سؤال إيراني .. ما هي خطوة الولايات المتحدة الأميركية التالية ضد اليمن ؟

سؤال إيراني .. ما هي خطوة الولايات المتحدة الأميركية التالية ضد اليمن ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

مع بدء الأسبوع السادس من الهجمات الأميركية الجديدة على “اليمن”؛ (التي بدأت في 25 كانون أول/ديسمبر من العام الماضي)، وإثبات فشل هذه الهجمات في تحقيق أهداف “الولايات المتحدة”، انتشر الحديث في الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية، أكثر من أي وقتٍ مضّى، عن جهود “الولايات المتحدة” لتفعيل الجبهة الداخلية في “اليمن”، ما أثار أصداء وانعكاسات متعدَّدة ومتنوعة؛ ووصل الأمر حدًا دفع بعض دول المنطقة للرد. بحسب ما استهل “حسين افراخته”؛ تحليله المنشور على موقع مركز (دراسات طهران) الإيراني.

الخيارات الأميركية والخيار المحتُمل..

يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة كانت تتوقع، مع انطلاق الجولة الجديدة من الهجمات، سرعة تحقيق هدف وقف هجمات (أنصار الله) على ملاحة الكيان الصهيوني بـ”البحر الأحمر” وقصف الأراضي المحتلة. لكن مع تصاعد وتيرة الهجمات اليمنية، فالإدارة الأميركية أمام ثلاث خيارات:

01 – إمكانية الاستفادة من الضغوط الجديدة على (أنصار الله) في ميدان الصراع.

02 – تعزيز قُدارتها في مجالي السلاح والتكتيكات.

03 – ضرورة الانسحاب من المواجهة بالنظر إلى الأوضاع القائمة وعدم تحقيق الحد الأدنى من الأهداف.

وانطلاقًا من معرفتنا بنمط؛ “دونالد ترمب”، السلوكي وإدارته، يبدو الخيار الثالث وإنهاء الصراع في المرحلة الحالية أمرًا مستبَّعدًا.

من جهة أخرى، يبدو الخيار الثاني أيضًا مستبَّعد نظرًا للإمكانيات الأميركية في المنطقة. وقد بذل الأميركيون قصَّارى جهدهم من خلال إرسال مجموعة حاملة الطائرات (كارل فينسون) إلى المنطقة؛ ونشر عدة قاذفات قنابل من طراز (B-52) و(B-2) في قاعدة (دييغو غارسيا)، والتي شاركت في الهجمات الأخيرة، ولن تكون هناك إمكانية للزيادة النوعية أو الكمية في هذا المجال على المدى القصير أو المتوسط.

وعليه فالخيار الأكثر ترجيحًا بالنسبة للأميركيين، هو محاولة إشعال الحرب الأهلية في “اليمن” مرة أخرى. أملًا في توجيه ضربات داخلية لـ (أنصار الله)، كنوع مكَّمل للغارات الجوية الأميركية، فضلًا عن إشغال الحركة وإضعاف قُدراتها الداخلية، واستسلامها بالنهاية للمطالب الأميركية أو حتى الإطاحة بحكومة “صنعاء”.

تحديات خيار الحرب الأهلية..

الشواهد الموجودة والنظرة على الوضع الراهن للأطراف المحلية والإقليمية الفاعلة، غير المتنّاغمة مع (أنصار الله)، تؤشر إلى أن “الولايات المتحدة” قد تواجه مشكلات عدة في تفعيل سيناريو إشعال الحرب الأهلية مجددًا بـ”اليمن”.

ومن بين جميع الأطراف الإقليمية الفاعلية، تمتلك “الإمارات والسعودية” فقط إمكانية الدخول في ساحة المواجهة ضد (أنصار الله).

لكن ربما تكون “الرياض”، بالنظر إلى تجربتها المريرة خلال حرب السنوات الثمانية في “اليمن”، آخر الأطراف الراغبة في الدخول بأي صراع مع اليمنيين على وجه الخصوص.

كذلك لا يبدو أن “الإمارات”، رغم مستوى التوافق الكبير مع مخططات “الولايات المتحدة” والكيان الصهيوني في أعقاب عملية (طوفان الأقصى)، تميّل للدخول المباشر في هذه الساحة.

فـ”الإمارات” اليوم أشبه بقصر من زجاج، فهي أكثر عُرضة من غيرها لهجمات الصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية. فالبُنية التحتية الاقتصادية المتعدَّدة نتيجة الاستثمارات الغربية في هذه الدولة الصغيرة، عاجزة للغاية أمام الهجمات، كما أن التعرَّض، من جهة أخرى، للهجمات والاضطرابات، سوف يُزلزل بشكلٍ كامل مكانة هذه الدولة الخاصة التي تقوم بالأساس على عبور المسَّافرين والبضائع.

وامتناع البلدان وعدم رغبتهما بالدخول في صراع واضح نسبيًا، برز في تصريحات مسؤولي البلدين العلنية.

ووفق تقرير صحيفة (وول ستريت جورنال)؛ فقد أوضح السعوديون للأميركيين واليمنيين عدم المشاركة في أي عمل بري ضد “اليمن”، خوفًا من أضرار الصواريخ الباليستية والمُسيّرات.

بدورها؛ نفت “الإمارات”، بشكلٍ رسمي، التقارير التي تتحدث عن دخولها في مفاوضات بشأن هجوم بري على “اليمن”.

موازنة القوى..

نُدّرك بعد مرور ثمانِ سنوات من الصراع الدامي؛ أن جميع القوى داخل “اليمن”، يستوي في ذلك المحلي والمأجور، قد خاضت تجربة القتال ضد (أنصار الله)، وجميعها تعي جيدًا قدرة (أنصار الله) على الصمود.

وعليه يمكن القول: لا يوجد طرف داخلي يمتلك الدافع أو القدرة لمواجهة (أنصار الله). مع هذا قد تُفضّي الضغوط الأميركية في النهاية، إلى دفع الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية المؤثرة في القضية اليمنية إلى مستنَّقع حرب أهلية جديدة. لكن ما يزال الغموض يُخيّم على تطورات الأوضاع في “اليمن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة