اين انتم ياعمال العالم ؟!

اين انتم ياعمال العالم ؟!

في خضم احداث وتحديات جسام يمر بها العالم ومنها امتنا العربية مرت علينا قبل ايام مناسبة عيد العمال العالمي بكل ما تحمله من معان التضحيات التي قدمتها الطبقة العاملة على مر تاريخها الحافل بالعطاء والتمسك بمباديء الوطنية ..ربما عدد غير قليل من الجيل الجديد ممن عزف عن القراءة او حتى متابعة الاحداث لا يعرف ماذا كانت تعنيه الطبقة العاملة وماهي مواقفها الكبيرة لدعم قضايا التحرير لشعوب العالم ومنها شعبنا العربي ولا ابالغ اذا قلت ان غالبية الجيل الحالي لايعرف شيئاً عن التاريخ النضالي لشعبه ووطنه ولا ما سجله التاريخ من مواقف تحدى فيه العمال الامبريالية واتباعها وسساهموا بالثورات الوطنية .. من منا لايتذكر مواجهة العمال للعدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا زعيمة المعسكر الراسمالي انذاك ومعها فرنسا والكيان الصهيوني على مصر الذي ساهم في اجبار هذه الدول الاستعمارية على وقف عدوانها الغاشم ..وهل يمكن ان ننسى المواقف البطولية للعمال للسلطات الدكتاتوريه في كل مكان ؟ وشجاعة مواقفهم في انتخابات نقاباتهم لاختيار القائمة التي تمثل تطلعاتهم ؟ لقد كانت الطبقة العاملة حاضرة في ساحات العمل النضالي على مر التاريخ وكانت السلطات تحسب لها الف حساب برغم الامكانيات البسيطة التي كانت متوفرة في تلك الاوقات فاين هي اليوم ؟! سؤال لابد ان نتوقف عنده ونحن نشاهد ذلك الانحسار غير القليل للعمال ودورهم سواء في العراق او في العالم.. في الماضي كان المشاركون في التظاهرات بمناسبة عيد العمال تملا الساحات فاعداد المشاركين كانت ان لم تبلغ المليون فانها لاتقل عن مئات الالوف في حين انها اليوم وكما شاهدناها لاتتجاوز العشرات لذا فلا تلوموننا اذا قلنا اين انتم ياعمال العالم ؟
واذا كانت اوضاع المحاصصة باسوأ اشكالها قد انعكست سلباً على اوضاع الطبقة العاملة في عراق ما بعد الاحتلال فان اوضاع العمال في العالم ايضا ليست افضل حالا مما هي عليه في العراق ..من المنطقي الاعتراف بان تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المعسكرالاشتراكي بالطريقة المعروفة وما صاحب ذلك ورافقه وتبعه من حملات شعواء على المفاهيم الاشتر اكية والوطنية قد اثر على دور الطبقة العاملة ، وهذا منطقي لكن غير المنطقي هو استمرار هذا الانحسار وتبعاته من غير ان نغفل ما سببه تعطيل القطاع الصناعي الخاص والحكومي على العمال.. ليس هيناً علينا نحن الجيل الذي عشنا اوج تصاعد نضال الطبقة العاملة ان نرى هذا التراجع وتصاعد دور احزاب اليمين بكل تصنيفاته ، خاصة ومع تصاعد البطالة في صفوف العمال وتدني مستوى الاجور وتهميش دورهم في المجتمع، وكل ذلك مدعاة بالنقابات ومعها الاحزاب الوطنية ان تتدارس سبل استعادة دورها في النضال .. اننا هنا لا نملك الا ان نحي الطبقة العاملة في كل العالم بعيدها ومعها دعوات خالصة للاحزاب الوطنية للمراجعة والوقوف عن اسباب ذلك التراجع .. تحية لعمالنا البواسل والذكر الطيب والرحمة للشهداء ..