مع كل استحقاق انتخابي جديد في العراق، تعود إلى الواجهة ذات المسرحية الرديئة وجوه سياسية مألوفة دموع مصطنعة، خطابات مشحونة بـ”الغيرة” على الفقراء بينما الأيدي ما زالت غارقة في سرقة المال العام و تسرح في دهاليز أجهزة المخابرات الأجنبية وبشكل علني وبدون خجل او حياء بهذه الازدواجية الفاضحة لم تعد تثير الاستغراب فقد أصبح الاستعراض السياسي وقودًا للعبة مفضوحة يتكرر عرضها دون خجل، على مسرح وطنٍ بات مُنهَكًا ومواطنٍ منهوب الإرادة.إن من مظاهر العجب في عراق اليوم أن ترى العمالة للأجنبي تمارس علناً دون أيّ خشية أو استتار. تجد بعض الساسة يذهبون للقاء قادة أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، ويُعلنون عن هذه اللقاءات عبر الإعلام كأنها إنجازات دبلوماسية لا اصطفافات أمنية تُهدد السيادة الوطنية والأمن القومي العراقي نعلم اننا ببلد في ديمقراطية سياسيه ولكنها وجوباً ليس مفتوحة ومباحة بهذا الشكل العجيب الغريب . وتحدث هذه اللقاءات غالباً في فترات ما قبل الانتخابات، ضمن ترتيبات تعكس حجم التبعية وشكل الطموحات المرهونة بيد الخارج.أما الداخل، فحدّث ولا حرج من يذرفون الدموع على الجياع وحقوق المكون والمهجرين هم أنفسهم من صنعوا مأساة الجوع واغتصاب الحقوق عبر منظومة فساد منظمة تلبست عباءة “اللجان الاقتصادية او الاستثمارات”. هذه اللجان لم تكن يوماً أدوات تنمية، بل مافيات نهب ممنهج استحوذت على أصول الدولة ومصادر تمويلها. مشاريع الدولة تحولت إلى صفقات مغلقة، والموارد إلى غنائم موزعة بين النافذين، فيما ذبلت فرص الاستثمار الحقيقي واندثرت الطبقة الوسطى واتسعت طبقه ودائرة الفقر واليأس.الأدهى من ذلك أن هؤلاء الفاسدين يخرجون علينا من شاشات قنوات إعلامية أُسست بأموال الشعب المنهوبة ليظهروا بمظهر الحريصين على الكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية. يتباكون على من فقراء والمظلومين والمحرمون ويخدعون البسطاء ذو العقل المحدود بنفس الخطاب الذي تاجروا به لعقود. كيف لمن يملك القصور في الخارج، والحسابات السرية أن يذرف دموعاً على من لا يجد ثمن رغيف الخبز؟ من أين لهم هذا الكم من الادعاء دون أن يرتجف لهم جفن؟ولأن اللعبة لا تكتمل دون مسحة من التهديد الأمني تعود كل دورة انتخابية لتشهد سيناريوهات الفوضى الناعمة نعرات طائفية، وتهويل إعلامي يزرع الرعب كل ذلك ليرتبط في ذهن المواطن أن “الأمن لا يتحقق إلا معهم”. إنها معادلة قديمة: تصعيد مُمنهج + خطابات موعودة = أصوات في الصناديق.لكن السؤال الجوهري هل ما زال الشعب يقبل بهذه المسرحية الهزيله ولم ينضج الوعي لدى اغلب الناس وفهم قواعد لعبة المخادعين ؟ وهل بقي في ذاكرة الناخب مناعة تكفي لرفض من خذله وسرقه ثم عاد يطالبه بالصوت والولاء؟الانتخابات المقبلة لن تكون مجرد منافسة بين قوائم بل صراع بين مشروعين مشروع وعي وطني ومشروع تضليل كذب وخداع ونفاق وعمالة للأجنبي . إما أن ينتصر المواطن لصوته وكرامته وإعادة الوطن لمساره الصحيح والكريم وإبعاد كل وجوة العملاء وخدام الأجنبي .أو يُعاد تدوير ذات الوجوه التي أجهزت على الحلم العراقي . المعركة اليوم هي معركة استرداد وطن وإعادة تعريف الشرف السياسي فدموع الذئاب لن تصنع خبزًا للفقراء ولن تشتري شرعية جديدة لمن خانوا العهد والوطن وباعوا الشعب وكرامته .
أيها الشعب العراقي الكريم الانتخابات القادمة معركة وجود اما نعمل سوياً على إنقاذ البلاد من الكذابين والمنافقين والطائفيين والمرتزقة الذين اتخذوا من العراق مشروع استثماري لهم وأحزابهم . وذلك وواجب وطني ان نأخذ دورنا وانهاء هولاء الفاسدين الذين ساهموا بدمار العراق وجعلو من بلادنا هش بكل المجالات فالتغير والإصلاح الذي ننشده عبر صناديق الاقتراع وعدم اعطائهم الفرصه ومن الله التوفيق .