لا يريدون للحق أن يقال .. الإعلامي “عدنان الطائي” يكشف خفايا صدور قرار وقف برنامجه على “UTV”

لا يريدون للحق أن يقال .. الإعلامي “عدنان الطائي” يكشف خفايا صدور قرار وقف برنامجه على “UTV”

خاص – كتابات :

بعد أقل من (24 ساعة) من الاحتفال العالمي بـ”يوم حرية الصحافة”؛ الذي كانت مشاركة العراق فيه لا تخرج عن بيانات رسمية مكرورة وتصريحات إعلامية لساسته من نجوم طبقته الحاكمة وفقط.. ليأتي الرد العملي مساء أمس الأحد؛ على مدى “الاحترام الرسمي” العراقي لحرية الصحافة، من “هيئة الإعلام والاتصالات بقراراها وقف بث برنامج (الحق يُقال)؛ الذي يُعرض على قناة (UTV)، لمدة أسبوع، بسبب ما قالت إنه: مخالفة مقدم البرنامج؛ عدنان الطائي، للائحة قواعد البث الإعلامية، كالذوق العام والدقة في نقل المعلومة.

وأوقفت هيئة الإعلام والاتصالات، الأحد 04 أيار/مايو 2025، برنامج الإعلامي عدنان الطائي“؛ (الحق يُقال).

وقالت قناة (يو. تي. في) في منشور على صفحتها بوسائل التواصل؛ إن: “هيئة الإعلام والاتصالات توقف بث برنامج؛ عدنان الطائي، الحق يُقال الذي يُعرض على قناة (UTV)“.

وفي وقتٍ لاحق من إعلان القناة إيقاف (الحق يُقال)، أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، إيضاحًا، بشأن إيقاف البرنامج المذكور.

وقالت الهيئة في بيان؛ إنه: “استنادًا إلى الصلاحيات الخاصة بتنظيم قطاعات الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ بموجب الأمر (65) لسنة 2004، ونظرًا لتكرار مخالفة برنامج (الحق يُقال) للائحة قواعد البث الإعلامي على لسان مقدم البرنامج؛ (عدنان الطائي)، وتحديدًا في الحلقة التي بثها في 30 نيسان/إبريل2025، بالإشارة إلى المواد: الباب الثاني/ المادة 2 (اللياقة والآداب والذوق العام)، والباب الثاني/ المادة 4 (الدقة والنزاهة والشفافية في نقل المعلومات)، تقرر إيقاف بث البرنامج المشار إليه آنفًا لمدة (07)أيام ابتداءً من تاريخ صدور هذا الكتاب، وإنذاركم بضرورة الالتزام بلائحة قواعد البث الإعلامي، وحذف المخالفات من جميع المنصّات التابعة لقناتكم”.

ذلك القرار الذي أثار موجة غضب واستهجان عارمة داخل الأوساط الثقافية خاصة والشعبية عامة؛ والتي مازالت أصداؤها تترى على مواقع التواصل ووسائل الإعلام المحلية، منذ صدور القرار الذي كشف الإعلامي “عدنان الطائي”؛ خفايا صدوره والدوافع الحقيقية والشخوص التي تقف وراءه…

قرار متوقع !

حول الأسباب الحقيقية وراء صدور القرار؛ أكد الإعلامي “عدنان الطائي”؛ مقَّدم (الحق يُقال)، أنه كان يتوقع بعد كل حلقة أن يصدَّر قرارًا ما من هيئة الإعلام والاتصالات؛ خاصة وأن عدنان ليس على المزاج الرسمي وغير الرسمي بالعراق، وبالبرنامج كان على مدار (05) سنوات ناقدًا وناقدًا بشدة للأوضاع السياسية والاجتماعية؛ ولكن دون تبّني لأي خطابٍ طائفي أبدًا، شأنه في هذا شأن القناة (UTV) عمومًا، فالطائفية بعيدة تمامًا عن حواراتنا واجتهاداتنا ولقاءاتنا بالسياسيين.. الغريب أن الحلقة التي صدَّر بسببها قرار الإيقاف كانت حلقة ضد الطائفية ووجهت رسالة واضحة لهيئة الإعلام إنها حلقة تقف بالضد من السَّعار الطائفي الهائج حاليًا بالفضائيات.

متساءلًا: كيف يرتد الموضوع علينا وكيف تتجه الهيئة إلى وقف البرنامج، وهو البرنامج الذي يطلب أصلًا من الهيئة التدخل وإيقاف هذا السَّعار الطائفي الموجود الآن من قبل أشخاصٍ معروفين؟!..

لم يبقى سوى الكلمة الحرة..

مضيفًا الطائي: ربما أخذت هيئة الإعلام والاتصالات بتغريدة أبو علي العسكري المعروفة التي اشتكى فيها منذ أيام من “هدة قناتنا وهدة شبابنا في بغداد”، ويجوز تعرضوا لضغوطات أغلبهم زملاء ونعرفهم بشكلٍ جيد.. ولهؤلاء أقول لهم أنتم إعلاميون مثلنا وفنانون ومثقفون لم يبق لنا سوى “الكلمة الحُرة”؛ وهم يريدون نزعها منا، أخذوا أموال الشعب وأخذوا مستقبلنا؛ ما بقي لدينا سوى “الكلمة الحُرة” يريدون انتزاعها ويخرصونا.

موضحًا: لم ارتكب خطأ؛ ومع أحترامي لقرار هيئة الإعلام والاتصالات كمؤسسة رسمية ولكن هناك تحفظ كبير على القرار وحيثياته ومضمونه، فهو قرار غير موضوعي أو مهني وفيه من التجني الكبير.

هل قرارًا مفاجئًا ؟

يقول “عدنان الطائي”؛ ما تفاجأ به هو حيثيات القرار؛ فهو بنَّيي على أساس أن البرنامج مخالف للذوق العام، وأبسط مشاهد يمكنه أن يفرز لك أسماء الفضائيات المخالفة للذوق العام، نحن ملتزمون تمامًا بالذوق والآداب العامة.

متابعًا: “وهل لدى هيئة الإعلام تعريف محدد للذوق والآداب العامة حتى تلزمني به ؟، فهل انتقاد السياسيين الآن أصبح خادشًا للذوق العام، هل كشف الخطاب الطائفي الموجود والمتسلل إلى الفضائيات اليوم بات يخدش الذوق العام ؟!؛ فهذا كلام غريب صراحة”.

شعبية “الحق يٌقال”..

حول مدى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها برنامج (الحق يٌقال)؛ ومقدمه “عدنان الطائي”، يعلق الأخير: “أنا قريب من الشارع بعيد عن السلطة، غادرت العراق قريب من 14 سنة، ولا أمتلك أي علاقات مع السياسيين ولا السلطة؛ ولا أريد هذه العلاقات، وكل ما أريده أن أمتلك صوتي واستمر بانتقاد هذه الطبقة السياسية التي تعترف بنفسها أنها طبقة سياسية فاسدة ويتعيشون بما سقوا من أموال العراقيين كما يعترفون هم أنفسهم، أنا أريد أن يكون صوتي مستمر ومسموع عند العراقيين وأقول لهيئة الإعلام وغيرهم أن الفضاء لم يعد قاصرًا على الفضائيات؛ هناك وسائل عديدة لإرسال صوتك إلى الشارع في دقائق، والشباب والشارع لم يعد ينخدع بتلك الأصوات الطائفية أو بتلك التي تريد تجميل الطبقة  السياسية.. فهم ينزعجون من الخطاب والخط الذي يقدمه عدنان؛ هذا ما يريدون محاربته وإيقافه، وهذا السبب الحقيقي وراء القرار وليس مخالفة الذوق العام.. فأنا أشعر بالغبن؛ كما كل الإعلاميين في العراق يشعرون اليوم بالغبن والخوف والتهديد، فهم يريدوننا على شاكلتهم؛ وهذا لن يكون“.

وحول موضوع الحلقة سبب القرار الخلافي؛ يوضح “الطائي”: “كانت هناك مبادرة مقدمة من عراقيون ضد الطائفية وضد السلاح المنفلت، ففكرت بوجوب تسليط الضوء على هذه المبادرة، فقمنا بتناولها تحت عنوان: (عراقيون ينتفضون ضد السَّعار الطائفي)، وكانت الحلقة مع الزميل؛ فارس حران مرتضى، نتحدث طوالها حول كيفية حماية مجتمعنا وشبابنا من هذه الهجمة الطائفية، هذا هو موضوع الحلقة التي تم إيقافها من قبل هيئة الإعلام بزعم أنها تخدش الذوق العام”.  

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة