لم يكن الحضور للتظاهرة التي دعى اليها تجمع اكتوبر وغيره من التجمعات التشرينية بمستوى الهدف الكبير المتمثل بوقف القمع ضد شباب تشرين واطلاق سراح المعتقلين منهم او ممن حكموا بالسجن بدعاوى باطلة .. لم تكن التظاهرة بمستوى هذا الهدف ولا بالحدث الجلل الذي يمر به وطننا المتمثل بمحاولات استقطاع خور عبدالله العراقي الى الكويت .. ومع ذلك فانه يمكن القول ، وبعيداً عن المزايدات ، رسالة لاحزاب السلطة بان انتفاضة تشرين باقية ولن تموت كما انها رسالة للاحزاب والشخصيات الوطنية وتقول لهم اين انتم ورسالة الى عدد غير من المواطنين تقول لهم كفى نوماً ومتى تصحون ياشعبنا وانتم ترون وطنكم يباع في سوق الفاسدين خونة الوطن وتشاهدون اجهزة قمع السلطة تطارد الشباب الثوار المضحين ..
وبصراحة فان عدد الحضور مخجل خاصة على صعيد بغداد ويثير في النفس اكثر من تساؤل عن قواعد الاحزاب الوطنية ومنها الحزب الشيوعي العراقي وسر عدم المشاركة في تظاهرة الجمعة 25/ 4 في ساحة التحرير ؟! وسؤال اخر نضع امامه عشرات علامات التعجب عن اسباب عدم مشاركة قادة هذه الاحزاب كما يفترض ، وهذا من ابسط واجبات الوطنية ، لقد كان عليهم ان يكونوا السباقين في المشاركة بمثل هذه الفعاليات الشعبية . ..نتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت الى ابناء شعبنا فقد آ ن الاوان للتخلي عن مبدأ اني ( شعليه ) السلبي ، اما بالنسبة للاحزاب الوطنية فلا نعتقد ان لها عذر مقبول بعدم المشاركة في مثل هكذا فعالية شعبية وفي مرحلة يتعرض وطننا فيها الى مخاطر جسيمة تتمثل باعلى مستويات التمادي بحقوق الوطن والمواطن ومحاولة استقطاع جزء عزيز منه والسكوت على تجاوز الكويت على اراضينا من غير بشكل يتنافى وابسط قواعد وقيم الاخوة التي تربط العراق بالكويت بل بصورة تتنافى وقواعد القانون الدولي ..
التظاهرة نعم لم تكن بالمستوى المطلوب من حيث عدد الحضور لكنها في نفس الوقت تبعث الامل بانتهاء وقت الخوف والسكوت على تجاوزات السلطات على الحقوق .. فقد كانت الشعارات واصوات الشباب عالية بعلو وطننا الجريح وتؤكد اصرار الشباب واستمرار انتفاضاتهم ضد الظلم والتعسف وانتهاك الحقوق ..التظاهرة بسيطة ومتواضعة غير انها حملت رسائل عديدة وصور ومشاهد مؤثرة فما اروع ان ترى احد شباب الناصرية يهرع الى احد كبار السن من المشاركين في التظاهرة ليقبله من رأسه ويقول له وجودكم يحفزنا على مواصلة النضال الى ان تتحقق اهدافنا المشروعة بحياة كريمة ..امرأة كبيرة اصرت على ان ترفع اللافته وتصرخ وسط الشباب ( عفيه ولدي عفيه شباب الناصرية وكربلاء عفية لكل من ترجم حب الوطن بالمشاركة في التظاهرة ) .. صور ذات مغزى ودلالات كبيرة فحيا شباب الناصرية الذين تجشموا عناء السفر الى بغداد متحملين اجور وعناء السفر وبعضهم كان يكتفي بصمونه وفلافل كغذاء الله الله الله ما اروعكم وحيا الله شباب كربلاء وكل شاب شارك في التظاهرة وعاش العراق عاش العراق .