رحلة الأيمان بين العلم والتعصب

رحلة الأيمان بين العلم والتعصب

اليوم هناك مدرستين في الحياة يعيشها ويمارسها الفرد حيث أن أحدهما حينما تسأل المنتسبين لها من أين أنت وكيف خلق الأنسان فيقول أنه وباقي البشر جاءوا الى الحياة وكذلك كل الكون أنما هو بالصدفة.

أما المدرسة الأخرى التي يعيشها ويمارسها الفرد المنتمي الى المدرسة الثانية وعندما يسأل نفس السؤال فيقول أنما ماهو الآ جزء بسيط من هذا العالم والكون الذي خلقه واحد أحد بحساب دقيق ولسبب وهدف سامي وهو الله الخالق الأحد عزجلاله ولسبب سامي غير عبثي خلق كل شئ. وأنا من هذه المدرسة الكبيرة العريضة الممتدة من اليسار الى اليمين. وأنا مؤمن أن الله خالقني لسبب .. وليس أيماني بسبب الوراثة أو التعصب الديني أو القبلي أو الأثني.. أنما بالعقل الذي وهبني به الله والذي يرشدني بذلك بأني جزء بسيط من هذا العالم الكبير الذي خلقه الله وأوجده وهو واحد أحد بدون شريك أو مساعدة من أحد. وأن كل ما موجود في هذا الكون توجد بصمات للخالق الواحد الأحد وبدون شريك أو مساعدة من أحد وهذا ما سوف نلاحظة في تأمل وتفحص وتدبر بعض ما خلق الخالق .. الذي هو وحده المقدس والمثال الذي لايصل الى جلاله أي قوة في الكون ومنها البشر وهو الكامل في الصفات والقوة والعلم …

عندما ننظر الى عظمة الخالق أيمانآ وعقلآ وهو الكامل ولا يحتاج الى شئ بل كل الكون ومنها الأنسان بحاجة الى عظمة الله في كل شئ .. ولكن السؤال الفلسفي القديم الجديد الله المقدس الكامل ” لماذا خلق الكون والأنسان؟” ولكننا قبل الأجابة على هذا السؤال لابد من العودة الى أسئلة الأطفال لأنهم يملكون من البراءة والذكاء والرغبة في المعرفة والتعلم .. بدون حياة أو خجل لأنهم يريدون معرفة الحقيقة لذا علينا نحن الأكبر سنآ كيف يجب أن نجيبهم ونتبسط معهم مهما كانت أسئلتهم محرجة لأنهم لا يخجلون مثل الكبار عند طرح الأسئلة خوفآ من نظرة الآخرين وتبعاتها ومثلآ عندما يسألون من هو الله وما هو شكله يجب عليناعدم نهرهم ومعاقبتهم بل التبسط معهم لتوصيل الفكرة بدون أرهاب أو تخويف.

وهكذا عندما نرى بما حولنا في الحياة من كل وسائل الحضارة والتقدم مثل الكهرباء والطب والعلوم والتكنولوجيا من السيارة والطائرة والتليفون والكمبيوتر وغيرها

كل ذلك وأكثر ما هو أساسها؟ الأ فكرة علمية في عقل العالم وأنه لو أحتفظ بفكرته في رأسه ولم يخرجها الى الخارج لم نكن لنرى كل ما قدمته لنا الحضارة من كهرباء وطب وعلوم وتكنولوجيا ولبقي الأنسان في حياة البدأ ما قبل التحضرولكن عندما خرجت هذه الأفكار وأصبحت محل التطبيق وأستفاد منها الأنسان في حياته ورقيه وتقدمه .. نعم هذا هو بعض من ملامح الجواب لماذا قرر الله أن يخلق الكون والأنسان لانه أراد أن يتحول علمه ومعرفته وقدرته الى شئ ينتفع به … ولهذا قرر أن يخلق الكون ومنه الأنسان. وعندما نسأل أن الله الخالق لكل شئ فما هو أفضل وأحسن ما خلق الله في هذا الكون .. فعندما نفكر ونتدبر في كتاب الله القرآن نرى أن الله يخبرنا بأنه كرم بني آدم على كل خلقه كما قال الله تعالى في كتابه الكريم

(وكرمنا بني آدم) وعندما نتأمل ونتدبر بما كرم الله بني آدم وفضله على العالمين .. نرى أنه منحه العقل, والعقل هنا هو ليس الدماغ لأنه حتى الحيوانات لديها أدمغة وذكاء ولكن العقل هو الذكاء المنطقي, وعندما نتعمق في معنى الذكاء المنطقي نصل الى أنه حرية الأختيار في التفكير وبالذكاء المنطقي يتم الأختيار مابين الأشياء التي أمامنا وعندما ننظر ونتأمل الى كل ماموجود في الكون وما خلقه الله هل يوجد هنالك ذكاء منطقي وحرية أختيار لغيرالأنسان في هذا الكون, فأننا لا نجد أنما كل ما خلقه الله يتحرك بقوانيين وضعها الله له فقط الأنسان هو من يمتلك هذه النعمة.

وعندما نسأل أنفسنا لماذا وهب الله الأنسان هذه المكرمة له دون سواه لمن خلقنعود الى ماذكرنا سابقآ .. حيث حتى الملائكة سألت هذا السؤال للخالق عز وجل لماذا تخلق من يفسد في الأرض ويسفك الدماء .. فأعلمهم الله بـأنه أعلم وهم لايعلمون .. حيث أن الله أراد أن يحول علمه الى شئ ينتفع به. فخلق الكون كله والأنسان حيث يخبرنا الله أنه خلق آدم الأنسان ليكون خليفته في الأرض, نعم اليوم آخر ما توصل له العلم بأن الكون جاء بنظرية الأنفجار العظيم حيث أنه في البدء كانت هنالك نقطة متناهية في الصغر فيها طاقات هائلة وفي لحظة ما من أرادة الله وخطتة الله قرر أن تتفجر وتتوسع لتملأ الكون كله بلأيونات وبعدها يتكون غاز الهيدروجين والذي بعدها يتحد بعض ذراته مع بعض فيكون الهيليوم وبعدها يتحد الهيدروجين مرة أخرى مع الهيليوم ليكون اليثيوم وهكذا تتكون كل العناصر الكيمائية في الطبيعة وهنا بدأت في التكاثف على شكل غيم وسحابات ثم تتكثف أكثر فشكلت لنا النجوم والشموس على شكل مجرات وخلق الله منها شمسنا في منطقة ما من مجرتنا وفي مركز ما وخلق الأرض حولها ويربط بينهما بقوة الجاذبية وبقوة محسوبة وبنسبة محددة لا أكبر ولا أصغر ولسبب منطقي حيث أن هذه القوة جعلت هنالك مسافة محدودة تبعد بها الأرض عن الشمس.. فلو كانت أكثر لأندمجت الأرض مع الشمس أو كانت أقرب مسافة وأكثر قوة لكانت درجة الحرارة فيها عالية جدآ أما لو كانت أضعف من ذلك بكثير لكانت درجة حرارتها باردة جدآ أو خرجت خارج مجال الشمس. أنما كانت القوة بهذه النسب المقدرة من قبل الله لتكون درجة حرارة الأرض صالحة لنشؤ الحياة فيها و بعدها أرسل الله لها نيازك من الثلوج

1

لتملئ الثغرات والفجوات فنشات المحيطات والبحار وبالتالي تنشأ الحياة المائية والبرمائية وهنا نشأت الحياة على الأرض من الديناصورات والأنسان الحجري القديم والعلم وجد عمر بعض جماجمهم لهذا البشر القديم فقدرها العلم ب 2.7 مليون سنة وأكثر وحوله من حيوانات لبونه وغيرها. وهنا نعود للعلم مرة أخرى نحن نعلم أن كل العناصر الكيماوية ومنها الهيدروجين وغيره لو نتتبع كل عنصر ما هو أصغر جزء كنظام فيه فنجده الذرة والعلم يقول لنا أن أي ذرة أيضآ هي عبارة عن نواة ويدور حولها أليكترونات فلو كانت في النواة عنصر موجب واحد (P+ ) لسبح في فضائها الخارجي عنصر سالب واحد هو (e_) ألكترون واحد (e_) ولو كان في النواة 2P+ يسبح في فضائها 2e_وهكدا … ولنأخذ ذرة الهيدروجين ونتأملها فنراها نواة يدور حولها الألكترون وهي حالة لا نستطيع أن نراها بالعين المجردة ولكن في المختبرات العلم يمكنه أثبات ذلك, ولكننا نستطيع أن نلمس ما هو أكبر من هذه الحالة بملايين المليارات الملاين المرات والتي هي الشمس وهي بالمركز وتدور حولها الكواكب ومنها الأرض. ماذا تذكرنا هذه الحالة وماتشبه فنجدها ماهي الأ لأقرب حالة ولأصغر شئ كنظام في الوجود الأ وهي الذرة وهنا نرى بصمات الله عزوجل خلق الذرة في هذا النظام وهي بهذا الصغر وقد خلق الشمس وهي بهذا الكبر بالمقارنة, وهكذا نرى عند التأمل في الكون نجد بصمات الله واحدة في هذا الخلق… وهنا أيضآ نعود الى نظرية الأنفجار العظيم أن أنفجار هذه النقطة وما تبعها من توسع بقوانين محسوبة ومحكمة .. ولكن السؤال الذي يبقى العلم عاجز عن الأجابة عنه الأ وهو من خلق وصنع هذه النقطة وما تحتوى بها من طاقات هائلة فليس هنالك بالعلم من يستطيع أن يقول أن الشئ يصنع من اللآ شئ فلابد من سبب لصنعه وخلقه وهنا لانجد من صانع وخالق لها غير الله عزوجل.. وما يتبعها بعد ذلك هو تحصيل حاصل لقوانيين وضعها الله للخلق والتطور.

ونعود الى الأيمان فكل الديانات السماوية من (صابئة ويهود ومسيحيون و مسلمون..) تقول لنا أن أبو الأنسان في كل الأرض وقاراته هو أبونا آدم سواء في آسيا والصين أوروبا أو أفريقيا أو العرب وغيرهم ولكن وبالعلم والحسابات الرياضية أيضآ نستطيع أن نتبع سلسلة أنحدار وتتبع هذا الأنسان عبر الوالد والجد وأبو الجد وهكذا الى أن نصل الى آدم ومنها بعض الكتب المتخصصة بشجرة الأنساب مثل كتاب سبائك الذهب ,,, وأن الله صادق معنا فآدم هو أبونا جميعآ ولكن عند الحساب كما ذكرنا سابقآ نجد ونصل الى آدم فنجد الفترة الزمنية للوصول له هي 10,000 سنة وحتى لو تمددنا أكثر الى 20,000 أو 30,000 سنة فلا يمكن أن تكون أكثر بأي حال من الأحوال ونكرر أن الله صادق معنا فأبونا جميعآ هو آدم .. ولكن السؤال المهم هو من هو البشر الذي وجدنا جمجمته التي قدرها العلم بعمر 2.7 سنة أو أكثر وكذلك أن قراءتنا للقرآن يجب أن تكون بالتدبر والرمزية لفهم معانيه وعمقها لأنها جاءت لأقوام مختلفة عبر الزمن وبالأدراك المعرفي وبالتالي آدم لم يهبط بمظلة من السماء لأن الله [خبرنا بأنه خلقه من ترآب الأرض وكما يخبرنا العلم أيضآ أن في تركيبة أي أنسان هنالك جينات وعلم الجينات أيضآ يخبرنا بتطور البشر حيث يخبرنا العلم أيضآ أن هنالك طفرآت جينية وراثية تحدث حيث نرى في العائلة الواحدة ليس هنالك تطابق مئة بالمئة بين الأخوة بالرغم من كونهم من أب وأم واحدة, كما أن العلم يخبرنا أيضآ بالأمكانية المنطقية للآتي … أن الله عز وجل قد قرر حسب أرادته وخطته أن يخلق ويجعل طفرة وراثية عند ذلك البشر القديم الذي لم يكن يملك ما ملكه آدم .. نعم كان ذلك البشر القديم ما قبل آدم هو أذكى من باقي الحيوانات المحيطة به ولكنه لم يملك ما ملكه آدم بما كرمه الله به من عقل وذكاء منطقي .. بل كان ذلك البشر يشترك مع بقية الحيوانات بما يسيطر عليه وهو الغريزة من جوع وعطش وجنس ولكنه لم يملك العقل والذكاء المنطقي وبالتالي حرية الأختيار أنما آدم هو أول من أمتلك هذه الميزة والنعمة التي منحها الله له وبالتالي أصبح أبونا آدم هو أول أنسان من جنس البشر ( والذين من قبله) بأمتلاكه العقل والذكاء المنطقي بما كرمه الله به لذا هو أول أنسان من البشر أهتدى بأنه لم يخلق في هذه الحياة الدنيا من العدم أنما هنالك من خلقه وهو الله عز وجل ولسبب محدد هو أعمار الأرض ليكون خليفة الله فيها وبالتالي تواصل مع الله ومعرفته لواجبه الذي خلقه الله لأجله وكرمه بذلك فكان أول من آمن بالله وهو الأصل الأول من الأيمان بالله : والذي هو أن الله واحد لا شريك له في الخلق لهذا العالم والوجود وأنه أكرمه بالعقل والهداية ولسبب هوأعمار الأرض .

الأصل الثاني من الأيمان بالله : والذي هو العبادة, والعبادة لا تعني العبودية كما يظن البعض ونحن لانخجل بأن نكون عبيد لله ولكن مشيئة الله لم يخلقنا لنكون عبيد بل عباد .. لأن العبد المملوك هو من ينفذ الأوامر ويخاف من سيده ولكنه لايحب سيده بل يكرهه ولا يعتقد بأنه الحق ويتحين الفرصة للهرب والتمرد .. أنما العابد هو من ينفذ الأمر بمحبة وقناعة وليس بالخوف والأرهاب أنما هو يؤمن بأن الله هو الحق وهذا ما يريده الله منا حيث أعلمنا بواجبنا في الأصل الثاني من الأيمان والذي هو العبادة وهي قسمين لم ولن يتغيرا فمنذ أبونا آدم وحتى يوم الميعاد وهما :

واجب كل أنسان مهما كان عمله وعلمه وطاقته سواء كان طبيب أو محامي أو مهندس أو عامل … لديه العقل والذكاء المنطقي وبالتالي حرية الأختيار ولكن الله طلب منا :

(1) أن يكون أختيارنا عمل الخير لا الشر.
(2) وأن نبني ولا نهدم.

وأن الله أعلمنا بواجبنا في الحياة الدنيا ولكنه لم يفرض علينا سيطرته في الأختيار أنما أعلمنا أن نحن أحسنا الأختيار بعمل

2

الخير لا الشر والبناء لا الهدم فسوف يكافئنا بالحياة الآخرة  بالجنة وأن نحن أسئنا الأختيار بالشر والهدم كانت خسارتنا للجنة

والذهاب الى الحساب بجهنم وبئس المصير, نعم الأصل الثاني من الأيمان وهيالعبادة بها أهتدى أبونا آدم وعلم أولاده لها ..

ولكن كلنا نعلم كما موجود في كل الكتب السماوية من يهودية ومسيحية وأسلام وأن أول ولدين لأبونا آدم هما قابيل وهابيل

ولكن مشئة الله أن قابيل لم تحصل له الطفرة الوراثية وحصوله على العقل بل بقت الغريزة هي التي تتحكم به أما هابيل فحصل على الطفرة الوراثية والعقل والذكاء المنطقي وحرية الأختيار وكما تخبرنا الكتب السماوية عن هذا الصراع حيث قابيل الذي ليس لديه العقل بل الغريزة وهي التي تسيطر عليه كالحيوانات وعندما رأى عند أخيه أشياء أراد الأسحواذ عليها بدون وجه حق وبسيطرة تصرفه الغريري الحيواني أما هابيل الذي يمتلك العقل رأى الشر في عين أخيه ورغبته الحيوانية في سرقته والأعتداء عليه فقال له أن أردت أن تسرقني أو تقتلني فأني أخاف الله ولا أرفع يدي عليك ولكن قابيل الذي لم يمتلك العقل بل الغريزة التي تتحكم به فقام بسرقة أخيه والأعتداء عليه وقتله للأستحواذ على مالديه بغريزة الحيوان.

والسؤال هو هل نحن أولاد قابيل أم هابيل؟ حيث يخبرنا العلم أيضآ أن الجين الضعيف ينقرض مع الزمن والجين القوي هو الذي سيبقى حيث أن أبونا آدم أطال الله بعمره بحدود 970 سنة وكان لديه العشرآت والمئات من الأولاد والأحفاد الذين ورثوا عنه العقل .. أما قابيل وأقاربه ممن لم يمتلكوا العقل فقد أنقرضوا مع الزمن لأنهم لم يمتلكوا الجين القوي لذا نحن من ورثة من أمتلك العقل والجين القوي والذي نحن سلالتهم بما ورثنا من العقل والذكاء المنطقي وحرية الأختيار. نعود للعلم ما هو الفرق بين من يملك المرحلة الأولى من العلم والذي لا يملكه. الذي يملك المرحلة الأولى من العلم هو من يستطيع أن يقرأ ويكتب وبالتالي يستطيع أن يميز الأشياء أما الذي لايملكه فهو الذي لا يستطيع أن يميز الأشياء. ولكن الذي لديه الخطوة الأولى من العلم مع الزمن يتطور علمه ومعرفته وتجربته وخبرته بالحياة ويحصل على خطوات ومراحل متقدمة أعلى كمرحلة علمية مثل تجاوزه مرحلة الأبتدائية وبعدها تتطور معرفته العلمية الى مرحلة الشهادة المتوسطة وبعدها تتطور معارفه الى المرحلة الثانوية وبعدها تتطور معارفه الى مرحلة الجامعة وبعدها تتطور أيضآ الى مرحلة الماجستير وبعدها الى مرحلة الدكتوراة وكذلك السؤال ما هو الفرق بين من يملك المرحلة الأولى من الأيمان أو من لا يملك سواء صفر من الأيمان فأنه لا يخجل من ذلك ويقول أنه لا يؤمن بأن الله خالق له وللكون بل الصدفة هي من أوجدت ذلك ولكن الذي يؤمن بالله الخالق هو فقط من حصل على المرحلة والركن الأول من الأيمان فقط ولا تزال أمامه ثلاث مراحل وأركان أخرى.. حيث أن أبونا ونبينا آدم هو أول أنسان من علم أن الله هو الخالق لنا أولآ وعلم بأن عليه واجب العبادة ( وأعمار الأرض) ثانيآ. وبالتالي علم أبناءه على ذلك وكما ذكرنا ذلك سابقآ وأن الأجيال بعد آدم التي عرفت منه الأصل الأول الأيمان بالله والأصل الثاني من الأيمان العبادة وواجبها بعمل الخير لا الشر والبناء لا الهدم ولكن هؤلاء ومع مرور الزمن أزدادت معارفهم وخبرتهم وتجاربهم في الحياة ولكن أيضآ مع الزمن نسوا الأصل الثاني من الأيمان وهو واجب العبادة وهو عمل الخير لا الشر والبناء لا الهدم. وذلك عندما وصلوا الى المرحلة الأولى من العلم المرحلة الأبتدائية مثلآ ولكن الله عز وجل لا زال يحبنا ولم يغضب علينا وينهي الحياة الى اليوم الآخر بل أرسل لنا بشر مثلنا ليذكر ذلك الأنسان الذي نسى واجبه في العبادة وليس أن الله قد خلقه. ولكن من هم هؤلاء البشر الذين أرسلهم الله لنا ليذكرونا بواجب العبادة… هم الرسل والأنبياء كما يخبرنا القرآن وكتاب الله أن واجبهم هو التذكير والأنذار وليس السيطرة ولكن هؤلاء الأنبياء جاءوا الى بشر قد تطوروا علميآ ومعرفيآ أكثر ممن سبقوهم أو قبلهم وقد وصلوا الى مرحلة معرفية أعلى كالأبتدائية مثلآ لذا فهم لم يخاطبوا هؤلاء البشر بخطاب المرحلة العلمية والمعرفية الأولى لأنهم تجاوزوها معرفيآ وعلميآ ولم يعودوا بحاجةلها وكذلك لم يخاطبوهم بمرحلة علمية أعلى كالمرحلة الأعدادية مثلآ لأنهم لا يستطيعوا أستيعاب هذه اللغة بعد.. ولذا كانت المرحلة الأولى من الأنبياء بخطابهم للبشر بمستوى مرحلة عقولهم ومعارفهم وما وصلوا له كالمرحلة الأبتدائية مثلآ فتذكروا هؤلاء البشر أخذوا من الأنبياء وصححوا مسارهم وبوصلتهم وأتجاهها ولكنهم مع الزمن تطورت معارفهم أيضآ الى مرحلة متقدمة أخرى مثل المرحلة المتوسطة ولكنهم نسوا واجبهم كذلك مع الزمن فأرسل الله لهم أيضآ أنبياء ورسل مرة أخرى وتحدثوا معهم لتذكيرهم بمستوى مرحلتهم العلمية المتوسطة فتذكروا أيضآ وصححوا البوصلة .. وكذلك تطورت معارفهم مرة أخري الى مرحلة متقدمة مثل المرحلة الثانوية وكذلك نسوا فأرسل الله لهم مرة أخرى أنبياء ورسل تحدثوا معهم بمستوى معارفهم للمرحلة الثانوية مثلآ فتذكروا وصححوا بوصلتهم أيضآ مع الزمن أزدادت معارفهم وخبرتهم للمرحلة الجامعية مثلآ ونسوا واجبهم في العبادة أيضآ فأرسل لهم الله رسولآ يخاطبهم بمستوى معارفهم الجامعية مثلآ فتذكروا وصححوا بوصلتهم أيضآ وكذلك أزدادت معارفهم أيضآ لمرحلة الماجستير وكذلك نسوا واجبهم في العبادة فأرسل لهم الله رسولآ ونبي يخاطبهم بمستوى الماجستير فتذكروا وصححوا البوصلة ومع الزمن أزدادت معارفهم وعلومهم لمرحلة الدكتوراة كذلك أيضآ نسوا واجبهم في العبادة فأرسل لهم الله رسولآ ونبي يخاطبهم بمستوى الدكتوراة فتذكروا وصححوا بوصلتهم للعبادة وهنا نسأل من هو الرسول النبي الذي تكلم مع البشر بمستوى الدكتوراة … وهو سيدنا نبي الله محمد لأنه آخر الأنبياء والرسل وكذلك الأنسان في هذه المرحلة قد وصل الى مرحلة متقدمة من المعارف والعلوم والتجربة أعلى مستوى من آبائهم وأجدادهم…

ولكن حكم الله عزوجل وأرادته أن لا يبقى بشر الى آخر الزمان من العمر والحياة بل هو رسول يسلم رسالته ويذهب الى الله

3

في الحياة الآخرة وهكذا ما كان لآدم وبقية الأنبياء والرسل من بعده من نوح وابراهيم وموسى وعيسى وآخرهم محمد (ص) .. ولكن السؤال من بقي بعد سيدنا محمد (ص) في الحياة الدنيا .. بقي الأنسان وهذا الأنسان بأرادة وسنة الله بالحياة الدنيا يبقى في تطور وهذا الأنسان سوف تصبح لديه أسئلة وهو بحاجة لأجوبة عليها ويريد من خلال تطوره الى قوانين (وأحكام جديدة) تتلائم مع تطوره لذا الله عزوجل الخالق وهو يعلم بما سوف يفكر فيه هذا الأنسان لذا أ رسل مع سيدنا محمد أمانة لتكون للبشر والأنسان حيثما كان, فرسولنا محمد(ص) قد رحل الى بارئه وخالقه الله في الحياة الآخرة ولكن هذه الأمانة بقيت وسوف تبقى الى آخر الزمان والعمر في الحياة الدنيا وهنا لابد أن يعود الأنسان لهذه الأمانة ليجد الأجابة لما يسأل ويبحث عنه.. ماهي هذه الأمانة التي أرسلها الله لنا مع نبينا محمد (ص)… نجدها ما هي الأ كتاب الله القرآن الكريم الذي فيه السر والأجابة على كل سؤال ولما كانت مكانة سيدنا محمد (ص) والذي أخبرنا الله بها في كتابه ( قل أنما أنا بشر مثلكم يوحى الي أنما ألهكم أله واحد.. سورة الكهف 110) وكان لديه ثلاثة خصال ونأخذها بالمعنى الأيجابي فهي:

1: الرسول  2: النبي الذي هو بشر ولكنه أفضل من جميع البشر المحيطين به بالقيم والأخلاق والصدق.. ولهذا أختاره الله ليكون رسوله 3: الأنسان الذي يأكل ويشرب ويلبس الملابس …

وكذلك القرآن فيه ثلاث خصال أيضآ:

أولآ: نجد فيه القصص القرآنية وقصص الأولين وأن الله يذكرنا بقصص الأنبياء والأولين ويكرر لنا ذلك وهي ليست قصص للتسلية وأنما هي للتعلم بأخذ الحكمة والموعظة والتجربة الحسنة حيث أذا أحسن الأقدمون نقتدي بهم وأن أخطأوافنتجنب الخطأ لأنه فقط الأغبياء من يكرر الخطأ.

ثانيآ: ذكر الله لنا في القرآن الكريم المحرمات وهي أربعة عشر ومنها :

1.أن الله واحد لا شريك له وهو الخالق لكل شئ وخلق أدم وبنيه الأكرم لقد كرمنا بني آدم… سورة الأسراء 70).

2.الأب والأم وكما قال الله تعالى : (… وبالوالدين أحسانا أما يبلغن عندك الكبرأحداهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولآ كريمآ .. سورة الأسراء 23) ويجب أن نحب ونحترم الأبوين الى آخر يوم في حياتهم حتى وأن أختلفنا معهم في أمور صغيرة مثلآ في أختيار العمل والدراسة والأكل.. ولكن هذا لا يمنع أن نحترمهم ونجلهم ونرعاهم بمحبة الى أخر يوم في عمرهم لأنها سنة الحياة فأذا قصرنا تجاه أبوينا فسوف يقصرمعنا أولادنا وبالتالي سوف تنقطع سلسلة الحياة ولن يبقى أحد يربي اولاده ويرعى عائلته.

3.يجب أن لا نقتل.

4.يجب أن لا نسرق … وهكذا.

أننا نلاحظ في الجانب الأول والثاني لما ذكره القرآن لنا ربما موجود شئ ما منها مما طلب الله منا في كتب الديانات السماوية الأقدم..

ثالثآ: ولكن الخصلة الثالثة التي جعلته صالحآ الى أخر يوم الدينوهي فقط التي نجدها في القرآن فما هي هذه الخصلة ؟ ذكرنا سابقآ أن الله أراد أن يلتحق به رسولنا محمد (ص) ولكن السؤال من بقى في الأرض بعد سيدنا محمد… بقى الأنسان وكما ذكرنا وأن الله أعلم بما سوف يفكر به الأنسان لذا وضع الله لنا القوانين والأحكام في القرآن بشكل رمادي ! ؟ما معنى رمادي اللون هنا؟ وهو كرؤيتنا للوحة رمادية من بعيد نراها ولكن كلما تقدمنا منها أقرب نرآها أكثر وضوحآ وعندما نريد أن نفهم ذلك أكثر نأخذ مثال آخر فعندما نرى لوحة سريالية الشكل نرى فيها شكل مثل الجبل ولكن عندما نتقدم منها بتركيز أكثر نرى فيها تلآ وعندما نتقرب أكثر ونركز أدق نرى هنالك شجرة على التل وهكذا عندما نتقرب أكثر ونركز نرى عصفورآ على الشجرة.. وهكذا عندما نركز أكثر نرى ما يأكله العصفور… وعندما يطلب توضيح أكثر لمعنى الرمادي في القوانين … نجد أن الله أخبرنا في المحرمات يجب أن لا نسرق مثلآ وهويوضح لنا في أياته الكريمة بعدم السرقة ولكنه يخبرنا في آخر آياته بعدم السرقة  كقوله تعالى: (السارق والسارقة فأقطعوا أيديهما ....سورة المائدة 38) وعندما نعود الى كلمة القطع في معاجم اللغة العربية نجد فيها العديد من المعاني فنترك العديد من هذه المعاني ونحتفظ بأثنين منها فالأولى نرى منها كلمة القطع بمعنى المنع, والثانية تعني البتر وهنا نريد أن نتدبر بما يأمرنا الله وأيهما نأخذ فمثلآ عندما نسير بسيارتنا في الطريق تكون هنالك حركة في المسير في الشارع لماذا لأن ضوء أشارة المرور أخضر اللون.. ولكن في لحظة ما يتغير ضوء أشارة المرور ولونها من الأخضر الى الأحمر وهنا نرى أن حركة المرور قد قطعت بسبب الضوء الأحمر فماذا يعني ذلك هل للضوء الأحمر سكين وقطع المسير في الشارع.. لا أنما هو منع الحركة في المسير وكذلك نرى في الأسلام قد طلب منا بركن الزكاة أن من واجب كل مسلم وبجانبه شخص يتضوع جوعآ حتى الهلاك فواجبه أولآ حتى لو كان لديه رغيف خبز واحد أن يقسمه معه لأنه أذا لم يطعمه ويسد رمقه لا يصل الدم الى دماغه بالتالي سوف يمد الجائع يده للسرقة .. ولكن عندما يأكل سوف يصل الدم الى رأسه ويفكر أن بمد يده للسرقة سوف يدفع ثمنآ باهظآ أكثر من قيمة الطعام الذي يسرقه. ثانيآ يجب علينا ليس فقط أطعام الجائع بل أرشاده وتعليمه لما هو الصح أوالخطأ وأذا أستطعنا أن نساعده لأيجاد عملآ له ليأكل منه في الحلال فذلك أفضل.. ثالثآ هنالك نسبة في المجتمع مهما كانت لديهم من الأموال ولكنهم يقومون بالسرقة ومع ذلك لا يجب ببتر يدهم كعقوبة بل وضعهم في

4

السجن لأن بتر يدهم يترتب عليه الأستمرار في أطعامهم طيلة الحياة. وكأننا لم نعمل شيئآ لحل المشكلة وهنا في هذه الخطوات

الثلاثة الأطعام والتعليم وآخرها السجن نكون قد منعنا يد السارق من السرقة وعملنا بما أمرنا الله بمنع يد السارق من الوصول للسرقة. نعم اليوم نعاقب الفاسد والسارق بوضعه في السجن.. ولكن ربما بعد خمسين عامآ أو أكثر سوف يتغير القانون أيضآ فسوف لا يضعونه في السجن بل سوف يضعونه في مستشفى المجانين لأن كل الحياة الكريمة متوفرة أمامه  فلماذا يسرق مثلآ لابد من وجود خلل في دماغه لذا يجب علاجه بوضعه في مستشفى المجانين .. وهكذا تتغير القوانين مع تطورالزمن ولكن بما لا تتعارض مع المحرمات التي أمرنا الله بها.

الأصل الثالث من الأيمان:

وهو الأيمان باليوم الآخر يوم الميعاد حيث جميعنا في الحياة الدنيا في أختبار وفي لحظة ما سوف يرن جرس أنتهاء الأختبار وتذهب أوراق حياتنا للتصحيح والتي هى أعمالنا في الحياة الدنيا من خلال الروح الى بارئها الله عزوجل في يوم الحساب حيث ليس بموتنا هو تحولنا الى تراب فقط بل أنتهاء فترة الأختبار.

أن الله الخالق فقط لديه القدرة والقرار بمحاسبة كل فرد خلقه لوحده وحسبما أختار الفرد وعمل في الحياة الدنيا وأن الله هو العالم وحده بنا قبل وبعد الأختيار ولكن أرادته وقانونه في العباد بأنه لا ولن يعاقب أحد أو يكافئ أحد من خلقه الأ بعد أختياره وأن أرادته وقانونه في الحساب أما الجنة  أو جهنم وليس هنالك طريق ثالث غيرهما.

الأصل الرابع من الأيمان:

وهو الأصل الذي ألغته السياسة وما بعد الخلافة الراشدة حيث أخبرنا الله في كتابه الكريم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله .. سورة آل عمران 110) وبتدبر ذلك نراها ما هي الأ العدل والله هو العادل والعدل وجاء في كتابه الكريم العديد من الآيات في ذكر العدل وضرورة الألتزام به وهنا نتذكر أن الله أخبرنا (أن رسولنا محمد بشر ولكن يوحى اليه) فاذا كان نبينا محمد بشر فكيف بالمحيطين به فهم أيضآ بشر وغير مقدسين فهم أصابوا وأخطأوا ولكننا نأخذ منهم الأقرب الخلفاء الراشدين أبوبكر وعمر وعلي أجتهدوا أصابوا وأ خطأوا ونترك الخطأ لله عزوجل ونركز على الأصابة فكانوا لديهم عند أستلامهم للحكم أربعة خصال فاضلة أخذوها من الرسول والتي أخذها من الله تعالى ولو أستمر المسلمين بعدهم عليها لبقينا خير أمة أخرجت للناس ولكن ما بعد رحيلهم ومن أتى بعدهم ألغى هذه الخصال الفاضلة والتي هي:

1. أن أبو بكر وعمر وعلي عند وصولهم للحكم لم يكونوا فاسدين ماليآ فكان مال الدولة والمسلمين للمسلمين وماهم سواء حراس لها ولم يأخذوا منها سواء لقمة العيش الكريمة لهم ولعوائلهم ولم يمنحوا عوائلهم وأولادهم وأقاربهم أي أمتيازات على حساب باقي المسلمين بأن جعلوهم أمراء وسادة بل هم كباقي الناس سواسية.
2. عند قرب الأجل لم يجعلوا أولادهم ملوك خلفهم (بنظام الوراثة)أنما الأختيار للمسلمين وهذا الخليفة الراشد الأمام علي عندما أقتربت ساعة الفراق وطلب منه المسلمون بتولية الأمام الحسن بعده وهو سيد شباب الجنة كما أخبرنا نبينا ورسولنا محمد فقال لهم لا أمركم ولا أنهاكم .
3. جيش المسلمين كان لحماية الدولة وليس للأغراض الدنيوية للحاكم لجلب المال والجواري والعبيد لهم كما حدث بعدهم وبالرغم من حدوث بعض الأخطاء بأجتهاد حسن النية وليس بسؤ النية.
4. العدل النسبي كل حسب جذوره وأجتهاده ومنها ما نثمن من مقولة (متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار).

ولكن عندما ننظر الى هذه الخصال الفاضلة التي لو أستمر بعدها المسلمين عليها لما كان حالنا اليوم بهذا السؤ ولبقينا خير أمة أخرجت للناس….. حيث من أتى بعد الخلافة الراشدة وهو معاوية وهو من الطلقاء وحديث بالأسلام مقارنة بالخلفاء الراشدين. ولم يكن مشبع بقيم الأسلام التي كانت عند الرسول والخلفاء الراشدين والصحابة الأولين حيث عندما نتمعن كيف أستطاع ألغاء هذه الخصال الأربعة التي سار عليها الخلفاء الراشدين من 1.عدم الفساد المالي وذلك بأن أصبح مال الدولة ملك للحاكم وعائلته وأقاربه الذين أصبحوا أمراء وسادة بباقي المسلمين 2. وكذلك عند دنو الموت نصبوا أبنائهم ملوك خلفهم بالوراثة.

3.جيش الدولة أصبح يقاتل لجلب المغانم المادية والجواري والعبيد للحاكم. 4. ألغاء العدل لأنه أصبح الحاكم هو السلطة المطلقة وبدون عدل.

نعم كيف أستطاع هذا الحاكم أن يلغي ما بنت عليها الخلافة الراشدة والمسلمون لا زالوا يتذكرون النبي والخلفاء الراشدين وأولادهم… أستطاع ذلك الحاكم بالأنقلاب على ذلك من خلال خدعة كبيرة ولأنه من دهاة العرب بتلك المرحلة حيث أعطى المسلمين العسل ولكنه وضع السم في هذا العسل.. ولتوضيح ذلك أكثر أنه قال للمسلمين أن كل مايحدث في الحياة أنما هي مشيئة الله ففي البدء ربما تنطلي علينا هذه الخدعة من دون أن الأنتباه الى هذا السم الموجود في العسل. حيث أن ذلك يعني ..

أن القاتل عمل بمشيئة الله وأن السارق عمل بمشيئة الله وكذلك المجرم كان عمله بمشيئة الله .. وهو الحاكم فهو جاء بمشيئة الله .

أن ذلك يعني يجب عدم التفكير وبأستخدام العقل وألغائه الذي كرمنا به الله قي حرية الأختيار. وحسب أدعائه يجب الأستسلام

5

للأمر الواقع وقبوله. وعندما نريد أن نفهم هذه المقولة هل هي كانت صائبة أم خاطئة الأختيار وأن الله كما قلنا هو العالم بنا قبل وبعد الأختيار ولكن الله العادل لا يعاقبنا أو يكافئنا الأ بعد الحساب بالمحاكمة بيوم الميعاد حيث يقف أمامه القاتل فيسأله الله وهو العالم به وعما فعل في حياته الدنيا وهنا يقول له القاتل أنا قتلت فيسأله الله لماذا قتلت فيجيب القاتل بنظرية معاوية هذه مشيئتك

ياالله أنت خلقتني قاتل وهنا الله وهو العادل الذي ليس لديه سواء طريقين بالحكم أما الجنة أوالنار.. فاذا كان الله هو من خلقه قاتلآ أو سارقآ.. فكيف يحاسبه ويعاقبه برميه في جهنم فما هو ذنبه أنما هو أختيار الله ومشيئته وبالتالي أذا أرسله الى جهنم فمعنى ذلك أن الله غير عادل لأنه لم يكن أختياره بالسرقة أو القتل لذا لابد من وضعه في الخيار الثاني وهي الجنة ولكن كيف يضع القاتل والمقتول في نفس المكان في الجنة وهذا غير عدل أيضآ. وهنا حاش لله أن خلقه قاتلآ أو سارقأ أومجرمآ.. بل أن الله أعلمنا في الركن الثاني من الأيمان بالعبادة أن واجب كل فرد أن يعمل خيرآ ولا يعمل شرآ فهل القتل خيرآ أم شرآ وكذلك السرقة أو من يؤيد القاتل أو السارق سواء كان من عائلته أو أقاربه حيث أن الله أعلمنا بأن نختار الخير لا الشر ونحن نعارضه ونختار الشر ويطلب منا البناء ونحن نعارضه بهدم عمل الآخر نتيجة الحسد.. وهذا معناه أن القاتل والسارق غير خائف ومبالي ومؤمن بأن هنالك عقاب بجهنم وغير طامع بأن هنالك مكافئة بالجنة وبالتالي ليس هنالك من خالق للجنة والنار أما لوكنا عادلين مئة في المئة أيمانآ وعملآ فهل سوف نكون قتلة أو سراق أو مجرمين أو نؤيدهم لأنهم من عوائلنا أو خاصتنا .. لا وألف لا بل سوف نعمل الخير لآننا نطمح للجنة ولا نعمل الشر لآننا نخاف من جهنم التي وضعها الله للحساب وبالتالي نحن نؤمن هنالك من وضع يوم الحساب بالجنة والنار في اليوم الآخر وأن الله هو موجد الخلق ولهذا نرى أن الأصل الرابع من الأيمان العدل الذي ألغته سياسة معاوية هو المعيار الحقيقي بصدقنا في أيماننا في أصول الأيمان الثلاثة الأولى أما أذا لم نؤمن بالعدل فهذا يعني أننا كاذبون وغير مؤمنين أصلآ بالثلاث أصول الأولى من الأيمان وهي الأيمان بالله والعبادة ويوم الحساب باليوم الآخر.

وأخيرآ عند التأمل أن كل نفس ذائقة الموت ولن يأخذ الأنسان معه في القبر والحياة الأخرى من كل ما عمل وأكتنز شئ ولن ينفعه ماله وبنوه وعشيرته أو من قاتل من أجلهم من دون حق شئ لآنهم لا يستطيعوا أن ينفعوا سواء أنفسهم من خلال عملهم.. ولأن الله العادل ليس لديه واسطة أو محاباة الكل أمامه سواء وحاشى كذلك للأنبياء ومنهم سيدنا محمد أن يتدخل في حكم الله وعدله فما بالك بلآخرين المحيطين به أن كانوا قد أحسنوا أو أصابوا في حياتهم فما بالنا بمن أخطأ نعم نحن جميعآ لابد أن نقف وقفة تأمل في مسيرة حياتنا وبمراجعتنا للذات وعملنا طيلة حياتنا السابقة أن نحن أحسنا فلابد من الأستمرار في هذا النهج وأن أخطنا فلابد من تصحيح الخطأ ماديآ أو معنويآ مع من أخطآنا بحقه وأن الله بعد ذلك غفور رحيم عن الهفوات وأن الله العادل رحيم وغفور ومسامح بحقه عند طلب العفو والمغفرة والسماح..

ولكنه وهذه مشيئته وقانونه لم ولن بعفو ويسامح عن خطآ أرتكبناه تجاه الآخر يوم الحساب الأ أذا صححنا لمن أرتكبنا الخطأ بحقه وهو قد سامح وعفا عنا هذا عرف الله وبالأ يمان به وبعدله وأنشاءالله نكون قد أهتدينا الى بوصلة الحق والعدل والأيمان بالله بالعقل والعلم بعيدآ عن التعصب والأنغلاق أنشاءالله.

أحدث المقالات

أحدث المقالات