملة جميلة اذ كتب قائلا ..

“لست مدافاعا ولن ادافع عن هذا الرجل الا حين يطعن البعض بعراقيته فالرجل عراقي
لكن يوجد حوله حبربش بس عند الخالق علم بيهم “

**

سألني شخص اجنبي جاء الى العراق مع بريمر سيء الصيت وبقي في العراق مستشار لعدد من الوزارات .. قال .. هل يوجد خصم سياسي كفؤ لينافس المالكي؟ هل هناك شخصية عراقية يمكن ان تأخذ مكان المالكي؟

قال : هل نسيتم صولة الفرسان التي سحب فيها المالكي الجيش الامريكي من انفه ورغما عن انفه ورائه الى البصرة ايام الصولة؟

هل لديكم كتلة سياسية ذات ثقل كاف لينافس دولة القانون؟ 
اياد علاوي الذي صوت في الاردن .. الشخص الذي استهان بأصوات الناس الذين صوتوا له وترك جلسات البرلمان ولم يحضر جلسة واحدة بعدها ؟ ام صالح المطلكَ الذي يطلق على المالكي اسم دكتاتور ثم يتراجع ويقول معالي دولة رئيس الوزراء ؟؟

قلت ماذا عن علي دواي؟

ماذا عن باقر الزبيدي؟

قال هؤلاء لن يصمدوا في مهب ريح العراق ..

**

العراق صندوق العجائب والغرائب ..

معظم السياسيين يرفضون الولاية الثالثة ولكننا لا نعرف النتيجة .. لا احد يستطيع ان يتكهن بمن سيكون زعيمنا الاتي .. ولا احد سيستغرب ان صار المالكي رئيسا للوزراء للمرة الثالثة ..

ولكن ان حصل وصار كذلك وجلس على عرش الامة العراقية 2014 -2018

عليه ان يقوم بعملية تطهير حقيقية بدون اراقة دماء لكل القابعين من حوله ..

نظف بيتك يا مالكي في ممارسة تشبه قاعة الخلد ولا تشابهها في قطع الاعناق.. تخلص من النفس الطائفي 7 مقابل 7 .. كن حاكم العراق كله ولا تكن رئيس حزب الدعوة .. اعط الحكومة الجديدة 6 اشهر (بروبيشن) يعني فترة اختبار .. دبروها كان بها ما دبروها ارسلهم الى بيوتهم ..ولا تفرض علينا اناس مثل السيد عبعوب الذي بات كلامه حول نظافة العاصمة الحبيبة بغداد سخرية ..

تذكر ان معظم المشاريع التي ترسي على هذه الشركة او تلك تباع الى مقاولين ثانويين وثالثيين ورابعيين الى ان يمسك بها مقاول صغير غير معروف ينفذها بتراب الفلوس كما يقال والنتيجة فشل ذريع بات هو سمة عراقنا اليوم ..

واولوية هذه المرة .. يجب ان ينتهي الارهاب من العراق .. لديك اتفاقية امنية مع الامريكان الذين جلبوا الارهاب معهم .. اجبرهم على محوه مثلما جلبوه ..

وزع الاراضي على فقراء العراق كلهم واقصد كلهم في كل مكان.. لانك ان اصبحت رئيس وزراء العراق ستكون مسؤول عنهم كلهم امام ربك وليس مكون دون آخر …

**
واخيرا وليس اخرا .. تذكر ان الانبار عراقية وسامراء عراقية .. والموصل عراقية وكردستان عراقية .. واهلها ليسوا اعداء لك او لغيرك ..