كشفت تقارير صحفية اليوم، الاربعاء، عن محاولات تجريها الحكومة التركية لتوحيد الكتل السياسية “السنية” بعد “خلافات عصفت بها مؤخرا” بشأن رفض الولاية الثالثة لرئيس الوزراء نوري المالكي، مشيرة الى اتصالات اجراها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته داوود اوغلو مع رئيس متحدون اسامة النجيفي والقيادي اياد السامرائي أسفرت عن تأجيل الإعلان الرسمي لائتلاف “اتحاد القوى الوطنية”.
وقالت صحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن اليوم، إن “أنقرة التي تعارض بشدة، بخلاف طهران، الولاية الثالثة لرئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي تحاول توحيد الكتل البرلمانية السنية بعد الخلافات التي عصفت أخيرا داخل الجبهة السنية بين ائتلاف متحدون بزعامة أسامة النجيفي والحزب الإسلامي الذي يتزعمه إياد السامرائي، لا سيما بعد إعلان القيادي البارز في الحزب الإسلامي سليم الجبوري عن قرب الإعلان عن كتلة جديدة تضم أكثر من 35 نائبا تحت اسم اتحاد القوى الوطنية”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة بها، إن “رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو أجريا خلال الفترة الماضية اتصالات غير معلنة مع بعض الأطراف السنية، لا سيما أسامة النجيفي وإياد السامرائي”، مشيرا إلى أن “الاتصالات أسفرت عن تأجيل الإعلان عن اتحاد القوى الذي يضم نوابا منشقين عن كل من متحدون (بزعامة النجيفي) والعربية (بزعامة صالح المطلك) والوطنية (بزعامة إياد علاوي) بالإضافة إلى كتلة الحل التي يتزعمها جمال الكربولي وكتل صغيرة أخرى لكي يفاوض المالكي على الولاية الثالثة بشروط غير متفق عليها مع زعامات هذه الكتل”.
وأضافت الصحيفة أن “أنقرة تستطيع التأثير على كل الأطراف القريبة منها من الكتل السنية وهما كتلتا النجيفي وإياد السامرائي، وهو ما جعل إردوغان وأوغلو يوجهان دعوة لكل من النجيفي والسامرائي لزيارة أنقرة لبحث هذا الخلافات ومحاولة توحيد الرؤى بين هذه الأطراف بهدف تشكيل تكتل يستطيع إجراء مفاوضات مع كل من الشيعة والأكراد من موقع قوة لمنع الولاية الثالثة للمالكي”.
وكان إئتلاف “متحدون للاصلاح” أعلن، امس الثلاثاء، أن زعيمه اسامة النجيفي بحث في انقرة مع المسؤولين الاتراك الاوضاع الاقليمية وتطورات المشهد العراقي، فضلا عن ملف الانتخابات البرلمانية ومسألة تشكيل الحكومة الجديدة والخارطة السياسية المتوقعة.
واكد رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس الاول الاثنين، أن الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة القادمة، باتت “متحققة “، مشيرا الى أن 175 صوتا “مضمونا وسنضم المزيد”
وكشف مصدر مطلع في، 24 ايار 2014، أن رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي قام بزيارة سرية برفقة مدير مكتبه الى تركيا.
وكان النجيفي قد أكد في مؤتمر صحافي عقده، في 23 ايار 2014، في اربيل مع اعضاء ائتلافه “متحدون للإصلاح”، رفضه تولي رئيس الوزراء نوري المالكي ولاية ثالثة، وسعيه لتشكيل حكومة تخرج العراق من أزمته الحالية، فيما شدد على وقوفه مع الكتل السياسية التي تطالب “بتغير” العملية السياسية.
وأعلنت مفوضية الانتخابات، في (19 أيار 2014)، نتائج الانتخابات البرلمانية، حيث حصل ائتلاف دولة القانون على 95 مقعداً، وجاء في المرتبة الثانية القوائم الصدرية بـ32 مقعداً ومن ثم ائتلاف المواطن بـ29 مقعداً ومن بعده ائتلاف متحدون بـ23 مقعداً، كما جاء ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي بالمركز الخامس بـ21 مقعداً، فيما حل بالمركز السادس الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ19 مقعدا يتقاسم معه المركز الاتحاد الوطني الكردستاني بـ19 مقعداً أيضاً، وأبدت عدة كتل سياسية عدم رضاها عن هذه النتائج، واتهمت المفوضية بتزويرها، كما قدمت طعوناً تشكك بصحتها.