على مائدة الفن

على مائدة الفن

في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي صدرت العديد من ( الكتب الفنية ) التي تضمنت نبذ مختلفة عن حياة الفنانين العراقيين وأعمالهم وأبداعاتهم للناقد والموسيقي والأذاعي والصحفي المرحوم ( سعاد الهرمزي ) ، ومن هذه الكتب ( موسوعة الفنانين ) و ( أصوات لا تنسى ) و ( من الذاكرة ) و ( خواطر الأيام ) ، لتوثق السير الذاتية والمحطات الحياتية لبعض النخب المتميزة من الفنانين العراقيين الرواد لتكون شاهدا للتأريخ نستلهم منها الآرث والفن الحضاري ، كما ترتبط هذه الكتب أرتباطا وثيقا بالثقافة والفنون والأدب ، ونستذكر من خلالها الفنانين العراقيين الذين رحلوا وتركوا بصمات واضحة في فضاء المسرح وأستوديوهات الأذاعة والتلفزيون وأيضا في مجال السينما ، ضمن عصر الفن الجميل الذي كنا نعيشه ونلمسه أيام زمان .
من أجل التواصل والأستمرار على هذا النهج وأصدار الكتب التي تحاكي الفنانين العراقيين الحاليين والتعرف على أعمالهم وأنجازاتهم في مختلف الفنون الأخرى ، وأمتدادا لتلك الفترة الجميلة التي عاصرت رواد وعباقرة الفن العراقي آنذاك ، وبهدف أبراز هذا العطاء المثمر للفنانين المتواجدين ضمن الساحة العراقية والعربية حاليا … صدر لي مؤخرا كتابي الموسوم ( على مائدة الفن ) عن دار الجواهري للطباعة والنشر في بغداد ويقع في أكثر من ( 300 ) صفحة من القطع الكبير ، وطبع في مطابع بيروت وفق المواصفات الفنية العالية والألوان الجذابة والتصميم المتميز ، ليكون في متناول الأجيال القادمة الذين لم يعيشوا فترة الفن الجميل ، وأن الكتاب عبارة عن باقة ورد معطرة يشم فيها القارىء عطورا مختلفة من عطاءات الفنانين الرواد والشباب الذين أسسوا القيم والمبادىء الفنية في المسرح العراقي وفي أركان الفن عموما ، وتركوا أثرا واضحا لعطائهم الثر وتضحياتهم على مدى سنوات حياتهم الفنية كونها أسماء مؤثرة في المجتمع العراقي ، وأن ماسجلته من خلال هذا الكتاب سيكون عنوانا للوفاء لهؤلاء العمالقة .

يتناول كتابي ( على مائدة الفن ) على أبرز المحطات الحياتية والفنية والأنسانية للفنانين العراقيين والعرب ، ويرصد واقع الفنون المسرحية والتلفزيونية والأذاعية والسينمائية ، وكذلك الفنون الغنائية والطربية والأستعراضية التي تجسدت من قبل هؤلاء الفنانين ، فيما يكشف الكتاب عن بعض الخفايا والأسرار الشخصية لبعض الفنانين الذين أفصحوا عنها خلال أحاديثهم التي أتسمت بالعفوية والصراحة والرؤيا الواضحة ، ويشمل الكتاب عددا من اللقاءات الصحفية الفنية التي أجريتها خلال الأعوام الماضية مع نخبة متميزة من الفنانين العراقيين والعرب ويقدر عددهم أكثر من ( 100 ) شخصية فنية ، حيث أن ماسجلته من مقابلات صحفية ماهي الآ بعضا من الأنشطة التي تشكل جزءا ضئيلا من النشاط العام لمن يرد ذكره في هذا الكتاب ، ولكن وبالرغم من صلتنا وعلاقتنا الكبيرة بالفنانين وتواصلنا المستمر معهم الآ أن الكثير منهم لم يأخذ حقه بشكل كامل وكما ينبغي في النشر ، لكون أنشطة الفنان تجعل منه أنسانا يتجدد عطاؤه بشكل متواصل ومستمر ، فيما يعد هذا الكتاب من الكتب الجديدة والنادرة والفريدة من نوعها من بين المطبوعات والكتب الفنية العراقية الأخرى في هذا الزمن القريب ، كونه يتمتع بمنط جديد يختلف تماما عن بقية الكتب من الجوانب الفنية والتقنية وأيضا من جانب فكرة الموضوع التي تعد جديدة وغير مسبوقة ، الآ فقط فيما تم نشره من كتب فنية قيمة وجوهرية في فترة الستينات والسبعينات أنفة الذكر .

أن أبرز اللقاءات الفنية في هذا الكتاب كانت مع الفنانين العراقيين المتميزين ومنهم على سبيل المثال كاظم الساهر وليلى محمد وأسيا كمال وصلاح عبد الغفور وفوزية الشندي وسليمه خضير وأيناس طالب وحسين نعمة وجعفر الخفاف والآء حسين ومحمد حسين عبد الرحيم وياس خضر وميس كمر وأبتسام فريد وشذى سالم وحاتم العراقي وسامي قفطان وراسم الجميلي وهيثم يوسف وغيرهم ، أما الفنانين العرب فكانت اللقاءات مع الفنانة اللبنانية الشحرورة صباح والفنانة المصرية الممثلة والمطربة أيمان الطوخي ، أضافة الى الفنانة المصرية المطربة سوزان عطية والفنان المصري المطرب مدحت صالح وكذلك المطربة المغربية رجاء بلمليح والممثل الأردني عادل عفانة وغيرهم ، أما فيما يخص الصور الصحفية التي نشرت في الكتاب فكانت بعدسة المصورين المبدعين علي عيسى وسرمد سمير ، وكان الأشراف اللغوي لجميع صفحات الكتاب من قبل الصحفي الرائد خليل الأسدي ، وتصميم الغلاف الأول الملون والصفحات الداخلية والغلاف الملون الأخير كان من قبل الفنان التشكيلي المبدع محمد حياوي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات