“الكاتب” الإيرانية تحاول كشف ما وراء .. إرجاء المفاوضات وتغريدة “ترمب” !

“الكاتب” الإيرانية تحاول كشف ما وراء .. إرجاء المفاوضات وتغريدة “ترمب” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أعلن وزيرا خارجية “عُمان” و”إيران” عن إرجاء الجلسة الرابعة من المفاوضات النووية المَّقررة يوم السبت في “روما” لأسبابٍ لوجستية وفنية. بخلاف ذلك تم إرجاء مفاوضات الجمعة؛ بين “طهران” و(الترويكا) الأوروبية. بحسب ما استهل “صابر گل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

لكن من غير الواضح؛ حتى الآن، طبيعة المشاكل الفنية التي تسبّبت في إرجاء المفاوضات “الإيرانية-الأميركية”.

تضارب في تصريحات الطرفين..

بالوقت نفسه عددت شبكة (الميادين) على لسان مصدر إيراني؛ أسباب إرجاء المفاوضات، من مثل الاعتراض على “المواقف المتناقضة” وسّعي “الولايات المتحدة” إلى: “تغييّر الإطار الكلي والمتفق عليه للتفاوض”.

فإذا كان هذا الادعاء صحيحًا، وكان إرجاء الجولة الرابعة من المفاوضات مقترح “إيران”، فلا مبَّرر لإعلان “وزارة الخارجية”؛ الإثنين الماضي، عن الاستعداد للجولة الرابعة من المفاوضات.

لكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية؛ “تامي بروس”، كانت قد أعلنت في وقتٍ سابق، عدم تأكيد “الولايات المتحدة” زمان ومكان الجولة الرابعة من المفاوضات.

وهذه التصريحات تعكس في الظاهر أن إرجاء المفاوضات كان مقترحًا أميركيًا، لكن لو أن “إيران” كانت قد طرحت هذا المطلب، فإن تصريحات “بروس” يمكن أن تكون رد فعل معناه أن “الولايات المتحدة” لم تُعلن الموافقة بالأساس على موعد الجولة الرابعة.

البحث عن  الأسباب الحقيقية..

والآن إذا كانت الأسباب اللوجستية والفنية بالفعل سبب إرجاء المفاوضات؛ فالسؤال حول طبيعة هذه الأسباب هو هل ترتبط بالتغيّيرات في الإدارة الأميركية؛ وإقالة “مايك والترز”، من منصبه كمستشار للأمن القومي الأميركي، واحتمال استبداله: بـ”ستيف ويتكوف” ؟ أو اختلاف وجهات النظر في “البيت الأبيض” بخصوص “إيران”، والاستياء من مسّار المفاوضات ؟ أو عدم الاستعداد للرد ووصول أحد الطرفين إلى نتيجة بشأن القضايا المطروحة في الجولة الثالثة من المفاوضات ؟ أو أن التأجيل من الجانب “الأميركي -على فرض حدوثه – هو جزء من أسلوب “ترمب” التفاوضي الذي يحّول المفاوضات إلى أداة ضغط ويُعلن أنه هو الذي يُحدد الوقت ؟ أو…

تهديد “ترمب” الجديد..

وما يُثيّر الشكوك حول وجود أسباب أخرى بخلاف الأسباب الفنية المحتملة، تغريدة “دونالد ترمب”؛ شديدة اللهجة، تحت عنوان: “تحذير”، والتي أكد خلالها على ضرورة الوقف الفوري لكل المشتريات النفطية أو المنتجات البتروكيماوية من “إيران”، وهدّد أي دولة أو شخص لا يلتزم بذلك بعقوبات ثانوية.

وهذا يوضح ويُبّرهن أن المفاوضات في الجولة الثالثة كانت أهم من الجولتين الأولى والثانية، وتناولت قضايا شديد التحدي، ما ترتب عليه خلافات واضحة على ما يبدو.

وكان قد اتضح قبل يوم من انطلاق الجولة الثالثة، إمكانية توقف المفاوضات، وأن الطرف الأميركي سوف يستغل هذا التوقف في تكثيف سياسة “ضغوط الحد الأقصى” بأبعادها المختلفة. ويمكن تصنّيف تغريدة “ترمب” التحذيرية في هذا الصدّد.

وبغض النظر أساسًا عن أسلوب “ترمب” التفاوضي المرتبط بتوظيف أقصى أدوات الضغط لتعزيز قدرته على المسَّاومة في المفاوضات. فالضغط يُعدّ من أدوات التفاوض، خاصة بين الأطراف المتعارضة أو العدائية، حيث يسعى كل طرف عادةً إلى الصمود في وجه ضغوط الطرف الآخر ومنعه من تحقيق اختراق خلال المفاوضات.

على كل حال؛ سوف تُعقد الجولة الرابعة من المفاوضات عاجلًا أو آجلًا، وبانعقادها سوف يتضح إلى أي مدى سوف يتحرك الطرفين باتجاه حل الخلافات والقضايا الرئيسة، لكن بالنهاية من المحتمل بقوة أن ينتهي هذا المسّار المتذبذب بالوصول إلى اتفاق.

في غضون ذلك، كلما طال أمد الجمود في الملفات الأخرى التي يهتم بها “ترمب” زادت فرص التوصل إلى اتفاق مع “إيران”. وبالعكس فإن نجاحه في هذه الملفات قد يؤدي إلى تشديد المواقف في المفاوضات مع “طهران” للوصول إلى اتفاق أفضل وأكثر ملاءمة لمصالحه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة